توالت ردود الفعل المنددة بجريمة قتل سائحتين أوروبيتين بطريقة وحشية في منطقة إمليل الجبلية قرب ضريح "شمهروش" في المغرب، واعتبر حقوقيون أن الجريمة التي ذهبت ضحيتها دنماركية ونرويجية لها خلفيات متطرفة، داعين إلى اجتثاث أسباب التطرف.
وأفاد عبد الإله الخضري، مدير المركز المغربي لحقوق الإنسان لـ"العربي الجديد"، بأن "ما حصل للسائحتين جريمة نكراء تعكس سلوكاً وحشياً مشيناً، وبلادنا ما زالت تواجه تحدي مكافحة الإرهاب داخلياً، وهؤلاء الإرهابيون يسعون حثيثا لضرب أمن البلد كلما سنحت لهم الفرصة".
وخلص الخضري إلى أن "المجتمع المغربي بكل مكوناته معني بالمساهمة في اجتثاث الإرهاب، فلا يمكن التعايش مع من يحملون فكراً يؤمن بالقتل والتنكيل بالأبرياء، ويجب وضع حد له ما دام يهدد كيان الأمة، إلا أنه لا ينبغي أن يتنافى ذلك مع احترام مبادئ حقوق الإنسان".
ووصف الباحث الإسلامي رفيقي عبد الوهاب أبو حفص، لـ"العربي الجديد"، ما حصل بأنه "جريمة نكراء بكل المقاييس، وليست سوى تطبيق للفكر المتطرف الذي ما زال شائعاً في المجتمع". وأضاف أنه "رغم فداحة الحدث، فهي فرصة لنا جميعاً لاستئصال كل روافد هذا الفكر من منابعه"، مبرزاً أن "الجريمة لها دوافع وخلفيات فكرية يجب قطعها في المناهج التربوية والتعليمية والخطاب الإعلامي والديني".
وقالت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أكبر منظمة حقوقية في المغرب، في بيان وصل إلى "العربي الجديد"، إن "التطرف الأعمى كان وراء هذا العمل الإرهابي الماسّ بالحق في الحياة، وعملية القتل تمت بأبشع الطرق وأقذرها، والمواجهة الجدّية لظاهرة الإرهاب التي استعمل فيها شباب كأداة لتحقيق أهداف مقيتة يجب ألا تقتصر على الواجهتين الأمنية والقضائية، بل يجب أن تراعي أسبابها العميقة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً".
وشددت الجمعية على أن "هذا الهدف يتطلب وضع الأسس الصلبة لمجتمع تسوده الديمقراطية وحقوق الإنسان ودولة الحق والقانون، وتلبية حقوق المواطنين، بدءاً بالحق في الشغل والحياة الكريمة، وصولاً إلى تخليصهم من الفقر والجهل والمهانة".
واعتقلت قوات الأمن المغربية، اليوم الخميس، 3 أشخاص يشتبه في تورطهم بجريمة قتل السائحتين.