نددت حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا بتجنيد اللواء المتقاعد خليفة حفتر للأطفال في حروبه، وآخرها حربه الجديدة على العاصمة طرابلس المتواصلة منذ الخميس الماضي.
ودعا وزير الخارجية بحكومة الوفاق، محمد سيالة، مساء الثلاثاء، مجلس الأمن إلى "التدخل العاجل، وتحمل مسؤوليته، واتخاذ تدابير فورية لوقف عدوان قوات حفتر، وفرض العودة إلى المسار السلمي لحل الأزمة الليبية"، مؤكدا أنه "ثبت لدينا تجنيد حفتر للأطفال في حرب مدمرة للاستحواذ على السلطة".
ولم يكن حديث سيالة الأول في هذا السياق، إذ اتهم رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فايز السراج، خلال لقاء مع رؤساء البلديات الغربية، أمس الثلاثاء، حفتر بـ"تجنيد الأطفال والزج بهم في الحرب"، متعهدا بمحاسبته.
وأكد رئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري، أن "التحقيقات مع أسرى قوات حفتر أثبتت أن بعض الشبان لم يبلغوا سن التكليف الرسمي، وهؤلاء مكانهم مقاعد المدارس وليس جبهات القتال"، مطالبا بضرورة محاسبة من يدفع بهؤلاء الشبان إلى الجبهات، في إشارة إلى حفتر.
وتزايد الحديث عن تجنيد حفتر للأطفال في حربه الأخيرة بعدما نشرت الفرقة الأولى التابعة لمديرية أمن مدينة الزاوية، غرب طرابلس، صوراً لأسرى من قوات حفتر، أظهرت أن معظمهم أطفال لا تزيد أعمارهم عن 17 سنة.
وقبل يومين، تناقل نشطاء موالون لحفتر عبر مواقع التواصل الاجتماعي صور الطفل "فرج بن دردف" الذي قتل في محاور القتال بطرابلس ضمن صفوف حفتر، ومثله الطفل محمد الشعافي، الذي أعلن عن مقتله، أمس الثلاثاء، ضمن عشرة آخرين من قوات حفتر.
وأثبتت منظمة التضامن لحقوق الإنسان أن جريمة تجنيد الأطفال ليست جديدة في حروب حفتر، فخلال 2015 نشرت عددا من الصور ومقاطع الفيديو التي تؤكد استخدام حفتر للأطفال في حروبه، وبينها فيديو لطفل لا يتجاوز عمره 15 سنة يتدرب في بنغازي على إطلاق الرصاص.
وتواصل حكومة الوفاق لفت انتباه الرأي العام الدولي إلى جريمة "تجنيد الأطفال" في صفوف قوات حفتر، في حين أكدت منظمة يونيسف، في بيان أمس الثلاثاء، أن عشرات آلاف الأطفال في ليبيا يتعرضون للخطر المباشر نتيجة القتال.
وكشفت المنظمة في فبراير/شباط 2018، عن تسريح أكثر من 5000 طفل كانوا يقاتلون ضمن مجموعات مسلحة مختلفة في ليبيا، مؤكدة أنه ما زال هناك عشرات الآلاف من الأطفال يستخدمون في الصراع.