تشهد شوارع مدينة كركوك العراقية (250 كم شمال بغداد)، حرب شوارع، منذ ساعات الفجر الأولى اليوم الجمعة، بعد هجوم واسع لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على المدينة، في وقت أعلنت "حالة الطوارئ القصوى" في المحافظة.
واستخدم "داعش" خلال الهجوم، انتحاريين ومقاتلين يحملون أسلحة متوسطة وقاذفات مختلفة، وتمكّن خلاله من السيطرة على عدد من المباني الحكومية والعامة والانتشار في شوارع المدينة.
ويعتبر هجوم "داعش" على كركوك أبرز ردات فعل التنظيم على المعركة في مدينة الموصل، والتي تشهد بدورها قتالاً عنيفاً على محاورها.
وقالت مصادر محلية عراقية في كركوك، لـ"العربي الجديد" إنّ اشتباكات تجري بين داعش من جهة، وقوات الأمن العراقية وقوات الأمن الكردية التي دخلت المدينة قادمة من أربيل، فضلاً عن جهاز مكافحة الإرهاب من جهة أخرى، مضيفة أنّ عدد مسلحي التنظيم يقدّر بالعشرات.
ووسط أنباء تردّدت عن سقوط أحياء كاملة في المدينة بيد "داعش"، نقل مراسل "العربي الجديد"، عن مصادر أمنية، "عدم صحة سقوط أي من مناطق كركوك بيد "داعش"، لافتة إلى أن الاشتباكات ما زالت مستمرة في ثماني مناطق.
وبحسب المصادر الأمنية، فقد "عمدت عناصر من "داعش" إلى المناورة، حيث تهاجم في منطقة بكركوك، وعند حدوث اشتباكات مع القوات الأمنية تنسحب، لتتمركز في منطقة أخرى".
وأكدت المصادر ذاتها، وصول تعزيزات عسكرية من العاصمة العراقية بغداد، ومن إقليم كردستان إلى محيط كركوك، خشية توسيع سيطرة التنظيم على المباني والمقرات الأمنية والحكومية.
وأوضح العقيد في شرطة كركوك محمد كاميران، لـ"العربي الجديد"، أنّ "داعش تمكّن من التسلل عبر سلسلة أنفاق إلى المدينة قادماً من جبال حوران، مؤكداً أنّ "القوات الإضافية التي وصلت ستحسم أمر المعارك قريباً".
إلى ذلك، حذر عضو التجمع العربي في كركوك مثنى الجبوري من محاولة "داعش" فتح جبهة جديدة في كركوك، لإشغال القوات العراقية التي تقاتل في الموصل.
وقال الجبوري لـ"العربي الجديد"، إنّ "التنظيم موجود داخل كركوك بالفعل، وهجماته تهدد مباني ومقرات حكومية".
في غضون ذلك، أعلن محافظ كركوك "حالة الطوارئ القصوى" في المحافظة، بينما بدت شوارع المدينة خالية من السكان، بعد فرض حظر التجوال عليها، فيما شوهدت مروحيات عراقية تحلق على علو منخفض.
ووصف عضو مجلس محافظة كركوك برهان العاصي، اليوم الجمعة، الوضع في كركوك بـ"المتأزم"، رافضاً خلال تصريح صحافي الإدلاء بأي معلومات عما يجري داخل المحافظة، كما ألغى ديوان الوقف السني صلاة الجمعة في كركوك، بسبب حدة المعارك في المدينة.
وأكدت مصادر طبية عراقية مقتل وجرح أكثر من 70 من عناصر الأمن والمدنيين، خلال هجوم "داعش" بعضهم ما يزال في شوارع الاشتباكات حيث تعذر إجلاؤهم.