حزبان جزائريان يستنكران تصريحات حفتر... ويطالبان الحكومة بتوضيحات

09 سبتمبر 2018
مقري طالب بتوضيح ما حدث للرأي العام (Getty)
+ الخط -
طالبت أحزاب سياسية جزائرية الحكومة بتقديم توضيحات بشأن تصريحات الجنرال الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، والتي أكد فيها توغل الجيش الجزائري داخل التراب الليبي، وهدد بنقل الحرب إلى الحدود الجزائرية، فيما وصف حزب سياسي هذه التصريحات بـ"الاستفزازية".

وقال رئيس حركة "مجتمع السلم" (أكبر الأحزاب الإسلامية في الجزائر)، عبد الرزاق مقري، في تصريح مكتوب: "المطلوب جزائريًا توضيح ما حدث للرأي العام، وما هي الإجراءات السياسية والدبلوماسية التي ستتخذها السلطات عندنا للرد على هذه الإهانة".

وانتقد مقري تطاول حفتر على الجزائر، وقال: "لم يجد العسكري حفتر، المسنود مصريًا وإماراتيًا، أي حرج في توجيه تهديده للجزائر بسبب دخول عسكريين جزائريين، حسب قوله، التراب الليبي. إنها جرأة غير مسبوقة من هذا الانقلابي الليبي الذي سلم بلاده لقوى أجنبية مجرمة تعيث في البلاد العربية فسادًا، جُرأة لا يمكن للجزائريين أن يتحملوها وأن يقبلوها".

وكان حفتر قد اتهم، في كلمة خلال لقائه مع أعيان محليين في ليبيا، الجيش الجزائري باستغلال حالة الحرب في ليبيا للدخول إلى الأراضي الليبية، مشيرًا إلى أنه يراقب كل تحرك في التراب الليبي، وزعم أنه أوفد مبعوثًا عنه إلى السلطات الجزائرية لإبلاغها احتجاجه على ذلك، وقال إن الجزائر اعتذرت واعتبرت ذلك "فعلًا معزولًا".


واعتبر مقري أن تصريحات حفتر هي تعبير عن "تراجع الثقل الإقليمي" للجزائر، وأضاف: "لو كان يفقه في أعراف السياسة والدبلوماسية، ولو كان يقيم وزنًا للجزائر ويهابها؛ ما كان له أن يظهر عدوانيته، وأن يسترجل علينا أمام قومه، وبالصورة والصوت، بعدما ما تمت تسوية الحادث مع السلطات الجزائرية، حسب ما ذكر هو نفسه".

من جهتها، دانت "حركة البناء الوطني" تصريحات حفتر الأخيرة، ووصفها في بيان تلقى "العربي الجديد" نسخة منه، أنها "تصريحات مستفزة للجزائريين، ومهددة للاستقرار في بلادنا بشكل غير مقبول، ومتجاوزة للأعراف وعلاقة حسن الجوار"، مضيفًا أنها تأتي "في الوقت الذي تسعى فيه الجزائر والمجموعة الدولية إلى استقرار الوضع، وبذل الجهود ودعم مبادرات التسوية السياسية وتحقيق المصالحة وتفعيل مؤسسات الدولة الليبية وجمع الأشقاء الليبيين وإنهاء كل الصراعات الدموية".

وأكد البيان أن حركة البناء الوطني "ترفض وتستهجن هذه التصريحات، وتؤكد متانة الجبهة الداخلية تجاه أي تفكير عدواني ضد الجزائر، أرضًا وشعبًا ومؤسسات، وتدعو الأشقاء في ليبيا إلى تطويق مثل هذه التصريحات الشاذة والاتجاه نحو ما يجمع ويوحد لا ما يفرق ويزيد من معاناة الشعب الليبي الشقيق".

وحتى اللحظة، لم ترد وزارة الخارجية الجزائرية على هذه التصريحات، ورجح متابعون لمواقف الدبلوماسية الجزائرية أن الجزائر قد لا تصدر ردًا على تصريحات حفتر، لكون تصريحاته لا تصدر من طرف رسمي ليبي تعترف به الدولة الجزائرية، التي تتعاطى في موضوع الحدود والتفاصيل الرسمية مع حكومة المجلس الرئاسي المعترف بها دوليا، برئاسة فائز السراج.
المساهمون