حبيب بلعيد... قُل شكراً أو اصمت

02 مايو 2020
الدولي الجزائري السابق حبيب بلعيد "يسار" (Getty)
+ الخط -

يعُج تاريخ المنتخب الجزائري بكثير من الأحداث الغريبة وغير المنطقية، التي كلما وُضعت في طي النسيان، يعود أبطالها للظهور مرة أخرى، والحديث عنها والعودة إليها، وهو ما حدث هذا الأسبوع، بالتصريحات التي أطلقها الدولي الجزائري السابق حبيب بلعيد، خلال بث مباشر عبر موقع التواصل الاجتماعي "إنستغرام".

مدافع الخضر السابق تحدث عن تجربته القصيرة مع المنتخب، والتي لم تقدم له أي إضافة على الصعيد الشخصي على حد تعببره، معللاً ذلك بأنه لم يتمكن من فرض نفسه في التشكيلة الأساسية للخضر بسبب تواجد لاعبين فازوا بالمباراة الفاصلة أمام المنتخب المصري، والتي يطلق عليها "ملحمة ام درمان"، وقال إن المدرب كان يعتبر هؤلاء اللاعبين محاربين.

الغريب في الأمر أن بلعيد قلّل من تلك التجربة، بدل أن يكيل المديح لساعات، وهذا لن يكفيه لرد جميل الهدية التي مُنحت له على طبق من ذهب، بمنحه الفرصة من أجل المشاركة في أكبر تظاهرة كروية يتمناها أي لاعب، وحضور منافسة بحجم كأس العالم، في حين لم يسعف الحظ نجوما عالميين كبارا لحضورها.

كان على بلعيد طلب الاعتذار من الجمهور الرياضي الجزائري، والاعتذار لنفسه، لأنه كان انتهازياً، فقبل هدية المونديال التي قبلها، سبق أن تقدم إليه الاتحاد لمعرفة رأيه في اللعب للجزائر، يوم كان المنتخب الجزائري في مرحلة إعادة البناء، وكان رده أنه لاعب تونسي ولن يلعب إلا للمنتخب التونسي الشقيق، لكن المونديال جعله يضرب مبادئه وعشقه لتونس عرض الحائط ويسارع الى ارتداء ألوان الجزائر.

بلعيد الذي كان مستواه متواضعا جدا كرويا، وقدم مباراة سيئة في ودية أيرلندا، جعلت المدرب يوقن أنه قد أخطأ بإبعاد إحدى الركائز، ويتعلق الأمر بالمدافع سمير زاوي، وجلب لاعب لا مستواه ولا عمره يجعلان من جلبه استثمارا في مستقبل الخضر، بل فشل حتى في فرض نفسه في نادي مولودية الجزائر.

اللوم لم يكن يوما على اللاعب حبيب بلعيد، بالعكس هو وجد طريقا سهلا فمشى عليه نحو تحقيق النجاح، بل اللوم على من اتخذ من قانون تغيير الجنسية الرياضية وسيلة لقتل أي موهبة محلية، ونكران جميل كل لاعب من البطولة، وفتح أبواب المنتخب على مصراعيها لكل لاعب مزدوج الجنسية وإن كان مستواه متواضعا مثل حبيب بلعيد، في تطرف كروي بلغ أشده في مرحلة الفرنسي غوركيف.

ويبقى المجد لكل من المدرب البوسني وحيد حليلوزيتش، الذي تحدى هذا التفكير المتطرف، ومنح الفرصة للاعبين كثر أبرزهم هدافا المنتخب هلال سوداني وإسلام سليماني، بعد سنوات من المعاناة مع عقم غزال وجبور التهديفي، وطبعا المجد لجمال بلماضي الذي كون توليفة متكاملة جلبت لقب "الكان"، نصفها كان محليا والنصف الآخر كان تكوينه أجنبيا، تحت شعار كل من يمتلك جواز سفر جزائريا له الحق في حمل القميص والمكانة الأساسية للأحسن دون أي انتقاء غير رياضي.

المساهمون