لا أعرف لماذا تذكرت في تلك الجمعة الحزينة التي حوصرت فيها القدس المحتلة، تلك اللافتة التي رفعتها جماهير الكرة في تونس: "تحاصرون قطر وإسرائيل في أمان". لم يكن قد مر بين الحادثتين وقت طويل حتى صدقت نبوءة "الجماهير الطائشة" التي يصفها كثيرون من مثقفي العرب وحكامهم بـ"القطيع"، ولكن الأحداث تبيّن في كل مرة أن الشعوب على حق وأنها تفهم أكثر من نخبها، وتعرف نتائج قرارات أصحاب السلطة.
وبينما كان المقدسيّون يموتون على مداخل البيت العتيق، كان البعض يتعلّقون بما يمكن أن تجود به قريحة زوار الخليج لإرضاء الذات العربية المنتفخة والأنا المتعالية، فقط أن يقود العناد إلى إسقاط شقيق عربي، هو قطر، مهما كلّف الأمر، ولا يذهبنّ في ظن البعض أن المسألتين منفصلتان، بل هما مترابطتان بقوة ومتلازمتان، إذ تقود إحداهما إلى الأخرى بالضرورة. والدليل جاء في الوقت نفسه من واشنطن، حيث كان رئيس الحكومة التونسية، يوسف الشاهد، يقوم بزيارته الأولى للمكان، ومن دون سابق إنذار انبرى عضوان في مجلس الشيوخ يطرحان لائحة تدعو تونس إلى عدم أذية إسرائيل، وتجنّب المصادقة على ما يدينها في المحافل الدولية، وخصوصاً لدى اليونسكو وما شابهها، حيث تدور معركة عروبة القدس وفلسطينيتها، أي حيث تخسر إسرائيل أمام ما تبقى من ضمير إنساني مات أغلبه وأتلف في أروقة الحسابات.
وعلى الرغم من أن المسؤول التونسي عبّر صراحة عن عدم اكتراثه بهذه اللائحة وبمضمونها، وهو الشيء الذي لم تتجرأ إدارة أميركية على طلبه في السابق من تونس، إلا أن الأمر يحيل مباشرة إلى حالة عربية واهنة وتعيسة، تدفع دولة عربية مثل تونس أو غيرها لأن تلجأ إلى واشنطن، التي شفطت مليارات من زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السعودية، لتوزعها في شكل مساعدات في الظاهر ولكنها مقايضات في الحقيقة.
وبعد كل هذا، ألم تكن تلك الجماهير الهاتفة على أفقر المدرجات على حق؟ ألم تكن تلخّص هذا الوضع العربي التعب في جملة قصيرة ومفيدة؟ ولكن هل حركت في الفلسطينيين أنفسهم لحظة انتباه إلى أن جنون السلطة ورغبة الانقسامات ستقود الجميع إلى الهاوية؟
وبينما كان المقدسيّون يموتون على مداخل البيت العتيق، كان البعض يتعلّقون بما يمكن أن تجود به قريحة زوار الخليج لإرضاء الذات العربية المنتفخة والأنا المتعالية، فقط أن يقود العناد إلى إسقاط شقيق عربي، هو قطر، مهما كلّف الأمر، ولا يذهبنّ في ظن البعض أن المسألتين منفصلتان، بل هما مترابطتان بقوة ومتلازمتان، إذ تقود إحداهما إلى الأخرى بالضرورة. والدليل جاء في الوقت نفسه من واشنطن، حيث كان رئيس الحكومة التونسية، يوسف الشاهد، يقوم بزيارته الأولى للمكان، ومن دون سابق إنذار انبرى عضوان في مجلس الشيوخ يطرحان لائحة تدعو تونس إلى عدم أذية إسرائيل، وتجنّب المصادقة على ما يدينها في المحافل الدولية، وخصوصاً لدى اليونسكو وما شابهها، حيث تدور معركة عروبة القدس وفلسطينيتها، أي حيث تخسر إسرائيل أمام ما تبقى من ضمير إنساني مات أغلبه وأتلف في أروقة الحسابات.
وعلى الرغم من أن المسؤول التونسي عبّر صراحة عن عدم اكتراثه بهذه اللائحة وبمضمونها، وهو الشيء الذي لم تتجرأ إدارة أميركية على طلبه في السابق من تونس، إلا أن الأمر يحيل مباشرة إلى حالة عربية واهنة وتعيسة، تدفع دولة عربية مثل تونس أو غيرها لأن تلجأ إلى واشنطن، التي شفطت مليارات من زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السعودية، لتوزعها في شكل مساعدات في الظاهر ولكنها مقايضات في الحقيقة.
وبعد كل هذا، ألم تكن تلك الجماهير الهاتفة على أفقر المدرجات على حق؟ ألم تكن تلخّص هذا الوضع العربي التعب في جملة قصيرة ومفيدة؟ ولكن هل حركت في الفلسطينيين أنفسهم لحظة انتباه إلى أن جنون السلطة ورغبة الانقسامات ستقود الجميع إلى الهاوية؟