تجلس المرأة الستينية خدي بنت عبدالله، أمام منزلها في مدينة ولاتة التاريخية الواقعة جنوب شرق العاصمة الموريتانية نواكشوط، وكلها أمل بإعداد أكبر قدر ممكن من وجبة المون الشعبية التي تلاقي إقبالاً كبيراً من السكان المحليين، والوافدين للمدينة.
وتقول لـ"العربي الجديد"، إنها ترعرعت في حضن والدتها التي كانت هي الأخرى خبيرة في مجال مهنة تصنيع المون، وكانت تعدّ كميات كبيرة من تلك الأكلة الشعبية، تزامناً مع وصول مئات الوافدين للمدينة، للمشاركة في مهرجان المدن القديمة الذي تحتضنه مدينة ولاتة التاريخية.
وتشير خدي بنت عبد الله إلى أن وجبة "المون"، هي عبارة عن خليط من الذرة والأرزّ والفارين (دقيق القمح) الذي يصنع منه ما يشبه العجينة اللينة، ثم تخبز في قدر مع قليل من الزيت، توضع فوق موقد على الجمر.
وتؤكد بنت عبد الله، أنها تعلمت صنع الوجبة منذ أن كانت في الثانية عشرة من عمرها. وهي الآن تعيل أسرتها من الدخل الذي تؤمّنه أكلة "المون".
وإلى جانب قطع "المون" التي يمكن أن تؤكل وحدها، تخبرنا بنت عبد الله أنها تطهو البطاطس في مرق اللحم، إذ إن بعض الناس يفضلون تناول قطع المون مع المرق، وفي هذه الحالة يدفع الشاري مبلغاً أكبر.
وتخبر كيف أن أبناءها يراقبونها ويكونون إلى جانبها أثناء إعداد الوجبة الشعبية، حتى تبقى طريقة صنعها عالقة في أذهانهم، وخصوصاً أنهم قد يجدونها في المستقبل مصدراً لرزقهم إذا اضطروا لذلك.
وبعد أن تنتهي من إعداد وجبات المون، تذهب لتسويقها في المدينة التي يطلبها سكانها ويعلقون بها، وخصوصاً أنها من إحدى ميزات المدينة التاريخية التي تمتلك الكثير من المميزات الثقافية والفنية الأخرى.