حال اللغة العربية في الأمم المتحدة
لغة أي أمة عنوان هويتها، وتزدهر مع ازدهارها في الساحات العالمية. واللغة العربية إحدى اللغات الرسمية الست المعتمدة لدى الأمم المتحدة (العربية والإسبانية والإنكليزية والروسية والصينية والفرنسية). وقد وجدت مكانتها ضمن هذه اللغات في 18 ديسمبر/ كانون الأول 1973، بقرار من الجمعية العامة. وتُستخدم اللغات الرسمية في اجتماعات الأمم المتحدة، وتُكتب بها أو تترجم إليها ومنها معظم الوثائق الرسمية الخاصة بها.
وفي إطار دعم تعدد اللغات وتعدد الثقافات وتعزيزهما في الأمم المتحدة، اعتمدت إدارة الأمم المتحدة لشؤون الإعلام قرارا، عشية الاحتفال باليوم الدولي للغة الأم الذي يُحتفل به في 21 فبراير/ شباط من كل عام بناء على مبادرة من منظمة الأمم المتحدة للثقافة والتربية والعلوم (يونسكو)، للاحتفال بكل لغة من اللغات الرسمية الست للأمم المتحدة. وتقرر الاحتفال باللغة العربية في 18 ديسمبر/ كانون الأول، كونه اليوم الذي صدر فيه قرار الجمعية العامة رقم 3190 (28) في 1973، وقررت الجمعية العامة بموجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية، ولغات العمل في الأمم المتحدة.
هي لغة القرآن الكريم، وإحدى اللغات السامية التي انتشرت في العالم. وتتمتع بقاعدة قوية من المستخدمين، المتمثلة في أنها لغة رسمية في أكثر من عشرين دولة، واللغة الأولى لأكثر من 290 مليون نسمة، يعيشون في المنطقة الجغرافية من جنوب غرب آسيا إلى شمال غرب أفريقيا. وهي أيضا لغة دينية لأكثر من مليار ونصف مليار مسلم في العالم، يستعملونها في الأذان والصلاة والحج وغيرها من الشعائر الدينية.
وهنا حقائق مهمة تكشف مدى اعتبار اللغة العربية، واستخدامها في أعمال منظمة الأمم المتحدة وأجهزتها الفرعية في ضوء المستندات والمنصات الإعلامية الرسمية الرقمية وغيرها: انعدام المساواة بين اللغة العربية واللغات الرسمية الأخرى بشكل جلي في شبكات الأمم المتحدة، لتوفير المعلومات والمستندات المترجمة. عمق انعدام المساواة بنظرة عامة على المنصات الإعلامية الخاصة بالمنظمة. تعتبر قدرة المجتمعات للوصول إلى المعرفة والمعلومات من أهم مقومات التنمية والتقدم في العصر الحديث. وهذا العنصر المهم يستوجب آليات فعالة للإعلام في اللغة التي تصل إلى أكبر عدد ممكن من الشعوب. هناك حالات كثيرة على مجالات مختلفة لإثبات هذه القضية، وتاليا أمثلة لهذه الحقيقة المؤسفة.
لا تتوفر في الموقع الرسمي لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية المعلومات في اللغة العربية، مع أنه مؤتمر يعمل على زيادة فرص التجارة والاستثمار والتنمية المتاحة للبلدان النامية إلى أقصى حد ممكن، ومساعدتها فيما تبذله من جهود، من أجل الاندماج بصورة مفيدة في الاقتصاد العالمي. وفي الوقت نفسه، تتوفر المعلومات في اللغات الرسمية الأخرى. وليست هناك باللغة العربية المعلومات والرسائل الخاصة وعلى المنصات الإعلامية الرقمية، في الأجهزة الفرعية مثل صندوق الأمم المتحدة للسكان، هيئة الأمم المتحدة للمرأة التي أسست في سنة 2014، لتمكين المرأة، وللقضاء على التمييز ضد المرأة والفتيات، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، المُنظمة الدوليّة للهجرة، منظمة السياحة العالمية، مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة. وفي الوقت نفسه، هي متاحة في معظم اللغات الرسمية الأخرى. وتقصر هذه الظاهرة نطاق وصول المعلومات والرسائل إلى الشعوب الناطقين باللغة العربية، وتؤثر سلبا على النتائج المرجوة من الرسائل والسياسات التي تروّج منظمة الأمم المتحدة وأجهزتها الفرعية. جميع الأجهزة فيها تحمل رسالة للعالم، وتعمل من أجل تحقيق أهداف محددة.
