حرب أعصاب ضد الطلاب المصريين داخل الأمن الوطني والنيابة

14 يونيو 2014
الطلاب يتعرّضون للإهانة في مقر أمن الدولة (فرانس برس/Getty)
+ الخط -
"يا ابني مستقبلك أهمّ. تعلّم أفضل من التظاهر وارتكاب العنف في الجامعة. نحن نعرف أن هناك فجوة بيننا وبين الشباب، ونريدكم أن تتخرجوا بدلاً من أن تبقوا في السجون".
كان هذا جزءاً من الحديث الذي دار بين أحد الطلاب في جامعة الأزهر، فرع أسيوط، الذي تم إخلاء سبيله قبل فترة وجيزة وضابط شرطة، بعد خطفه من الشارع واقتياده لمقر جهاز الأمن الوطني، في محاولة لاستمالته والحصول منه على اعترافات ضد طلاب آخرين ناشطين في الجامعة، وقيادات في جماعة الإخوان المسلمين.

روى الطالب م. ح. لـ"العربي الجديد"، تفاصيل 15 يوماً من حرب الأعصاب ما بين اللين والشدة، التي تعمّد الضباط استخدامها معه بالتعاون مع النيابة العامة، قائلاً: "استخدم الضباط أسلوب التخويف، والإحساس أنك لست مواطناً لك حقوق، وإنما شخص انتهى بمجرد وقوعه في قبضتهم".

وأضاف، لـ"العربي الجديد": "بعدما فكوا الغمامة عن عيني، سألوني أنت طالب في أي كلية؟"، وحينما قلت لهم سأتخرج من كلية الطب، رد أحد الضباط قائلاً: "تقصد كنت ستتخرج وانتهى أمرك هنا".

وقارن بين ما يتعرض له المعتقلون السياسيون والجنائيون، مشيراً إلى أن "الجنائيين يعاملون معاملة أفضل منّا، على الأقل لا يدخلون أمن الدولة، ولا يتعرضون للتعذيب البدني أو النفسي". وأضاف: "نحن ننقل إلى مقر أمن الدولة بميكروباص، وليس عربة ترحيلات، ويتعمّدون أن نرى المقر، ثم يعصبون أعيننا داخل المقر لمدة لا تقل عن عشر ساعات. نجلس على الأرض مقيدي اليدين خلف ظهورنا، في انتظار ما سيحدث لنا، ثم يبدأ الاستجواب بالضرب والصعق لإجبارنا على أمور نجهلها".

ولفت الطالب إلى أنه "بعد استجواب الأمن الوطني، يُرحّل السياسيون بواسطة سيارة ميكروباص إلى قسم شرطة أول أسيوط، ويتم إدخالهم الحجز مع الجنائيين، أو دورة المياه لعدم وجود مكان داخل الحجز، وسط سباب وشتائم قبيحة جداً، وضرب وإهانة للأم والأب". الخيارات إزاء ما يتعرض له المعتقلون السياسيون تبدو محدودة، وهو ما أكده بقوله: "نضطر أن نصمت ونرضى وإلا استخدموا العنف ضدنا بالهراوات الثقيلة والركلات".

وأضاف: "نضطر أن نرضى بإقامتنا في مكان قذر داخل محبس لا يوجد به مكان للنوم، إذ نُجبر على الوقوف وقت النوم، ونتبادل مع النائمين".
كما تطرق إلى حرمان الطلاب من محاولة المذاكرة قائلاً: "حينما أحضر لي أصدقائي كتباً للمذاكرة، سبّني الضابط وقال لي هذه ليست قاعة مذاكرة، فضلاً عن الضغط العصبي الذي تعمّد أن يمارسه عليّ لكي أكره نفسي".

أما العرض على النيابة فلا يختلف كثيراً، في نظر الطالب الأزهري، عن استجواب أمن الدولة أو القسم، إذ ترفض النيابة دخول المحامين، ولا يسمح للمعروضين أمامها من المعتقلين بالكلام. كما يتعمّد وكيل النيابة أن يسأل الطالب أسئلة لتوريطه في قضايا لا علم له بها، أو إجباره على الاعتراف بأمور ضد زملائه.

وتابع: "وكيل النيابة سألني لماذا حمل زميلك الفلاني متفجرات، أو متى انضممت لجماعة الإخوان، مع أني لست عضواً في الجماعة"، فضلاً عن محاولة الضغط على الطالب عصبياً مع طول فترة الاستجواب.

وأنهى الطالب، الذي مكث أكثر من أسبوعين داخل قسم أول أسيوط بتهمة الانتماء لجماعة محظورة والتخطيط لتهديد استقرار البلاد والتعاون مع فضائية محظورة والشغب فضلاً عن تهم أخرى ملفقة، قصته مع الاعتقال بالقول: "لم أخرج إلا من بوابة مقر أمن الدولة، بعدما هددوني بعدم التظاهر، وأن أمشي بجانب الجدار، وإلا لن أرى جامعتي مرة أخرى".

المساهمون