تفاعلت أزمة قطع أهالي منطقة اللبوة، المحسوبة سياسياً على حزب الله بشكل عام، في البقاع، شرق لبنان، للطريق الوحيد المؤدي إلى بلدة عرسال المحاذية لبلدة يبرود السورية، المؤيدة للمعارضة السورية، فتمّ قطع عدد كبير من الطرقات الأساسيّة والحيوية التي تربط المحافظات اللبنانيّة بعضها ببعض ليلاً، تحديداً الطرقات التي توصل بيروت بالشمال والجنوب والبقاع. ووصلت الأمور حدّ إقفال طريق نقطة الحدودية بين لبنان وسوريا، مع بدء استعدادات إقفال معبر "العريضة" بين لبنان وسوريا لجهة شمال لبنان. تطوّر اتخذ منحى دموياً، إذ سقط قتيل وعدد من الجرحى برصاص أطلقه الجيش اللبناني لفتح الطريق في منطقة قصقص في بيروت، بعدما امتدّ مسلسل قطع الطرقات إلى العاصمة اللبنانيّة، خصوصاً في "كورنيش المزرعة" و"قصقص".
وبدأ الأمر عندما قطع عدد من الشبان الطريق الدوليّة التي تصل إلى اللبوة عند منطقة سعدنايل في البقاع الأوسط، "تضامناً مع عرسال"، ثم قطعت طريق زحلة ـ البقاع الشمالي وعدد من طرقات البقاع الأوسط. وتطور الأمر إلى قطع طريق بيروت ـ الجنوب عند منطقة السعديات، والمدينة الرياضيّة في بيروت، إضافة إلى عدد من الطرقات غير الرئيسيّة.
وقام الجيش، لاحقاً، بفتح عدد من هذه الطرقات، أبرزها طريق الجنوب، لكن تلك المؤدية إلى عرسال بقيت مقفلة. ويشتكي أهالي عرسال من وجود عدد من الحالات الخطرة بين الجرحى السوريين الذين لا يُسمح بإخراجهم باتجاه المستشفيات خارج البلدة. كما لا يستطيع أهالي البلدة مغادرتها أو العودة إليها مهما كانت الظروف. وقد أعلن رئيس بلدية اللبوة، رامز أمهز، استثناء المواد الغذائية من الحصار. وكان أمهز قد قام بـ"مبادرة حسن نيّة"، أمس الاثنين، عندما سمح للجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي بإخراج طفلة تبلغ من العمر عشر سنوات للخضوع لغسل الكلى.
وكان مسلسل قطع الطرقات، "تضامناً مع عرسال"، قد بدأ قبل ساعات من دعوة عدد من المشايخ والرموز السلفية في لبنان، من بينهم زكريا المصري وسالم الرافعي وبلال بارودي والحاج حسام الصباغ، "أهالي وشباب المناطق القريبة من المنافذ على الحدود السورية إلى قطع الطرقات تضامناً مع أهلنا في عرسال "، بحسب بيان صادر عن مكتب الرافعي، وهو من أبرز المشايخ السلفيين في لبنان. ودعا البيان "كل الشرفاء من أهل السنّة في لبنان إلى وقفة رجل واحد للتصدي إلى محاولات الإذلال التي يمارسها حزب الله على أهل السنة في لبنان ".
أما سياسياً، فقد أعرب الرئيس سعد الحريري عن "أعلى درجات التضامن مع عرسال وأهلها"، وفق ما جاء في بيان صدر ليلاً عن مكتبه، الذي أشار إلى أن الحريري أجرى اتصالات شملت الرئيس ميشال سليمان والرئيس تمام سلام وقائد الجيش العماد جان قهوجي من أجل فكّ الحصار عن عرسال.
ويتهم أهالي اللبوة، عرسال وأهلها، بالسماح لمسلحي المعارضة السورية بإطلاق الصواريخ على قرى الهرمل من جرود البلدة، إضافةً إلى إيواء مسلحي المعارضة السورية.
ويقيم في عرسال اليوم أكثر من مئة ألف لاجئ سوري إلى جانب أهالي القرية الذين يبلغ عددهم حوالى خمسين ألفاً. وفي وقت لاحق من مساء اليوم، الثلاثاء، أقفل أهالي عرسال مدخل البلدة لمنع دخول آليات الجيش إليها.