قال الأمين العام لـ"حراك تونس الإرادة"، عماد الدايمي، في تعليق على الانتخابات البلدية التي أجريت الأحد، إن "الحزب حصل على الغالبية العظمى من المقاعد في الجنوب التونسي، كمدنين وتطاوين، وعلى نتائج مرضية في دوائر القيروان والمنستير، وفي دائرة من دوائر بنزرت".
ورأى الدايمي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "النتائج عموما متوسطة، ولكن "حراك تونس الإرادة" سعيد بأن الانتخابات تمت، وأن المسار الديمقراطي نجح".
وأضاف الدايمي أنهم ساهموا في الضغط كثيرا للحفاظ على الموعد الانتخابي وإنجاحه، مؤكدا أن "الانتخابات فتحت صفحة جديدة في تونس، وبالتالي مهما كانت النتائج والفائزون في الانتخابات المحلية، إلا أن ما أنجز يعتبر خطوة لتكريس الحكم المحلي وإنجاز تقدم في المسار السياسي، ولكنها كانت أيضا عقابا للمنظومة القديمة، والتي طالما اعتبرها "حراك تونس الإرادة" سببا من أسباب تعطل المسار الديمقراطي".
واعتبر أنه "كان بإمكان الحراك تقديم أفضل مما كان، ولكننا سعداء بما تحقق من نتائج"، ثم تابع: "سيتم تقييم مدى نجاحنا وحضورنا في هذا الاستحقاق الانتخابي، وسيتم بناء على ذلك أيضا التحضير للمرحلة القادمة وللاستحقاقات الانتخابية الموالية".
وبين أنهم في أغلب مناطق الجنوب أحرزوا مراتب كانت بين الثانية والثالثة، و"هي نتائج إيجابية، مقارنة بالإمكانيات التي لديهم وتلك التي يملكها الحزب في الانتخابات المحلية"، وأرجأ النتائج إلى محدودية الدوائر الانتخابية التي شارك الحزب فيها.
وقال الأمين العام لـ"حراك تونس الإرادة" إن نسبة التصويت، والمقدرة بـ30 بالمائة، تعتبر "مقبولة" في ظل الظروف الراهنة والأزمة الاقتصادية والاجتماعية والوضع النفسي للتونسيين، معتبرا أن "من أسباب العزوف عن التصويت عدم رضا التونسيين عن الوضع العام".
وأفاد المتحدث ذاته بأن "النجاح نسبي، ونسبة الناخبين مقبولة، لأنه حتى على مستوى الديمقراطيات العريقة، فإن النسب تتقارب في الانتخابات المحلية"، مضيفا أن أبرز ملاحظة يمكن الخروج بها هي "انهيار وتدهور وضع المنظومة القديمة، والتي فشلت في أول استحقاق محلي لها"، مشيرا إلى أن "الأمر الذي يعتبر "كارثيا" في الانتخابات المحلية ليس النتائج ككل، وإنما عزوف الشباب عن الانتخابات وغيابه اللافت في الساحة، وهي مسألة تحتاج إلى إعادة تفكير ونظر فيما قدمته الأحزاب للشباب، وكيف يمكن إشراكهم في الشأن السياسي".
وأضاف أن "حراك تونس الإرادة" لم يحصل على ما يستحقه، ولكنه يعتبر أن "النتائج مرضية وستدفع بنا إلى الأمل مستقبلا".
وقال القيادي في "حراك تونس"، عدنان منصر، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "النتائج التي حققها الحراك كانت جيدة في القيروان ورأس الجبل وفي الجنوب، رغم أنها أقل مما كان منتظرا"، مبينا أنهم قدموا ترشيحاتهم في عدد محدود من الدوائر الانتخابية، وهي تقريبا 47 دائرة، و"بالتالي لا يمكن مقارنة نتائجنا مع من يترشح في 350 دائرة".
وأوضح منصر أنهم يعتبرون المشاركة في الانتخابات المحلية "مجرد تمرين"، و"النتائج بينت تراجع شرعية الأحزاب الحاكمة وانهيار الحزب الأول، أي "نداء تونس""، مشيرا إلى أن "التونسيين بدأوا ينضجون سياسيا وعاقبوا الأحزاب الحاكمة".
وبين أن "نسبة الناخبين معقولة في ظل الوضع العام ككل في تونس، وفي ظل الغياب الواضح للإعلام في تغطية الحملات الانتخابية"، معتبرا أن "سياسة التعتيم انبنت على أساس حسابات خاطئة من قبل البعض، ظناً منهم أنهم يقصيون خصومهم"، معتبرا أن "الأهم أن تونس عاشت أول انتخابات بلدية ديمقراطية، وبالتالي فإن النسبة تعتبر مقبولة".