حزب سياسي "غير موجود" يتصدر نوايا التصويت بالانتخابات في تونس

12 يونيو 2019
احتل القروي المركز الأول باستطلاع آراء المصوتين (فرانس برس)
+ الخط -

أحدث الصعود الصاروخي لحزب صاحب قناة نسمة ورئيس جمعية "خليل تونس" الخيرية نبيل القروي، الذي لم يولد بعد، مفاجأة سياسية في تونس بعد أن أحرز ثلث نوايا التصويت في الانتخابات التشريعية المقبلة بنسبة 29.8 في المائة، متقدما بـ 13 نقطة كاملة على حزب النهضة، فيما تقهقر حزب رئيس الحكومة يوسف الشاهد إلى المركز الرابع بأقل من 9 في المائة.

وأظهرت نتائج استطلاع قياس آراء المصوتين للانتخابات التشريعية والرئاسية، والذي أعدته مؤسسة "سيغما كونساي" خلال الأسبوع الأول من شهر يونيو/حزيران الجاري، صعوداً غير مسبوق لحزب نبيل القروي، الذي أعلن أخيراً نيته الترشح لانتخابات الرئاسة، ليجد نفسه هو وحزبه في صدارة توقعات استطلاعات الرأي متفوقاً على جميع مرشحي الرئاسة المحتملين من زعماء أحزاب وشخصيات، كما أنفرد حزبه غير الموجود بنصيب الأسد من نوايا التصويت.

وحلّ في المركز الثاني حزب النهضة، الأكثر تنظيماً وتماسكاً في تونس بحسب المتابعين، ثم الحزب الدستوري الحر الذي تتزعمه عبير موسي بنسبة 11.3 في المائة رافعة بذلك لواء الوفاء لرئيس النظام السابق المخلوع زين العابدين بن علي وتجميع "التجمعيين" المتناثرين نسبة لحزب التجمع المحلول.

كما سجل استطلاع الرأي تراجع حزب حركة تحيا تونس، الذي أعلن الشاهد عن تزعمه بشكل رسمي ليتقهقر حزب الحكومة في شهر واحد من 16.5 في المائة الى 8.6 في المائة، فيما حل التيار الديمقراطي في المركز الخامس بـ5.8 في المائة.

وأظهر الاستطلاع مفاجأة ثانية ببروز حزب آخر غير موجود أيضاً، حيث حل حزب جمعية "عيش تونسي" في المركز السادس في نوايا التصويت بـ5.4 في المائة ليسجل صعوداً غير مسبوق أمام تراجع المنظومة الحزبية، حيث تراجع حزب حركة نداء تونس من 11.1 في المائة إلى 5 في المائة وحلت الجبهة الشعبية في آخر ترتيب نوايا التصويت للانتخابات التشريعية بـ3.4 في المائة.

كما احتل نبيل القروي المركز الأول في نوايا التصويت للانتخابات الرئاسية بنسبة 23.8 في المائة، يليه أستاذ القانون الدستوري قيس سعيّد بـ23.2 ثمّ عبير موسي في المرتبة الثالثة بـ10.8 في المائة.

وحل يوسف الشاهد رئيس حزب تحيا تونس ورئيس الحكومة في المركز الرابع بـ7.4 في المائة، يليه محمد عبو بنسبة 6.6 في المائة والرئيس السابق المنصف المرزوقي بنسبة 6.3 في المائة.

وأثار بروز حزب نبيل القروي غير الموجود حفيظة سياسيي تونس ومخاوف آخرين، حيث اعتبر القيادي في حزب التيار الديمقراطي غازي الشواشي أن "الأمر مطروح من جانبين، الأول يعود إلى أخلقة الحياة السياسية والتداخل بين الحزبي والجمعياتي أو الحزبي والديني أو الحزبي والحكومي، حيث تستغل عدة أطراف نفوذها وإمكانيات الدولة أو المال السياسي للتأثير على الناخبين ولشراء المواقع ولاستمالة الراي العام".

وأضاف الشواشي لـ"العربي الجديد" أن "غياب قوانين منظمة وأخرى رادعة تسببت في الفوضى السياسية التي تعيشها البلاد"، مشددا على "رفض الأغلبية الحاكمة تمرير قانون ينظم عمل شركات سبر الآراء الذي قدمته الكتلة الديمقراطية المعارضة، والذي يهدف إلى تعديل القطاع وضبط أسس وقواعد لعمل هذه المؤسسات التي أصبحت توجه الرأي العام".

وشكك الشواشي في مصداقية مؤسسات قياس الرأي معتبرا أن هذه المؤسسات "تعمل حسب الطلب وتوجه رياح نوايا التصويت حسب أجندات أحزاب وشخصيات نافذة".


من جانبه، علق القيادي البارز في حزب تحيا تونس الصحبي بن فرج على صفحته الرسمية قائلا "كتبت سابقا قد يستفيق التونسيون يوما على أن الجمهورية التونسية أصبح يترأسها السيد نبيل القروي ويسيّر حكومتها خليل تونس ويقود برلمانها شخصية من وراء البحار، هذا بالطبع إذا تمكنا أصلا من تشكيل حكومة بعد الانتخابات ولم نقع في فخ الطريق المسدود "البلوكاج" (وصول أربع أو خمس كتل برلمانية لا تتجاوز الأربعين مقعدا ولا يمكنها التحالف في ما بينها)".

وأضاف الصحبي "النتيجة الطبيعية لثماني سنوات من فشل الحكومات المتعاقبة وثماني سنوات من المراهقة السياسية الحزبية المزمنة وثماني سنوات من العبث السياسي والجمعياتي والقانوني والإعلامي، وهي الخطوة ما قبل الأخيرة قبل تدمير التجربة الديمقراطية نهائيا والتمهيد جديًّا لعودة نظام "المستبد الكفء والقوي والعادل"، على حد تعبيره.

المساهمون