وبلغت خطورة الوضع في العراق مرحلة متقدمة، لا سيما مع حديث مسؤولين عراقيين عن أهمية إعلان حالة الطوارئ في البلاد، إلا أن وزارة الصحة العراقية رأت أنه "حتى الآن لا يوجد قرار يتعلق بإعلان حالة الطوارئ، ولكن في حال تم اتخاذ القرار ستجتمع خلية الأزمة بشكل طارئ لاتخاذ الخطوات المناسبة"، ويحدث ذلك مع ارتفاع أعداد المصابين بالفيروس إلى 177، فيما سجل العراق لغاية الآن 12 حالة وفاة.
وتناقل ناشطون عراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي وفي مجموعات خاصة بالصحافيين، مقاطع مصورة تُطهر استمرار الحركة البشرية في بغداد، فيما بدا عدم الاكتراث الشعبي لخطر انتشار كورونا واضحاً، ولعل مناطق الأطراف، ذات الكثافة السكانية الأعلى من المركز، هي الأكثر من حيث عدم الالتزام، الأمر الذي سبب موجة استياء من هذا التصرف.
وأشار ناشطون في تعليقات متفرقة على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن القوات الأمنية وبحسب بيان خلية الأزمة الحكومية التي شُكّلت لغرض مواجهة فيروس كورونا، تملك الصلاحية بتغريم المخالفين، إلا أنها لا تواجه المواطنين، ذلك لأن الخروقات ليست فردية إنما تشمل مدناً عدة.
وفي أحياء الحرية مثلاً والشعب ومدينة الصدر، أكدت مصادر محلية من هناك أن "الأسواق لا تزال تعمل كما في الأيام العادية، والمتبضعون من المواطنين يواصلون حياتهم الطبيعية، مع عدم الوقاية الشخصية، إذ إن كثيراً منهم لا يتردي القفازات والكمامات"، فيما يؤكد مسؤولون بوزارة الصحة العراقية معاناتهم من انطباع لدى نسبة غير قليلة من العراقيين بأن فيروس كورونا أقل خطراً مما يتم تداوله في الإعلام، فيما يشككون بالأعداد المسجلة لدى وزارة الصحة للمصابين والمتوفين.
الدكتور أحمد عباس المدني من مستشفى اليرموك اعتبر في هذا الانطباع خطورة وهو ناجم أيضا عن ضعف ثقة المواطن بالإعلام المحلي والحكومي خاصة"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن "هناك نوعا من الاستهانة بالموضوع ونخشى أن يكون ذلك بابا لتسجيل إصابات أكبر من المتوقع".
Facebook Post |
أما الإعلامي العراقي عبد الرحمن الغزالي، فقد قال في مقطع مصور على صفحته في "فيسبوك"، إن "الوضع الحالي في العراق بحاجة إلى المزيد من الوعي، لمواجهة فيروس كورونا، كما أشار إلى أن "هناك زائرين يتوافدون إلى بغداد لإحياء مناسبة دينية في مدينة الكاظمية، ولا بد أن تساهم الأديان والمذاهب في نشر الوعي الإيجابي للخلاص من المرض المنتشر".
Facebook Post |
من جهته، قال عضو المجلس المحلي في العاصمة العراقية بغداد سعد المطلبي، إن "القوات الأمنية وفرق المرور الجوالة لديها الصلاحية لمحاسبة المتخلفين عن الالتزام بقرارات خلية الأزمة العراقية، ومن ضمن الإجراءات العقابية المتبعة الغرامات"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن "الفيروس بات يشكل خطراً كبيراً على أهالي العاصمة بغداد، وبالتالي لا بد من تكاتف بين الشعب والسلطات، من أجل تجاوز هذه الأزمة، وأن لا يتم التعامل مع قرارات وزارة الصحة على أنها قرارات سياسية بل هي وقائية".
Facebook Post |
Facebook Post |
إلى ذلك، أغلقت محافظة النجف منافذها باتجاه أربع محافظات، وذلك بعد ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا، إلى أكثر من 12 حالة مؤكدة، وفي كربلاء يستمر حظر التجول منذ الإثنين الماضي، كما هو الحال مع محافظة كركوك، مع فرض حظر التجول داخل مركز المدينة، وإغلاق المداخل والمخارج.
Facebook Post |