أصدرت محكمة بريطانية حكما بحبس قاضية سوداء أشيد بها بوصفها قدوة، 16 شهرا، يوم أمس الجمعة، لكذبها على الشرطة حول دورها في مؤامرة انتقام أدت إلى سجن وزير.
وكانت كونستانس بريسكوي (56 عاما) واحدة من أوائل النساء السود في بريطانيا اللائي يعين قاضيات بداوم جزئي في العام 1983، وقد أدينت في ثلاثة اتهامات بعرقلة سير العدالة في محكمة الجنايات في لندن.
وذكرت وسائل الإعلام المحلية إن بريسكوي أول قاضية تدان بمثل هذه الجريمة.
وقال القاضي جيرمي بيكر، قبل إصدار حكمه عليها "لقد كنتِ قدوة للآخرين، وإنني على يقين أنك تدركين جيدا أن مثل هذا السلوك يضر نظام العدالة الجنائية".
وأدينت بريسكوي بالكذب بخصوص دورها في قصة وزير الطاقة السابق كريس هيون وزوجته السابقة فيكي برايس اللذين سجنا ثمانية أشهر، العام الماضي، لكذبهما على الشرطة في 2003 بشأن ارتكابهما مخالفة سرعة.
وأنهت هذه الفضيحة المشوار السياسي لهيون، وهو عضو كبير في حزب الديمقراطيين الأحرار، وكان وزيرا للطاقة في الحكومة الائتلافية، وكان يعتبر ذات يوم، خليفة محتملا لزعيم الحزب نيك كليج نائب رئيس الوزراء البريطاني.
وكشفت برايس للصحافة الخداع الذي حدث بشأن مخالفة السرعة في 2011 في عملية انتقام من هيون، بعد أن هجرها من أجل عشيقته قبل عام من ذلك.
وفي بادئ الأمر، استُعين ببريسكوي كشاهدة للادعاء في محاكمة هيون وبرايس، ولكن عندما وجدت الشرطة تضاربا في أقوالها، وجهت لها اتهامات بعرقلة سير العدالة.
وقال القاضي بيكر "لو كان هناك خيط يربطكم... فيؤسفني أن أصفه بأنه غطرسة أشخاص متعلمين اعتبروا أن احترام القانون يتعلق بالآخرين".
وبريسكوي ابنة مهاجرين من جامايكا قدما إلى بريطانيا في العام 1950، درست القانون في جامعة نيوكاسل، وكانت تنفق على نفسها أثناء الدراسة بالعمل في أيام العطل الأسبوعية.
ونالت القاضية السوداء درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف من جامعة ولفيرهامبتون قبل أن تصبح أول امرأة سوداء تعتلي منصة القضاء في بريطانيا.