انتهى وجود حزب الله اللبناني في العراق رسمياً، على شاكلة مستشارين كانوا يقدّمون الدعم لمليشيا "الحشد الشعبي"، منذ مطلع الشهر الحالي، وفقاً لمصادر عراقية خاصة مقربة من "الحشد الشعبي" والجيش العراقي، تحدثت لـ"العربي الجديد".
ولا يزال السبب الحقيقي لسحب آخر مستشاري الحزب غامضاً في ظل روايتيْن؛ الأولى تُشدّد على انتفاء الحاجة إلى وجود ضباط الحزب اللبناني في العراق، والثانية ترجحّ أن تكون روسيا تقف خلف الطلب.
وأقلّت طائرة تابعة للخطوط الجوية العراقية في رحلتها، يوم الأحد الماضي، إلى بيروت، المستشارين التسعة الذين كانوا موجودين في العراق بصفة شبه دائمة. ووفقاً لمعلومات "العربي الجديد" في بغداد، فإنّ مستشاري الحزب، وهم قادة عسكريون كانوا يتواجدون في غرف العمليات الخاصة في قيادة معارك مليشيات "الحشد الشعبي" منذ أكثر من عام، ولم يكن لهم دور قتالي ميداني، باستثناء الوجود في بعض الأحيان في مناطق القتال وضمن الخطوط الخلفية، بشكل دعا عدداً من المراقبين إلى اعتبار تواجدهم سياسياً أكثر من كونه عسكرياً، وخصوصاً خلال الأشهر التسع الماضية.
وتؤكد المصادر نفسها أنّ "سحب المستشارين لا يعني قطع العلاقة بين الحزب والحشد الشعبي، لكن الأمر جاء من بيروت"، مرجّحة أن "تكون هناك علاقة بين الانسحاب من جهة، واجتماعات فيينا حول سورية من جهة ثانية".
اقرأ أيضاً: الجيش والعشائر يتقدمان بالرمادي ...وتنسيق عالٍ مع "التحالف الدولي"
وفي السياق ذاته، يشدّد مصدر قريب من مليشيا "الحشد الشعبي" أنّ "انسحاب مستشاري حزب الله من العراق، جاء بتوجيه رسمي مباشر من الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، ولا يوجد أي خلاف مع الحشد". ويوضح المصدر ذاته خلال حديثه لـ"العربي الجديد" أنّ "مستشاري الحزب لم يكن لهم دور كبير في المعارك الأخيرة لسبب لا يزال مجهولاً، الأمر الذي تسبّب بتحجيم دورهم بشكل كبير"، لافتاً إلى أنّ "ولادة التحالف الرباعي والخبراء التابعين له، والذين أخذوا حيّزاً كبيراً من اهتمام مليشيات الحشد وتحركاتهم، ينفي الحاجة لأيّ خبراء آخرين".
وفي حين يصرّ المصدر من "الحشد" على أن "وجود المستشارين هو أمر مرحب به في العراق في جميع الأحوال، وأيّ جهد يصب لصالح المعركة ضد داعش، فلا اعتراض عليه"، إلّا أنه يستدرك بالجزم أنّ "انسحاب خبراء حزب الله لن يؤثر على مجريات المعارك في البلاد".
في المقابل، يرجّح الخبير السياسي فراس العيثاوي، أن يكون سحب حزب الله لمستشاريه من العراق قد "جاء بطلب روسي". ويرى العيثاوي في حديث لـ"العربي الجديد" أنّ "حزب الله حاول مع تشكيل التحالف الرباعي الانضمام إليه، لكن روسيا رفضت، كون لبنان لم ينضم إلى التحالف الرباعي". ويشير إلى أنّ "عناصر حزب الله غير مرغوب بهم دولياً، وعلى الرغم من محاولة إيران إدخالهم ضمن التحالف الرباعي، إلّا أنّ روسيا تبقى دولة عظمى ولا يمكن لها التعاون والتنسيق المباشر مع مليشيات لا ترتبط بدولتها".
اقرأ أيضاً: سيناريو إيراني بالعراق: "الحشد" تبتلع الجيش