حفتر يقصف معيشة الليبيين: الهجمات على ميناء طرابلس تقطع شريان الوقود والغذاء

20 فبراير 2020
مخاوف من تفاقم أزمة الوقود (محمود تركيا/فرانس برس)
+ الخط -

 

تزايدت مخاوف الليبيين من أن يفاقم قصف ميناء طرابلس البحري، معيشتهم المتأزمة، إذ يعتبر الميناء شريان حياة للبلاد، حيث تُستورد من خلاله معظم احتياجات المواطنين من المواد الغذائية والوقود.

وأعلنت القوات التابعة للواء المتقاعد، خليفة حفتر، أول من أمس، عن قصفها لميناء طرابلس بعدة قذائف صاروخية.

وقال مدير إدارة الإعلام في الشركة الليبية للموانئ، محمد القويري، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن ميناء طرابلس البحري توقف عن العمل، بسبب تجدد القصف الجوي، مساء أول من أمس، وذلك إلى حين تحسّن الأوضاع الأمنية.

وأضاف: أن الإيقاف سوف يكون ليومين مبدئياً، وفي حالة استمرار القصف سيتم تعليق العمل إلى شعار آخر.

وأكد القويري أن الميناء هو شريان الحياة للعديد من مدن ليبيا، وتصل عن طريقه احتياجات المواطنين الأساسية من أدوية وتجهيزات طبية ومواد غذائية ووقود للاستخدام المنزلي وتوليد الطاقة، وأن العاملين في الميناء غادروا مواقعهم بعد قصف طيران.

وحسب مدير إدارة الإعلام في الشركة الليبية للموانئ، فإن خسائر قصف ميناء طرابلس البحري تشمل شحنة قمح كانت موردة إلى تجار القطاع الخاص في السوق الليبية.

وكشف عن تصاعد الدخان في مخازن للسلع الغذائية، كما أدى القصف إلى 3 وفيات وإصابات بقسم المناولة.

وأضاف أن هناك 3 موانئ يعوّل عليها بشكل رئيسي لسعتها التخزينية الكبيرة للسلع، ومنها ميناء طرابلس، موضحا أن 85 في المائة من احتياجات ليبيا تستورد من الخارج.

ومن جانبه، قال رئيس لجنة الأزمة في بلدية طرابلس، ناصر الكريو، لـ"العربي الجديد"، إن فاقد المحروقات وصل إلى 80 في المائة، مشيراً إلى مغادرة ناقلات الوقود ميناء طرابلس، أول من أمس. وأضاف أن هناك إمدادات مرتقبة من البنزين سوف تصل من مصفاة الزاوية ومصراتة لتغطية النقص الحاصل.

وبخصوص غاز الطهي، أكد الكريو أن "مستودع طريق المطار مغلق، والمشكلة التي نعاني منها بسبب الحرب ساهمت في ارتفاع سعره في السوق المحلي".

وأخلت المؤسسة الوطنية للنفط كل ناقلات الوقود بشكل عاجل من ميناء طرابلس وألغت كل عمليات التفريغ، وذلك بعد سقوط قذائف على بعد أمتار من ناقلة محملة بغاز النفط المسال (غاز الطهي) القابل للانفجار، كانت تحت التفريغ في الميناء.

وعقب قصف الميناء، قال رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، مصطفى صنع الله، في تصريحات صحافية، إن "الهجوم كاد أن يؤدي إلى كارثة إنسانية وبيئية، وسيكون له تأثير جسيم على المواطنين في مدينة مكتظة كطرابلس، حيث لا توجد في المدينة مرافق جاهزة لتخزين الوقود، فالعاصمة تعاني من خروج مستودعات التخزين الرئيسية عن الخدمة بسبب الحرب في طريق المطار".

وأضاف صنع الله أن "هذه الهجمات ستزيد من معاناة المواطنين، وقد تؤدي إلى تعطل المستشفيات والمدارس ومحطات توليد الطاقة والخدمات الحيوية الأخرى، وأطلب من المجتمع الدولي التدخل الفوري لتجنّب تصعيد خطير في الصراع، والسماح للمؤسسة الوطنية للنفط لإدارة الوقود بيسر".

وكانت المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس، المعترف بها دوليا، قالت، أول من أمس، إن "إنتاج النفط تراجع إلى 135 ألفا و745 برميلا في اليوم"، مقارنة بنحو 1.2 مليون برميل منتصف الشهر الماضي.

وأكدت المؤسسة أن إجمالي الخسائر الناتجة عن إغلاقات حقول وموانئ وخطوط أنابيب النفط تجاوز 1.6 مليار دولار.

وفشلت الجهود الدبلوماسية، عدة مرات، في تحقيق هدفها بوقف الحرب في ليبيا، وآخر المحاولات كانت يوم 11 فبراير/شباط الجاري، عندما أقر مجلس الأمن الدولي وقفا دائما لإطلاق النار غير مشروط في ليبيا، غير أن حفتر أعلن قبل يومين أن هجومه على طرابلس لن يتوقف إلا بعد السيطرة عليها.

ويؤكد المحلل الاقتصادي أبوبكر الهادي، لـ"العربي الجديد"، أن قصف ميناء طرابلس أثناء وجود ناقلات الوقود والغاز يستهدف إحداث أزمة وحصار معيشي للعاصمة طرابلس، بعد فشلهم في قطع إمدادات الوقود والغاز بقفل الحقول والموانئ النفطية.

وأشار إلى إيقاف مصفاة الزاوية وإغلاق مستودع طريق المطار لغاز الطهي بعد استهدافه عدة مرات، في مدينة يسكنها أكثر من ثلاثة ملايين ليبي يعيشون أوضاعا صعبة، ما يؤكد تعمّد القوات المتصارعة استهداف حياة الليبيين.

وأكد تاجر جملة بالكريمية، أكبر أسواق ليبيا، على بن سالم، لـ"العربي الجديد"، أن هناك سلعا متوفرة في المخازن تكفي الأسواق خلال الفترة الحالية، ولكن سماسرة الحروب رفعوا بعض أسعار السلع، خاصة الأساسية.

وحسب بن سالم فإنه في حالة استمرار قفل الميناء فإن الوضع سيزداد تعقيدا ويؤدي إلى قفزات جديدة في الأسعار.

المساهمون