حزب "آفاق تونس" يضاعف انتقاداته للحكومة

14 ابريل 2016
الحزب وجه انتقادات لـ"النهضة" و"النداء" (أرشيف/العربي الجديد)
+ الخط -
صعد حزب "آفاق تونس"، في الفترة الأخيرة، من لهجته باتجاه حلفائه داخل الرباعي الحاكم، مكثفا من انتقاده للوضع السياسي الحالي من جهة ولعمل الحكومة من جهة أخرى، وصرحت رئيسة كتلته بالبرلمان أن تكوين جبهة تضم الأحزاب الوسطية الديمقراطية لإعادة التوازن قد تم الانطلاق في تباحثها بين الأحزاب الديمقراطية الممثلة في البرلمان.

وكثيرا ما تذمر حزب آفاق تونس مما اعتبره انعداما في توازن الساحة السياسية رغم مشاركته في الائتلاف الحاكم، معتبرا أن المشهد السياسي، إثر تفكك حزب نداء تونس وتصدر حزب حركة النهضة الترتيب، لا يعكس بتاتا إرادة الناخبين خلال الاستحقاق الانتخابي الماضي، وأنه يجب أن تتم إعادة النظر في المشهد قبل الانتخابات المحلية.

وانطلق "آفاق" في التصادم مع مكونات الائتلاف الحاكم التي يعد جزءا منها، حيث لم يلتزم بالتنسيق في التصويت مع الائتلاف على مشروع قانون البنك المركزي (مشروع سيادي)، وقدم على امتداد المناقشة مقترحات متناقضة مع المقترحات التي قدمها حزب نداء تونس وصوت عليها النهضة والوطني الحر، فيما احجم آفاق عن ذلك.

وأدّى رفض آفاق تونس للتصويت على مقترح حركة النهضة القاضي بإضافة "الصكوك الإسلامية"، في نص المشروع، إلى الصدام المباشر معها، وانهالت التصريحات من قياديي الحركة ضد هذا الموقف، حيث اتهمت عضوة مجلس شورى الحركة والنائب عنها، منية إبراهيم، نواب آفاق بالـ"غدر" بالائتلاف والسقوط والتنسيق مع كتلة الحرة، ليرد الحزب بأن البرلمان صار شبيها بالمجلس الوطني التأسيسي الذي تميز بسيطرة النهضة، حسب ما جاء في تدوينة لعضو المكتب السياسي والمدير التنفيذي السابق للحزب فوزي عبد الرحمن.

وكان سلوك نواب آفاق تونس محل انتقاد واسع من نواب الحزبين الكبيرين، وصلت حد تذكير آفاق بحجمه الصغير الذي لا يؤهله للمشاركة في الحكم، والتي لم يتحصل عليها إلا بموافقة وتزكية النداء والنهضة، معا وخولت له أيضا عددا وافرا من الوزارات الهامة (أربع وزارات).

ويبدو أن التصعيد مع الشركاء في الائتلاف لم يكن حادثا عرضيا، بل مدروسا ومنهجيا تم إقراره خلال المجلس الوطني للحزب، الذي انعقد في العاشر من هذا الشهر، وخصص لتدارس "الوضع العام في البلاد"، فبالاضافة إلى ما سبق، دعا وزير التنمية والاستثمار والتعاون الدولي ورئيس حزب آفاق ياسين براهيم، إلى إعادة النظر في منهجية عمل الحكومة ونسقها مشددا على أن الحكومة لا ينقصها مشاريع وأفكار، وإنما هناك "إشكال في القيادة السياسية" على حد تعبيره.

من جهتها، اعتبرت رئيسة كتلة آفاق تونس ريم محجوب في حديث لـ"العربي الجديد"، أن هناك خللا في الساحة السياسية، وأن الأحزاب الوسطية الديمقراطية تعيش حالة من الارتباك، في حين أن هناك حزبا وحيدا له القدرة والهيكلة والاستعداد للدخول للانتخابات البلدية، وهو ما يستوجب إعادة النظر في التوازن" مؤكدة أن تشكيل جبهة وسطية داخل البرلمان يأتي في هذا الإطار، وستضم الجبهة كل الكتل الممثلة لأحزاب وسطية على غرار نداء تونس وكتلة الحرة والاتحاد الوطني الحر والمستقلين"، ونفت محجوب أن يكون الهدف من ذلك إقصاء حركة النهضة.

وعرجت محجوب في حديثها لـ"العربي الجديد"، على الأداء الحكومي قائلة إن الحكومة تسير بنسق لا يضاهي احتياجات التونسيين، وإن هناك إشكالا في عملها، نافية أن يكون حزب آفاق قد دعا لحل الحكومة الحالية أو إدخال تغييرات على تركيبتها. ولا يخشى الحزب ردة فعل شركائه في الحكم التي قد تصل إلى استبعاده من الائتلاف الحاكم، وعلقت محجوب على هذه الفرضية معتبرة أنه من المنطقي أن ينقد ممثلو آفاق الوضع إذا ما رأوا أخطاء مشددة على أنهم "مسؤولون ولا يستطيعون الصمت تجاه الأخطاء".
المساهمون