قال وهو يقلّب الهواء بيده: حسناً أمي فقمة. اختاري أنت أيّ حيوان آخر يناسبكِ.
قالت: نم يا عيني نم والصباح رباح.
قال: كيف أنام يا عايدة! كيف وباب الشقة خلعته بيدي. خلعته من مصراعيه.
قالت: بابنا يا رجل مصراع واحد فقط. أنت الواضح سكران على مصراعين. نم يا عيني والصباح رباح، هذا إذا طلع علينا صباح.
قال: لا لا، سأتأكد من الباب أولًا ثم أنام.
نهضت عايدة من السرير: دعني أنا أقفله. الفقمة هي التي ستقفل الباب.
- أنا لم أقل فقمة.
- الباب مُقفل، مُقفل تماماً الآن.
- بالمفتاح مقفل؟
- نعم بالمفتاح.
- ولكنّني خلعته.
- أنت خلعته من شروشه ولكنّه مقفل الآن، تخيّل!
- كيف؟
- هو هكذا.
- انظري، أنا جئت وطرقتُ الباب. ماشي؟
- ماشي.
- أنت لم تفتحي. ماشي؟
- ماشي.
- ناديت بصوت واطي افتحي لم تفتحي.
- قلت افتحي يا فقمة.
- لم أقل افتحي يا فقمة. رجعت إلى آخر الممر حتى أهجم على الباب، حتى يكون العزم أقوى، وركضت ركضت بكل قوّتي وصحت مثل طرزان. ماشي؟
- ماشي.
- ثم رميتُ نفسي على الباب فانخلع ولقيت حالي عند السرير. ماشي؟
- لا مش ماشي. لأنني أصلاً تركت الباب مفتوحاً فأنا أعرف أنك سترجع لي سكران طينة. أنت يا حبّة عيني دخلت مثل شوال البطاطا بدون طرزان وبدون عنترة.
- يعني أنا لم أخلع الباب؟
- لم يحدث.
- احلفي.
- وحياة أمك الفقمة هذا الذي حصل.