دعت "حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها"، المعروفة عالمياً بـ BDS، صانعي المحتوى الرقمي والمؤثرّين في المنطقة العربية إلى مقاطعة برنامج "ناس ديلي المقبل" The Next Nas Daily، مشيرة إلى أنه يهدف إلى توريطهم في التطبيع مع الاحتلال والتغطية على جرائمه، وداعية المشاركين في أكاديميته إلى الانسحاب.
يهدف برنامج "ناس ديلي القادم" إلى تدريب ثمانين صانع محتوى عربياً من خلال "أكاديمية ناس" التي تضمّ إسرائيليين ضمن طاقم الإشراف والتدريب الذي يرأسه الإسرائيلي جوناثان بيليك، وبتمويلٍ من أكاديمية "نيو ميديا" الإماراتية التي أنشأها حاكم إمارة دبي محمد بن راشد قبل شهرين، وفق بيان من الحركة الفلسطينية العالمية.
وأوضحت الحركة، في بيانها، أنّ "مشاريع التطبيع المماثلة تهدف إلى استعمار العقول العربية وترويج القبول بالاستعمار الإسرائيلي للأرض العربية كقدر، ضمن خطوات عدّة لتصفية القضية الفلسطينية وتبييض جرائم الاحتلال والأبارتهايد".
— حركة مقاطعة اسرائيل (@BDS_Arabic) September 14, 2020
ولفت بيان الحركة إلى أنه "في الوقت الذي تهرول فيه الأنظمة العربية الاستبدادية، مثل الإمارات والبحرين، لعقد اتفاقيات التطبيع الخيانية مع العدوّ الإسرائيلي، يحاول الأخير اختراق وعي الشعوب العربية المؤمنة بأن تحرّرها وتقدّمها ونضالاتها من أجل العدالة مرتبطة بحرية الشعب الفلسطيني وعودة لاجئيه إلى ديارهم، فإسرائيل تنفق مبالغ هائلة على حملات إعلامية تطبيعية مضلّلة من خلال نشر محتوى (غير سياسي) يُظهر إسرائيل وكأنها دولة طبيعية متطوّرة يمكنها مساعدة (جيرانها) العرب بعيداً عن كل جرائمها ضد الشعب الفلسطيني والأمة العربية والعداء التاريخي معها كنظام استعماري وعنصري".
ورأت الحركة أنّ "هذا الدعم من قبل النظام الإماراتي الاستبدادي يشكّل تواطؤاً صريحاً في الجهود الإسرائيلية لغزو عقول شعوبنا وتلميع جرائم نظام الاستعمار الاستيطاني والأبارتهايد الإسرائيلي، فضلاً عن تسويق اتفاقية العار التي أبرمها النظام مع الاحتلال".
وتابعت: "يقود برنامج (ناس ديلي القادم) صانع المحتوى المدعو نصير ياسين، الغارق في التطبيع الذي ينتج ويبث محتوى تطبيعياً ناعماً، ينتزع إسرائيل من سياقها الحقيقي وطبيعتها القائمة على الإجرام والتطهير العرقي، وبذلك يخدم مساعي إسرائيل لفرض نفسها ككيانٍ طبيعي في المنطقة من خلال مدّ جسور التطبيع الرسمي وغير الرسمي، بما يشمل الإعلامي والتأثير على الرأي العام، ويحاول (ناس ديلي) من خلال محتواه تصوير الصراع مع العدوّ الإسرائيلي وكأنّه صراعٌ بين طرفين متكافئَي القوة، متعمداً تجاهل حقوق الشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حق العودة، بل وصل تطبيعه إلى حدّ تحميل الفلسطيني مسؤولية الصراع لعدم قبوله بـ (السلام) الإسرائيلي-الأميركي المزعوم".
وحيّت صناع المحتوى الذين "رفضوا الانخراط في هذا المشروع التطبيعي"، وطالبت المشاركين بالانسحاب فوراً و"الامتناع عن توفير أوراق التوت للتغطية على جرائم الاحتلال، وذلك التزاماً بمسؤوليتهم الوطنية والأخلاقية أولاً، وانطلاقاً من مسؤوليتهم كمؤثّرين وصنّاع محتوى ثانياً".
وقالت الحركة: "إن كانت مقاومة التطبيع هامّة في كل زمان، كونه يشكّل سلاحاً إسرائيلياً فعّالاً يستخدم لتقويض نضالنا من أجل حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وأهمها العودة وتقرير المصير والتحرر الوطني، فإن مناهضة التطبيع في هذا الزمن تعدّ ضرورة نضالية ملحة لمنع تصفية القضية الفلسطينية، القضية المركزية للشعوب العربية".
ودعت "الجميع في كل الوطن العربي، أفراداً وأحزاباً واتحادات نقابية وأطراً نسوية وطلابية ومهنية وحركات اجتماعية للنهوض لحماية بلداننا من خطر التطبيع انتصاراً لحقوق الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة".