للأسبوع الثاني على التوالي، ينفذ حزب الدعوة بزعامة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي حملة دعائية وصفت بالمبكرة للانتخابات العامة، تم خلالها استعراض صور قتلى الجيش العراقي وفصائل مسلحة ضمن "الحشد الشعبي" عبر بوسترات ويافطات كبيرة بشوارع عدد من مدن جنوب العراق.
هذا الفعل أثار غضباً شعبياً واسعاً في الشارع العراقي، معتبرين الحملة محاولة لاستغلال دماء وتضحيات العراقيين في حربهم ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي كان المالكي سببا رئيسيا في دخوله للعراق، عبر سياسته الطائفية التي غذت العنف في البلاد.
ووزعت كتلة "دولة القانون" التي تمثل حزب الدعوة في البرلمان، أمس، صورا لعشرات القتلى من الجيش العراقي و"الحشد الشعبي" مع شعارات للحزب، وبعضها حمل صوراً لنوري المالكي. وضمت الصور قيادات بارزة بالجيش العراقي و"الحشد" قتلوا خلال المعارك، وعرفوا بالسابق بمواقفهم الهجومية من سياسة المالكي الطائفية. وحملت الصور عبارة "شهداؤنا فخرنا" وفي الأسفل عبارة "كتلة دولة القانون".
وقال عضو التيار الصدري في بابل محمد حسين لـ"العربي الجديد"، إن "حزب المالكي بدأ حملته الدعائية بالكذب على الناس، ومحاولة سرقة تضحيات أشخاص ما كانوا ليقتلوا لولا رعونة المالكي طيلة السنوات الثماني من حكمه".
وبين حسين أن صور "القتلى لا يوجد بينهم من ينتمي لحزب الدعوة أو لكتلة دولة القانون البرلمانية، وكلهم مستقلون، واليوم المالكي وحزبه يسرقونهم لإيهام البسطاء من الناس أنهم تابعون لحزبه، وضحوا من أجلكم أيها العراقيين".
وطالب والد المقدم حسين فاضل، آمر الفوج الأول بالجيش العراقي الذي قتل في معارك الموصل مطلع العام الجاري، بأن يتم رفع صورة ابنه من إعلانات حزب الدعوة.
وقال لـ"العربي الجديد": "قالوا لي إن صورة ابنك بأحد شوارع مدينة الحلة وفرحت، لكن عندما علمت أنها ضمن دعاية لحزب المالكي طالبت برفعها، فلن أسمح بقتل ابني وسرقة دمه"، على حد وصفه، مبينا أن المالكي "سبب دمار العراق الأول بعد الاحتلال الأميركي".
في هذه الأثناء، قال عضو التيار المدني العراقي طلال الماجدي، إن "مفوضية الانتخابات ملزمة بالتحقيق في استغلال الأحزاب لصور مراجع الدين وقتلى القوات العراقية و(الحشد الشعبي) في دعايتهم الانتخابية".
وبين الماجدي أن "ذوي الضحايا يمكنهم رفع دعوى قضائية ضد حزب الدعوة وأي حزب يرفع صورهم لخداع الناس، واعتبار أن القتلى والمضحين هم من الحزب"، مضيفا أن "كثيراً من تلك الصور توضع في مناطق ريفية وقروية لاستغلالهم طائفيا في الانتخابات المقبلة".
وقال المواطن سالم سعيد كشيش، شقيق أحد عناصر الجيش العراقي ويسكن في البصرة، إن "استغلال أي حزب لصور من قتل في المعارك ضد داعش انتهاك أخلاقي بشع".
وأضاف "يجب منذ الآن تشريع قانون أو إصدار يمنع الأحزاب من ذلك، ففيه إساءة كبيرة أن يقوم السارق والفاسدون بقطف ثمار تضحيات العراقيين في حربهم ضد الجماعات الإرهابية في الانتخابات المقبلة".