في مرحلةٍ معيّنة من العمر، لمّا يفقد الوجه حجمه الممتلئ، تبرز الحاجة إلى الـ fillers، أي حقن الحشو التجميليّة، لتعبئة الخدين، ونفخ المواضع التي تستدعي ذلك. و"الفيلر" هو عبارة عن علاج تجميلي لأحد أعضاء الجسم، دون اللجوء للتدخل الجراحي، إذْ يتمُّ التخلص من العيوب التي تحدث للجلد، بحق موادٍ معيّنة. لكن، ثمَّة أسبابٌ يمكن أن تؤدّي إلى تشوّهات في الوجه بسبب "الفيلر"، ويمكن تجنّبها قبل فوات الأوان. وبحسب الأخصائيَّة في الطب الوقائي، ليلى لحود، ينتج التشوّه بشكل أساسي بسبب نوع المادة المستخدمة أو خبرة الطبيب نفسه أو التقنية المعتمدة، إضافة إلى الموضع الذي يحقن فيه نوعٌ معيّن من "الفيلرز" للنفخ.
وتقول لحود لـ"العربي الجديد": "لا بد من التوضيح أنّ "الفيلر" المستخدم، يجب أن يكون من حمض الهيالورونيك الخالص، لأنّه الأكثر أماناً. ويجب ألا يحتوي على أي مادة أخرى، أو مستحضر آخر في الوقت نفسه. يضافُ إلى ذلك ضرورة اتّخاذ القرار الصحيح من ناحية استخدام نوع "الفيلر". لأنّ كلّ نوع من الأنواع يختلفُ عن الآخر، بحسب الجزيئات التي فيه، وتماسكها مع بعضها، وإذا ما كانت تسمح بتجمّع الماء، أو إذا ما كان المستحضر يبقى ثابتاً في مكانه دون أن يتحرّك". وبحسب الدكتورة لحود، ثمة خصائص عدة لـ "الفيلرز"، لا بد من أخذها بعين الاعتبار. على سبيل المثال، يوضع "الفيلر" الأكثر سماكة في الخدين، فيما يُحْقَن الذي يتميّز بتركيبة رقيقة تحت العينين. فكل من الأنواع يوضَع في موضعٍ معيّن.
وتوضِّح الدكتورة لحود، بأنّه في حال حقن "الفيلر" السميك في الشفتين، فقد يسبب ذلك تشوُّهاً، فيصبح الشكل غير طبيعي، كما قد لا يثبت في مكانه، بل يتحرّك فيبدو وكأن الشفتين بارزتان إلى الأمام بشكل مشوّه، أو يصبح الفم كاملاً متقدماً إلى الأمام، عندما تصبح المادة المحقونة متواجدة حوله. من جهة أخرى، على الطبيب أن يكون شديد الحرص على عدم حقن "الفيلر" في الشريان، يضاف إلى ذلك أهمية التعقيم جيداً، تجنباً لحصول مضاعفات والتهابات لم تكن في الحسبان، بسبب خطأ من هذا النوع. وتشدّد لحود على أهميّة ألا يحتوي "الفيلر" على مواد دائمة لا تذوب مع الوقت، لأنّ هذا هو من الأسباب الرئيسية للتشوهات التي كانت تحصل سابقاً بسبب استخدام المواد الدائمة. إذْ تبين أن المواد الدائمة، بعد سنوات عدة، تسبب تشوهات وتتحرك من مكانها، بشكل يستحيل تصحيحه، حتى أنه ما من طبيب يمكن أن يتدخل في ذلك، لتصحيح تشوه ناتج عن استخدام مواد دائمة، لأنها بكل بساطة غير قابلة للتصحيح.
صحيحٌ أن ثمة أخطاء عديدة في عالم التجميل يمكن تجنبها بطريقة أو بأخرى، لكننا نشهد اليوم تشعباً واضحاً في هذا العالم مع تعدد الأذواق، فكل شخصٍ ينظر إلى الجمال والتجميل من منظاره الخاص، مما يفسر هذا الاختلاف الشاسع في التطبيق بين طبيب وآخر. وبحسب الدكتورة لحود: "يصعب تطبيق قواعد ثابتة في عالم الجمال والتجميل. المسألة بعيدة عن الموضوعية، وتختلف بين طبيب وآخر وشخص وآخر. قد تطلب المرأة من الطبيب تدخلّاً تجميلياً ليس لمصلحتها. هنا يكمن دوره في توجيهها نحو ما هو أنسب لها. فإذا نفذ ما تطلبه، فإنه يساهم في تشويهها، وستكون النتيجة حكماً غير جميلة".