أشار أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصرالله، في كلمة اليوم الجمعة، بمناسبة يوم القدس العالمي، إلى أنّ "الكيان الإسرائيلي حذر بموضوع لبنان ويخشى الذهاب إلى حرب معه، وهو يدرس بدقة ما نقوم به، ويخشى ردات فعل المقاومة"، مشيرا إلى أن "قدرات المقاومة في لبنان تعاظمت".
وشدد نصر الله على أنّ "العدو الإسرائيلي يراهن على التطورات الداخلية والاقتصادية والعقوبات الأميركية وانقلاب بيئة المقاومة عليها، لكننا في لبنان أقوياء، ولسنا بين خيارين، ونستطيع من خلال إمكاناتنا أن نتغلب على الأزمة"، مشيراً إلى أنّ "قدرات المقاومة تعاظمت، والدول التي استسلمت تموت من الجوع اليوم، ولم يساعدها أحد، وفي لبنان نستطيع من خلال قدراتنا البشرية والمادية وإمكاناتنا أن نحافظ على سيادتنا من دون أن نموت جوعاً".
ويأتي كلام نصرالله هنا رداً على قول النائب زياد أسود، الذي ينتمي إلى "التيار الوطني الحر" (يرأسه النائب جبران باسيل وصهر رئيس الجمهورية)، قبل أيام في برنامج سياسي عبر شاشة "أو تي في" المحسوبة على الرئيس اللبناني ميشال عون: "لا يمكن حمل البارودة والشعب جوعان، ومن يريد أن يحمل بارودة يجب أن يكون شعبه مرتاحا".
وتعرّض نائب التيار الوطني لهجوم "إلكتروني" كبير من مناصري حزب الله عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ودفع إلى الواجهة التباينات بين الفريقين وتنامي الخلافات حولها، الأمر الذي نفته قيادتا الحزبين، واضعتين ما حصل في إطار "الاختلاف الطبيعي في بعض المواقف".
ولفت نصرالله إلى أن "خيارات الحروب العسكرية المباشرة قد تكون مستبعدة، لكن نحن لا نجزم، ومن الواضح أن أولوية المحور الأميركي الإسرائيلي هي الحرب النفسية والموضوع الاقتصادي".
وقال الأمين العام لحزب الله إن "المعركة الحقيقية كانت ولا تزال مع الحكومات الأميركية المتعاقبة، والكيان الإسرائيلي هو في الجبهة الأمامية"، مشدداً على أن "موقفنا من قضية فلسطين والقدس والمقدسات والكيان هو موقف عقائدي ثابت، ولا يحق لأي أحد أن يهب فلسطين للصهاينة، فهي ملك للشعب الفلسطيني، ولا يوجد أحد لديه تفويض بذلك".
وأضاف: "الأسباب التي ستؤدي قطعاً إلى زوال كيان العدو، بدءاً من الاستنزاف الدائم والصراعات الداخلية التي نشهدها في الكيان، والتي تتعاظم اليوم، وصولاً إلى قمة الهرم وتراجع دولة المركز، أي الولايات المتحدة الأميركية، التي كانت وما زالت تعطي تكنولوجيا عسكرية للكيان ولا تعطيها لأحد من حلفائها في العالم كله، وفي لبنان لم تكن تسمح أميركا حتى بإدانة العدوان الإسرائيلي وتضع "فيتو" على إدانة مجازرها في مجلس الأمن".
وأكمل: "العدو الإسرائيلي راهن على تحريض أهل غزة على المقاومة ومنع تعاظم قدرتها، لكنه فشل في ذلك، وعندما قدم الرئيس الأميركي دونالد ترامب "صفقة القرن" بكل عنجهيته فوجئ بأنه لم يجد فلسطينياً واحداً يمكن أن يوقّع على هذه الصفقة"، لافتاً إلى أنّ "الإسرائيليين يرون في ترامب فرصة تاريخية لهم ويسعون للاستفادة من فرصة وجوده في البيت الأبيض".
وعلى الصعيد السوري، اعتبر نصرالله أن "ما حصل هو انتصار كبير لمحور المقاومة، وفشل كبير للمحور الأميركي- الإسرائيلي، وخيبة كبيرة لما كانت تتطلع إليه إسرائيل".
وأكد أمين عام حزب الله أن "المطلوب هو الصمود، واستكمال القدرة في كل محور المقاومة ضمن برنامج تعاظم قوة المحور".
وتطرّق الأمين العام لحزب الله، في ختام كلمته، إلى موضوع فيروس كورونا، وحذّر من انهيار النظام الصحي في لبنان مع ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا، داعياً إلى التشدد في الإجراءات والتدابير والالتزام بالحجر المنزلي، وتحمل المسؤولية كاملة انطلاقاً من الاعتبار الديني والشرعي والوطني.