حرب روراوة /حاليلوزيتش تهدد طموحات الخضر في المونديال

30 مارس 2014
+ الخط -

فصل جديد في مسلسل التوتر بين رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم محمّد روراوة، والمدرّب الفرنسي من أصل بوسني وحيد حاليلوزيتش، أوشك على الانفجار بعد أن جاهر المدرب بمخالفة تعليمات الرئيس بشأن اللاّعبين الواجب الاعتماد عليهم في المنتخب المقبل على خوض المونديال، ممثلا وحيدا للعرب.

ورغم أن روراوة يجتهد دوما في إخفاء عصبيته عن الإعلاميين، ويحرص في كل مرة على الإدلاء بتصريحات دبلوماسية حول خلافه مع حاليلوزيتش، إلاّ أن بعض المقربين من الرجل القوي، يؤكدون بما لا يدع مجالا للشك أن المدرّب "قطع شعرة معاوية" حين أدلى بتصريحات لوسائل إعلام أجنبية، يؤكد من خلالها، أنه ليس بالمدرّب الذي يقول نعم لمسؤوله في كل مرة، وبأنه لا يفعل ذلك كونه ليس خروفا، وهو كلام ألحق الإهانة برئيس الاتحاد، وجعله يشعر بالإحراج لكنه فضل فيما يبدو أن يكون رده عمليا بعيدا عن "الحرب الإعلامية"، حين يتخذ إجراءات إدارية تصل إلى حد الإقالة أو الدفع بالمدرّب إلى الاستقالة، مثلما حدث مع رابح سعدان وعبد الحق بن شيخة وقبلهما رابح ماجر.

 أسباب عدة تقف وراء رفض روراوة تجديد عقد المدرّب

وسرد مصدر قريب من رئيس الاتحاد جملة من الأسباب التي ستجعل روراوة يرفض تمديد عقد وحيد حاليلوزيتش بعد مونديال البرازيل، أولها اقتناع روراوة بأن حاليلوزيتش أساء إلى صورته دوليا، لأن الكلام عن رفضه "تلقي الأوامر وعدم مناقشتها" يوحي بأنه (روراوة)، معتاد على التدخل في شؤون مدربي المنتخب، وهو تلميح يسيء إلى صورة روراوة كعضو بالمكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم والكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم واتحاد شمال إفريقيا ونائب رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم.

أما النقطة الثانية التي جعلت رئيس الاتحاد يضع خطا أحمر على المدرّب البوسني، فتتعلق بخلافات حاليلوزيتش مع مجموعة من ركائز المنتخب، على غرار سفير تايدر لاعب الأنتر الذي كاد أن يغادر المعسكر التحضيري للمنتخب الجزائري في المركز التقني بسيدي موسى في الجزائر العاصمة عشية مباراة الإياب الفاصلة المؤهلة للمونديال أمام منتخب بوركينا فاسو، بسبب الطريقة غير اللائقة التي تعامل بها حاليلوزيتش مع لاعبه حين قرر عدم إشراكه أساسيا في المباراة ما اعتبره لاعب الإنتر إهانة كبيرة وطريقة تعامل غير احترافية.

علاوة على كل ذلك، فإن رئيس الاتحاد الجزائري اقتنع بأن حاليلوزيتش يسير عكس التيار ويتعمد في كل مرة اتخاذ قرارات لا تتماشى مع السياسة المنتهجة بخصوص طريقة بناء المنتخب الجزائري الأول لكرة القدم.

فقد نجح روراوة عام 2009 في تمرير "قانون الباهاماس" الذي يسمح للاّعبين مزدوجي الجنسية باللعب لمنتخبات بلدانهم الأصلية قبل سن الـ 21 عاما، حتى وإن كان هؤلاء قد حملوا ألوان منتخبات البلدان التي نشؤوا فيها، وهو قانون سمح للمنتخب الجزائري الاستفادة من لاعبين مثل مراد مغني وحسان يبدة وعدلان قديورة وسفيان فغّولي وياسين براهيمي وسفير تايدر ورياض بودبّوز وكارل مجاني وغيرهم.

لكن المدرّب البوسني كان له موقف براغماتي، فهو يفكر في تلميع صورته، ولم ير أنه مضطر إلى التنازل خدمة لهذه السياسة التي قد تضر به.

هذا الصدام جسّده المدرّب في تهميش المهاجم إسحاق بلفوضيل حين كان هذا الأخير يحمل ألوان نادي أنتر ميلان الإيطالي، وجسّده أكثر رفضه منح فرصة جديدة للاعب نادي باستيا الفرنسي رياض بودبوز منذ اتهامه بتعاطي الشيشة في نهائيات أمم إفريقيا 2013 في جنوب إفريقيا، ثم "افتعال" حاليلوزيتش، حسب قناعة روراوة، لقضية جديدة اسمها سفيان فغّولي الغائب عن المباراة الودية أمام منتخب سلوفينيا يوم الخامس من مارس/آذار الماضي، رغم أن السبب تمثّل في خضوع لاعب فالنسيا الإسباني للجراحة على مستوى أسنانه يوم الثالث من مارس، فضلا عن إبعاد المدرّب البوسني لطبيب المنتخب الجزائري علي يقدح، بعدما كسب المنتخب الجزائري تأشيرة المشاركة في مونديال البرازيل، وتفضيل الطبيب الفرنسي الجديد سيمون عليه.

المساهمون