وخلص اجتماع للمجلس الأعلى للأمن عُقد برئاسة تبون وبحضور عدد من الوزراء وكبار قادة الجيش والأجهزة الأمنية، إلى إعلان قرار حظر التجول في العاصمة الجزائرية، من السابعة مساء إلى السابعة صباحاً لفترة غير محددة، ومنع أي تجمع يزيد عن شخصين، ونصب مزيد من الحواجز الأمنية في المداخل الرئيسية للعاصمة.
وأكد بيان إثر الاجتماع أن قرار حظر التجول يمكن أن يشمل ولايات أخرى في وقت لاحق، إذا استدعت الضرورة ذلك، كما اتخذ الرئيس الجزائري قرار فرض حجر صحي كلي وإجباري على سكان ولاية البليدة لمدة عشرة أيام قابلة للتجديد، ومنع خروج المواطنين وتسيير دوريات ذات طبيعة استثنائية من قبل الدرك والأجهزة الأمنية لفرض تطبيق ذلك.
وتقرر فرض عزل كامل لولاية البليدة، ومنع الدخول أو الخروج منها ووضع نقاط مراقبة أمنية عند مداخلها، على أن يكون أي تحرك في الولاية مشروطاً بالحصول على رخصة مسبقة، مع اتخاذ تدابير استثنائية لضمان تموين السكان بحاجياتهم من المنتجات الصحية والغذائية.
وتعد منطقة البليدة البؤرة الأولى بالجزائر التي سجلت فيها حالات الإصابة بفيروس كورونا لـ 17 شخصاً من عائلة واحدة انتقلت إليهم العدوى منذ 24 فبراير/ شباط الماضي من قريب لهم مغترب يقيم في فرنسا. كما سجلت بها أكثر من نصف عدد الإصابات بالفيروس، حيث بلغ عددها 125 من مجموع 230 حالة إصابة في البلاد، وهو ما دفع المراقبين والفاعلين منذ فترة لمطالبة الرئيس الجزائري بعزل المنطقة وتنفيذ حظر إجباري فيها للحد من انتشار الفيروس.
وتفادى تبون إعلان حالة الطوارئ أو نشر الجيش برغم دعوات وُجهت إليه وعرائض سياسية وشعبية دعته إلى ذلك.
وأوضح بيان الرئاسة أنه تقرر إغلاق المقاهي والمطاعم والمحلات في كامل الجزائر باستثناء محلات المواد الغذائية والمخابز ومحلات الخضر والفواكه، وأنه تم منع تنقل سيارات الأجرة عبر كافة التراب الوطني.
وكلف الرئيس الجزائري حكام المحافظات باتخاذ أية إجراءات وتدابير في مناطقهم بالتنسيق مع المسؤولين العسكريين والأمنيين يرونها ضرورية لفرض وتطبيق التدابير المتخذة للحد من انتشار فيروس كورونا.
وسجلت الجزائر 29 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الـ24 ساعة الأخيرة، ما يرفع مجموع الإصابات إلى 230.
وأعلنت الهيئة الوطنية لرصد ومتابعة انتشار كورونا أن 90 في المائة من الإصابات المسجلة وافدة من أوروبا، والباقي عن طريق العدوى نتيجة الاتصال مع أحد المصابين.
ولم تسجل الجزائر أي حالة وفاة جديدة بفيروس كورونا خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، ليستقر عدد الوفيات عند 17 وفاة.
ودفعت السلطات بدوريات للشرطة والدرك بمكبرات الصوت في الشوارع والأحياء لحث المواطنين على ملازمة بيوتهم، وتطبيق حجر صحي طوعي توقياً من فيروس كورونا، وقد شاركت فرق الكشافة وجمعيات تطوعية في حملات التوعية.