حراك رسمي وشعبي فلسطيني لإنقاذ حياة الأسير محمد القيق

26 يناير 2016
دعم شعبي كبير للقيق (العربي الجديد)
+ الخط -
خرج المئات من الفلسطينيين، بعد عصر اليوم الثلاثاء، في مدينتي رام الله ونابلس بالضفة الغربية، على الرغم من الأجواء القطبية تضامناً مع الأسير الصحافي محمد القيق، والمضرب عن الطعام لليوم 63 على التوالي، احتجاجاً على اعتقاله الإداري. 

وبدا لافتاً تصاعد وتيرة الحراك التضامني مع القيق، مقارنة مع الأيام السابقة، وخاصة في مدينة رام الله، حيث شارك صحافيون وممثلو القوى الوطنية والإسلامية ونواب في المجلس التشريعي الفلسطيني وأسرى محررون من بينهم الأسير المحرر محمد علان، إضافة لمشاركة طلابية من جامعة بيرزيت شمالي رام الله. المشاركون عبروا عن خوفهم على حياة الأسير القيق في ظل تعنت الاحتلال بعدم تلبية مطالبه، ورفعوا صوره وهتفوا هتافات تضامنية معه، إذ رددوا "بالروح بالدم نفديك يا محمد"، وغيرها من الهتافات.

من جانبه، أكد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عيسى قراقع، لـ"العربي الحديد" على وجود حراك جدي ومسؤول مع كل الجهات الدولية الحقوقية والسياسية للضغط على إسرائيل من أجل إطلاق سراح محمد القيق، وإنهاء اعتقاله الإداري، حيث إن الاتصالات ما زالت جارية، والرئيس الفلسطيني محمود عباس شخصياً أجرى اتصالات مع أكثر من دولة لممارسة ضغط على إسرائيل لإنقاذ حياة القيق.

وأوضح قراقع أن إسرائيل تتعامل بلا مبالاة، ولم تستجب بعد لكل الضغوطات برغم التحذيرات من خطورة الوضع الصحي لمحمد، لافتاً إلى وجود قرار سياسي إسرائيلي بعدم الاستجابة لمطالب الأسرى المضربين عن الطعام، منذ العام الماضي، حتى لو أدى ذلك إلى موتهم.

وتابع: "إسرائيل وضعت بعد ذلك قانون التغذية القسرية كبديل للمفاوضات معهم من أجل كسر إضرابهم من خلال هذا القانون المحظور قانونياً وأخلاقياً وإنسانياً وطبياً"، وحذر من إمكانية استخدامه بحق القيق، خاصة مع تحذير أطباء إسرائيليين من إمكانية ذلك.

فيحاء شلش، زوجة الأسير محمد القيق، تحدثت عبر الهاتف في كلمة لها أمام المئات في رام الله، حيت فيها المشاركين تضامناً مع زوجها في كافة المناطق الفلسطينية على الرغم من الأحوال الجوية القاسية، ودعت لمزيد من الفعاليات الأخرى من أجل إنقاذ حياة زوجها.

وشددت شلش على أنه لا بد من التحرك الجدي لإنقاذ حياة زوجها؛ لأن الوقت الآن لا يسمح، فمحمد يصارع الموت، وهو يستحق الحياة وأن يكون بين زملائه الصحافيين وأن يعيش عزيزاً، فمعركته لا تمثله لوحده بل تمثل الجميع، وهو دخل معركة الإضراب عن الطعام، كي يثبت أن الصحافي الفلسطيني ليس لقمة سائغة بيد الاحتلال. وأشارت زوجة القيق إلى أن زوجها يخوض أقسى أشكال الإضراب، فهو مضرب على الطريقة الأيرلندية حيث يمتنع عن الطعام والمدعمات والملح ولا يتناول سوى الماء، وهي طريقة لا يستطيع أحد الصمود بها كثيراً.

من جانبه، تمنى همام القيق، شقيق محمد، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن تحل قضية شقيقه محمد بأسرع وقت، إذ لا يوجد ضغط كافٍ على الاحتلال من أجل وجود حل في قضيته، وأكد أن محمد منتصر سواء بالإفراج عنه أو باستشهاده كما أراد هو.

وفي كلمة له خلال الوقفة التضامنية مع القيق في رام الله، قال النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة حماس، إبراهيم دحبور، إن "إضراب محمد وحّد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة والداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 والشتات، حينما خرجوا اليوم، نصرة له وتضامناً معه، لأن محمد يعبر في معاناته عن معاناة أكثر من مليون فلسطيني تعاقبوا على سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967 وحتى الآن".

وخرج الفلسطينيون في غزة ونابلس ورام الله وكذلك في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، أمام مستشفى العفولة الإسرائيلي، في تمام الساعة الثالثة من عصر اليوم، بالتزامن، تلبية لدعوات أطلقتها نقابة الصحافيين الفلسطينية والقوى الوطنية والإسلامية وعائلة القيق والحركة الطلابية، حيث كان يشغل القيق منصب رئيس مجلس طلبة جامعة بيرزيت في عام 2007.

واعتقلت قوات الاحتلال الصحافي القيق، والذي يعمل مراسلاً لقناة المجد السعودية، في 21 من نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، وشرع بالإضراب المفتوح عن الطعام بعد أيام على اعتقاله، احتجاجاً على سوء معاملته أثناء التحقيق وتحويله إلى الاعتقال الإداري، ويرفض منذ ذلك التاريخ تناول المدعمات وإجراء الفحوص الطبية وهو موجود حالياً في مستشفى العفولة الإسرائيلي، بعدما نقل إليه إثر تدهور حالته الصحية.


اقرأ أيضاً: قضية الأسير القيق: "حماس" تحذر الاحتلال والأسرى يتضامنون