حفتر يستعد لهجوم جديد على طرابلس.. وهذه خطته

29 سبتمبر 2019
تلقّى حفتر دعماً جديداً من الإمارات (ماركو لونغاري/فرانس برس)
+ الخط -
يعتزم اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر إطلاق عملية عسكرية جديدة، خلال أيام، وفق خطط جديدة تعتمد توسيع رقعة القتال، بعد أن وصلته إمدادات عسكرية جديدة ومقاتلون، بحسب ما كشفته مصادر متطابقة.

وكشفت المصادر، لـ"العربي الجديد"، أنّ "المرحلة المرتقبة لحرب حفتر ستعتمد كلياً على مقاتلي المرتزقة، سواء على الأرض أو على مستوى تقديم الخبرة والدعم اللوجستي داخل قواعده القريبة من طرابلس".

كما كشفت تلك المصادر عن وصول أسلحة وعربات عسكرية جديدة إلى محاور القتال جنوب طرابلس.

وبحسب المصادر ذاتها، فإن خطة حفتر المقبلة تعتمد على تركيز القتال على محور حلة الفرجان وصلاح الدين، أقرب المحاور لقلب العاصمة، لإحداث فرق في مناطق السيطرة وللتوغل أكثر داخل الأحياء.



وتتفق المصادر على أن خطط حفتر في المرحلة المقبلة ستعتمد على توسيع رقعة القتال، من خلال إشعال محاور جديدة خارج العاصمة، وهذه المرة باتجاه سرت التي باتت تمتلك أهمية استراتيجية في حربه الحالية على طرابلس، مشيرة إلى أن سرت تقع في منتصف المسافة بين منطقة الهلال النفطي ومدينة مصراته.

ولفتت أيضاً إلى أن قواعد الجفرة (550 كيلومترا جنوب غرب طرابلس)، والوطية (140 كيلومترا غرب طرابلس) تضم الآن عشرات الخبراء العسكريين الذين سيشرفون على قيادة المعركة، سواء بقيادة طائرة حربية جديدة أو بتسيير طائرات من دون طيار، مؤكدةً وصول ما لا يقل عن 300 مرتزق إلى مناطق قريبة من سرت، ومنها هراوة، للمشاركة في فتح محور جديد باتجاه مدينة سرت.

وعن شكل الدعم الجديد الذي حصل عليه حفتر، أوضح أحد تلك المصادر أن "المرتزقة خليط من بلاروسيا وروسيا وأوكرانيا ومقاتلين من حركات التمرد الأفريقية، تختلف مهامهم بين القتالية على الأرض وأخرى تتعلق بالدعم الفني واللوجستي. كما لا يزال الوجود الإماراتي فاعلاً، فهو من وفّر ثلاث طائرات قتالية جديدة وطائرات استطلاع من طراز يبهون"، مبيناً في السياق أنّ "التعزيزات الإماراتية العسكرية الجديدة وصلت على دفعات إلى قاعدتي الجفرة والوطية".

ولم يستبعد الخبير العسكري الليبي، محيي الدين زكري، عزم حفتر على مواصلة القتال، موضحاً أن "لا خيار لديه، كما أن الإمارات التي كانت الدولة الأولى والرئيسية في عملية حفتر على طرابلس لا خيار لها". لكنه يعتقد أن "لجوء الإمارات إلى دعم حفتر بالمرتزقة يعني أن هناك ابتعاداً أو لنقل انسحاباً لشركائها في دعم حفتر".

وأضاف زكري، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أنه "ليس المعنى أن فرنسا تركت حفتر أو مصر، لكنهما لم تعودا قادرتين على التورط أكثر، بخلاف الإمارات التي أقنعت البيت الأبيض بحتمية هذه العملية، وجازفت بكل خياراتها، فلم يعد لديها سوى الاستمرار في دعمه لتبييض وجهها ولو على حساب الليبيين".

وإن قلل زكري من أهمية استعانة حفتر بمرتزقة للقتال على الأرض، إلا أنّه حذّر من خطر وجود أسلحة جديدة كالطائرات المتطورة من نوع "سيخوي" و"نظام يبهون للاستطلاع".

وأكّد أن "حفتر مضطر للجوء إلى التعاقد مع المرتزقة لسد العجز الكبير في قواته على الأرض، وهو ما يعكس تغير الأوضاع داخل القبائل التي كانت تمده بالمقاتلين ورفضها إمداده بالمزيد من أبنائها بعد خسائرهم الكبيرة".

وفيما اعتبر زكري أن خيار استخدام المرتزقة لن يحدث فارقاً كبيراً في المعركة، وصف سعيد الجواشي، المهتم بالشأن الليبي السياسي، من جانبه، عملية حفتر المقبلة بـ"الانتحارية"، قائلاً "هو والإمارات يعلمان أن فرض وقف إطلاق النار وإنهاء القتال قرار دولي سيصاغ قريباً، وعليه يتوجب عليهم إحراز تقدم جديد لكسب ورقة تفاوضية"، معتبراً أنّ "هدف حفتر لا يتجاوز حد كسب المزيد من الأجزاء داخل طرابلس".



ولمزيدٍ من التوضيح، قال الجواشي لـ"العربي الجديد"، إن "الهدف سياسي. تضع الإمارات وحفتر كل قواتهما من أجل تحقيقه، استباقاً لما قد يقرره اجتماع برلين المقبل، الذي من الواضح أنه يتجه إلى توافق دولي بشأن المسألة الليبية، وفي مقدمتها وقف القتال".

وأضاف "حتى لو فرض وقف القتال فالكفة ترجح للحكومة، فالأجزاء التي يسيطر عليها حفتر ليست ذات أهمية استراتيجية، فهي قرى ومناطق نائية جنوب طرابلس".

وعن أهمية أحياء جنوب طرابلس، قال "هي تحت سيطرة مليشيات ترهونة، والتي يبدو أن تحالفها مع حفتر على وشك الانهيار، بسبب شبه تورط الأخير في مقتل قياداتها الغامض حتى الآن. ولذا يسعى حفتر إلى استبدالهم بفصائل من قواته مدعومين بالمرتزقة لضمان وجوده في تلك الأجزاء وبغية تحقيق تقدم نسبي داخل أحياء جديدة تلي حي الفرجان".

ولفت إلى أن "أهم استراتيجياته الواضحة في هجومه الجديد هو تحييد قوة مصراته التي تمثل العمود الفقري لقوات الحكومة بفتح محور قتالي جديد نحو سرت".