حكايات المصري بعد الغربة

30 يناير 2016
في الاسكندريّة (Getty)
+ الخط -
يختلف الشعب المصري في طبيعته عن أي شعب آخر، فبرغم عدده الكبير الذي يصل إلى 90 مليون نسمة، إلا أن هناك، دائماً، قاسما مشتركا بين الجميع، حتى في الحكي والكلام، وإضفاء اللمسة المصرية المميزة على الحكاية. فتجد الكل يحكي نفس الحكاية في مواضع ومواقع مختلفة، ويجزم أنها حدثت معه، حتى أن المسافرين المصريين يعودون إلى مصر، دائماً، بحكايات شبيهة تصل إلى حد التطابق، حدثت معهم في البلد الذي سافروا إليه، يتساوى في ذلك الذي قضى سنوات في الخارج، والذي لم تتجاوز رحلته أسبوعاً واحداً خارج مصر. وهنا عرض لأشهر أربع حكايات، يحكيها كل المصريين العائدين من الخارج:

إنهم يحبون المصريين
حكاية عادة ما تحتل الصدارة في حكايات المصريين العائدين من الخارج، فالمصري "حفيد الفراعنة" يمتلك كاريزما وشخصيَّة تميّزه عن الجميع، كما يقولون. وعندما يتحدَّثُ في أي مكان يجد من يسارع إليه بعد سماع لكْنَتِه ليسأله "أنت مصري؟"، ثم يبدأ الاحتفاء به، كما يقولون، والتقاط صورٍ معه إن أمكن، وإخباره بمدى حب الناس في تلك البلد للمصريين وفرحتهم بقدومه. ولا يتوقف الأمر عند ذلك فحسب، فللرجل المصري سحرٌ خاص لدى النساء في الخارج، يتلقى، بحسب الحكاية المعروفة، كمّا من الإطراءات والدعوات الخاصة من السيدات هناك، اللاتي لا يستطعن مقاومة جاذبيَّته وسحره كرجل مصريٍّ.

"قشر اللّب"
تنتشرُ تلك الحكاية كتجربةٍ شخصيَّةٍ، يؤكّد كلُّ من يحكيها أنَّه مرَّ بها شخصيّاً، وبأنَّها تجربته الذاتيّة، وتقول الحكاية "كنت أمشي في الدولة الفلانيَّة، وآكل البزر في الشارع، وأرمي القشر على الأرض كما هنا في مصر، ثم رأيتُ أحدهم يمشي ورائي خطوة خطوة، وهم يلم القشور واحدة واحدة. ولمّا وصل إلي، قال إننا نحافظ على نظافة بلدنا".

لا يسهرون
حكايةٌ قد تبدو منطقيَّة، لكنَّ إصرار المصرييّن لروايتها بنفس الطريقة، ووضع الطابع المصري عليها، يُشْعِرُك بأنَّك أمام حكايةٍ من صنع خيال صاحبها. فالمعروف، أن أغلب الدول لا تسهر ليلاً كما يحدث في مصر، عادةً يحلُّ المساء وتبدأ البلدة في النوم إلا بعض المطاعم والملاهي الليلية والبارات وغيرها. وتقول الحكاية "في الساعة 7 بالليل، قرَّرت النزول إلى الشارع، رأيتُ الشوارع خالية ومظلمة والمحلات مقفولة، وكأنني في بلدٍ مهجورة. وبالصدفة، رأيت تاكسي في الشارع، ركبت معه وسألته عن سبب أنَّ الشوارع مقفرّة، فقال لي بابتسامة: يا أستاذ، نحن شعب يعمل، ننام مبكرًا كيف نذهب إلى العمل مبكرًا في الصباح، وليس مثل الوضع في مصر، حيث الناس تعمل في الشوارع".

قواعد المرور على الجميع
عادة ما تكثر حكاية المصريين عن المرور، خاصَّة في ظل فوضى وعشوائيّة المرور الموجودة هنا، لكنّ الحكايات تتشابه إلى حدّ كبير، ودائماً ما يحكيها الشخص على أنّها تجربته الخاصّة في الغربة، التي تبدأ بمحاولته قيادة سيارة على الطريقة المصريّة، وتنتهي به في قسم الشرطة، لأنه لا يعلم شيئاً عن قيادة السيارات. ويتعجب الراوي، من أن البلد القادم منها يتساوى فيها الجميع أمام قواعد المرور الصارمة مهما كان وضعه أو منصبه، وهو أمر لم يعتده المصري في بلده.


اقرأ أيضاً: لا أريد
دلالات
المساهمون