متقال: لتجارة بالنسبة لنا أمر عادي جدًا (العربي الجديد/خاص)
أكد المطرب الشعبي المصري حجازي متقال، أن الفن الشعبي تأثر سلباً بالأزمات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد، مشيراً في حوار مع " العربي الجديد" إلى أن المنظومة الغنائية بما فيها الفن الشعبي، تأثرت بالأوضاع الاقتصادية، بعد أن خيم الكساد عليها.
*هل أثرت الأوضاع الاقتصادية على الفن الشعبي والفلكلور الغنائي (الأغاني التراثية)؟
بالفعل تأثرت المنظومة الغنائية بما فيها الفن الشعبي بالأوضاع الاقتصادية، بعد أن خيم الكساد على جميع القطاعات خلال السنوات الأخيرة.
*وما هي أوجه معاناة الفن الشعبي خلال الفترة الحالية من وجهة نظرك؟
المعاناة تختلف من فترة لأخرى، حيث تزيد المشاكل في بعض الأحيان لدرجة تؤدي إلى أضرار بالغة لنا كما حدث في فترات الانفلات الأمني، والآن تحسنت الأمور نسبياً ولكنها لم تصل إلى ما نتمناه من انتعاش وحيوية، فقد كنا نتعاقد قبل ثورة 25 يناير 2011 مع الفنادق والكافيهات (المقاهي) والأماكن المخصصة للحفلات والمناسبات على إحياء المناسبات، والتي تقلصت بشكل كبير حالياً، ولكن مقارنة بالعام الماضي ستجد أن هذا العام أفضل، ويمكن القول بأن الأوضاع الاقتصادية السيئة التي مرت بها مصر في السنوات الأخيرة، أثرت بالسلب على الفن الشعبي وصنعت لنا نماذج ليس لها علاقة بالأغنية الشعبية، ولكن تلك النماذج تدعي انتماءها لهذا اللون الذي أخرج لنا عمالقة ما زالت أغنياتهم تحمل القيمة والمعنى والرقي.
*مع حالة الركود التي سادت في السنوات الماضية، هل فكرت في خوض تجربة إقامة مشروع استثماري تضع أموالك فيه؟
التجارة بالنسبة لنا أمر عادي جدًا وضروري أيضًا؛ فأنا صعيدي (جنوب العاصمة المصرية القاهرة) وتربيت في بيئة صعيدية، وتعلمت التجارة ممن سبقوني وأهلي وأقاربي، وبالفعل لي بعض النشاطات التجارية ولكنها لا ترتقي إلى مسمى مشروع اقتصادي أو استثماري.
*ولماذا لم تفكر في توسيع نشاطك التجاري وتفتتح مشروعاً استثمارياً كبيراً؟
"صاحب بالين كداب"، فأنا حالياً لدي ارتباطات فنية وغنائية، وأتعاقد على إحياء حفلات ومناسبات في أكثر من مكان، وبالتالي فكرة إقامة أي مشروع حالياً صعبة، ولو فكرت في هذا الاتجاه فلا بد أن أعطي لنفسي الفرصة والوقت الكافي لكي أدرس الموضوع جيدًا، وأستشير المختصين ولن أقبل عليه بدون بحث جميع جوانبه وبشكل سريع يمكن أن يعرضني إلى الخسارة والندم بعد ذلك.
*وهل لك أصدقاء لهم مشاريع ناجحة؟
بالتأكيد هناك أصدقاء وأقارب لهم مشاريع كبيرة وناجحة، وأدعو الله أن يكمل نجاحهم ويبارك لهم، وهناك العديد من الزملاء داخل الوسط الفني لديهم مشاريع أيضًا ناجحة ومبشرة، وأتمنى لهم التوفيق.
* إذن لماذا لم تشجعك تجاربهم وتزرع في نفسك الطمأنينة والتفاؤل لتقدم على هذه الخطوة؟
تعودت ألا أخاطر أو أغامر بدون تفكير، فقد تربيت على أن أفكر كثيرًا قبل أن أخوض أي تجربة، ولا أحب تقليد غيري حتى لو حقق نجاحاً ملموساً، لن أخوض تجربة الاستثمار إلا إذا كنت مقتنعاً بما أقوم به.
*هل فكرت في ترك الغناء بسبب ما عانى منه المجال الموسيقي من أزمات وندرة في الإنتاج طيلة السنوات الأخيرة؟
الغناء الشعبي بالنسبة لي وفي المقام الأول ليس مهنة أعيش منها، بل هو عشق منذ الصغر فقد نشأت ورأيت والدي رحمة الله عليه يحب الغناء الشعبي وتعلمته منه وعشقته، لذا فلو أخذني الحال إلى أن أغني بدون مقابل فلن أرفض ذلك؛ لأنني أشبع رغباتي وطموحي بالغناء.
*من وجهة نظرك هل تغيّر الذوق العام داخل مصر وأعاد الجمهور للأغنية الشعبية جزءا كبيرا من مكانتها المعهودة؟ أم أن هذه النوعية من الأغاني ازدادت معاناتها مع استمرار الأوضاع الاقتصادية السيئة في البلاد؟
الأغنية الشعبية بدأت مؤخرًا في استعادة مكانتها؛ وذلك بسبب التغيّر الملموس في الذوق العام على الرغم من وجود بعض السلبيات التي تحتاج إلى تعديل مسار، ولكن الأغنية الشعبية هي الأصل والأساس وستظل تذكرنا بالماضي وزمن الفن الجميل، وستعيش بداخلنا ونتغنى بها وبذكرياتها طوال الوقت لما تعكسه من قيم وعادات وتقاليد جميلة.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
المزيد في اقتصاد
