يعيش سكان مخيم رجو، أحد أكبر مخيمات النازحين في العاصمة الصومالية مقديشو، أوضاعًا إنسانية صعبة، إذ يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة.
وضاعفت الحرائق، التي تندلع في المخيم، بين الحين والآخر، من معاناة سكانه. وشهد آخر حريق في 11 فبراير/شباط الجاري، وأدى إلى وفاة شخصين، وحوّل نحو 70 خيمة إلى رماد.
علي محي الدين، أحد مسؤولي المخيم، قال: "الحريق بات مشهدًا يتكرر في المخيم، ويفتك بأرواح ساكنيه دون رحمة، وعلى الحكومة الصومالية العمل للحد من هذه الحوادث، التي تثقل كاهل النازحين في المخيم"، مضيفاً أن ظروف العيش في المخيم غير ملائمة للحياة نتيجة الحرارة المرتفعة التي أدت إلى تفشي الأمراض المعدية.
ويشكو سكان المخيم من غياب المياه الصالحة للشرب، ونقص المواد الغذائية، وعدم قدرتهم على تأمين لقمة عيش عائلاتهم، بحسب المسؤولين.
وتقول حبيبة عبدي من أمام خيمتها المحترقة:"معاناتنا تزداد يومًا بعد يوم، ومعظم الخيام بالية، لا تحمينا من الحرّ نهارًا والبرودة ليلًا"، لافتة إلى تكرار الحرائق داخل المخيم "الذي تتكون بيوته من أغصان وأغطية بلاستيكية"، ومشيرة إلى أن أخاها وابنه الرضيع، قُتلا من جراء الحريق الذي نشب أخيرا.
ويعاني الأطفال بشكل خاص نتيجة الظروف غير الصحية، إذ سُجلت عشرات الإصابات بينهم بالأمراض المعدية، الناتجة عن تلوث المياه، إلى جانب مشاكل سوء التغذية.
فرتون أحمد نور، أم لأربعة أطفال تقول :"أغادر البيت باكرًا كل صباح، لتحصيل ما يسد رمق عيالي، لكني أعود أغلب الأحيان خالية الوفاض". وأضافت هامسة "أكثر ما يقلقني هو قوت عيالي، لا أحد يساعدنا، زوجي لا يعمل نتيجة تفشي البطالة في البلاد، وأناشد الجهات المعنية بمساعدتنا، وإنقاذ حياة أطفالي".
ويؤوي هذا المخيم نحو 3 آلاف أسرة، نزحوا من الأقاليم الجنوبية نتيجة الجفاف والحروب الدائرة في مناطقهم. وأطلقت تحذيرات أممية من تدهور الوضع الإنساني في الصومال. كما تشير التقارير إلى أن 40 في المائة من الشعب الصومالي يعانون من انعدام الأمن الغذائي، ويحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة.