احتفلت حديقة القرآن النباتية، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، بمرور 12 عاماً على افتتاحها، عن بُعد.
وتخلّل الاحتفال بثّ فيديو مباشر لأرجاء الحديقة النموذجية في وسط المدينة التعليمية في الدوحة، وأقسامها ونباتاتها والمتحف النباتي فيها، ومركز الصون النباتي.
وسلّط الاحتفال الضوء على دور الحديقة، التي تُعنى بزراعة النباتات التي ورد ذكرها في القرآن والحديث والسنة النبوية، في إظهار، منذ تأسيسها، اهتمام التراث الإسلامي بالحفاظ على البيئة، وإسهاماتها الملموسة والمستمرة في رؤية قطر الوطنية 2030. إذ تعهدت الحديقة، ضمن حملة "غرس"، بزراعة 2022 شجرة في إطار الاستعدادات لإقامة بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022، وقد اقتربت الحملة من تحقيق أهدافها، إذ غرست بالفعل حتى الآن ما يقرب من ألفي شجرة.
كما ركّز الاحتفال على تأثير حديقة القرآن النباتية الملموس ودورها البارز في غرس الإحساس الجماعي المشترك بالمسؤولية تجاه البيئة لدى طلاّب المدارس من جميع الأعمار، عبر برامجها ومبادراتها التعليمية التي تركّز على استدامة البيئة وصونها، مثل برنامج "باحث النبات اليافع"، وبرنامج "امرح وتعلم" التعليمي للمرحلة الابتدائية، وبرنامج الأمن الغذائي التعليمي.
وقالت مديرة حديقة القرآن النباتية فاطمة الخليفي، في بيان صحافي اليوم السبت، إنّ المجتمع احتفى وتفاعل مع الحديقة، ودعم فعالياتها الإلكترونية التي نظمتها خلال جائحة فيروس كورونا، لافتة إلى عقد شراكات وطيدة مع العديد من الجهات المحلية والدولية، منها حدائق نباتية حول العالم.
وتضمّ الحديقة 59 نوعاً نباتياً مذكوراً في القرآن الكريم والسُنة النبوية، وثمة مشاتل تحوي أكثر من 6 آلاف نبتة من أشجار وشجيرات وعشبيات معمّرة، وأخرى حولية من بيئات جغرافية ومناخية متباينة، مثل النباتات الصحراوية ونباتات المناخ المعتدل والاستوائية، منها الخردل والعصفر والكمون والشعير والعدس والحبة السوداء والأرز، إضافة إلى السمسم، القمح، البصل، الكراث، الثوم، القثاء، القرع، العسلي، البطيخ، الدباء، اليقطين، السعدان والسلق وغيرها. أما النباتات المعمّرة، فتشمل القتاد، الإذخر، الحنظل، الزقوم، السنامكي، قصب الذريرة، القسط، الزعفران، البردي، الزنجبيل والزرنب، إضافة إلى الصبار والريحان.
وتحرص حديقة القرآن النباتية على إشراك المجتمع المحلي والتواصل مع أطيافه المختلفة، من خلال أنشطة توعوية متنوّعة على مدار العام، توجه الوعي المجتمعي نحو مفاهيم أساسية ومهمة، مثل تعزيز المسؤولية تجاه البيئة واحترام تنوّعها، وتأكيد قيمة غرس الأشجار في الدين الإسلامي، والحفاظ على الموارد الطبيعية لدولة قطر.
وفي إطار الاحتفال بيوم البيئة القطري، أطلقت حديقة القرآن النباتية، في 26 فبراير/ شباط الماضي، حديقة السيدات الدبلوماسيات الأفريقية، وغرست الدبلوماسيات أشجاراً تعود لـ10 دول أفريقية.
يذكر أنّ رئيسة مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، الشيخة موزا بنت ناصر، افتتحت حديقة القرآن النباتية في 17 سبتمبر/ أيلول 2008، بغرس أول شجرة في الحديقة وهي (السدرة) لتصبح رمز مؤسسة قطر وشعارها.