تعتبر المواقع الإلكترونية مصادر مبدئية للمعرفة عن أي كيان أو منظمة في عصرنا هذا. وإذا لا تملك المنظمات القدرة الإعلامية للوصول إلى الشعوب، فسوف تفشل في إنجاز أهدافها، ولن تعرفها إلا مجتمعاتٌ قليلة، لأن الفرد يحاول أن يستفيد مما هو معروف لديه من الأعمال والأفكار الإجتماعية والاقتصادية، ولا يقدر الاستفادة من غيرها. وليست حالة المعلومات على منصات التواصل الاجتماعي مختلفة كثيرا مع قدرة المعلومات عليها على الوصول إلى عمق المجتمعات والشعوب. وفي الحقيقة، ينتظر معظم الناس العاديين أن تصل المعلومات إليهم بلغتهم، ولا يبحثون عنها كثيرا في لغاتٍ غير معروفة لديهم.
تتمتع اللغات، الفرنسية والإنكليزية والإسبانية، بوضع ممتاز داخل منظومة الأمم المتحدة وأجهزتها الفرعية، ومعظم الوثائق الخاصة بها والمواقع الإلكترونية متوفرة باللغة الفرنسة، على الرغم من أنها اللغة الأولى فقط لـ 75 مليون نسمة تقريبا، فيما عدد المتكلمين بالعربية أكثر من 290 مليون نسمة تقريبا. وليس الفرق بين عدد المتكلمين في اللغتين بسيطا، لكن وضع اللغة العربية في المنظمة متخلف جدا عن وضع اللغة الفرنسية، وهما تتمتعان بصفة "اللغة الرسمية" في الوقت نفسه.
وقد اشتمل تقرير وحدة التفتيش المشتركة للأمم المتحدة في عامي 2002 و2011 على انعدام المساواة بين اللغات الرسمية، لكن السؤال هو هل تم تنفيذ إستراتيجيات فعالة حسب مقترحات هذه الوحدة؟ ولا بد أن تركز الأمم المتحدة على إزالة عدم التوازن الذي تعيشه اللغات الرسمية، لأن الإعلام والاتصالات من أساسيات عملية التنمية المستدامة. وتتطلب إجراءات إضافية، منها تخصيص ميزانية خاصة، وحث الدول العربية على المشاركة في تعزيز وضع لغتهم في منظمة الأمم المتحدة.
ولا نقول إن اللغة العربية تحتاج إلى اهتمام إضافي بمجرد كثرة الناطقين بها، بل قد تعاظمت أهميتها في السنوات الأخيرة، نظرا إلى التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية الجارية في البلدان العربية، وقضايا كثيرة فيها تتصدر أولويات الأمم المتحدة، بسبب انعكاساتها العميقة.
وبمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، على الأمم المتحدة التأمل والنظر الانتقادي إلى آلياتها ومنصاتها الإعلامية المتجهة نحو البلدان العربية بشكل خاص، وتعزيز فكرة اليوم العالمي للغة العربية، عبر مشاركة الحكومات والهيئات المعنية بهذه اللغة، لترويج رسالتها خارج الحدود الإقليمية والثقافية.
وفي إطار دعم تعدد اللغات وتعدد الثقافات وتعزيزهما في الأمم المتحدة، اعتمدت إدارة الأمم المتحدة لشؤون الإعلام قرارا، عشية الاحتفال باليوم الدولي للغة الأم الذي يُحتفل به في 21 فبراير/ شباط من كل عام بناء على مبادرة من منظمة الأمم المتحدة للثقافة والتربية والعلوم (يونسكو)، للاحتفال بكل لغة من اللغات الرسمية الست للأمم المتحدة. وتقرر الاحتفال باللغة العربية في 18 ديسمبر/ كانون الأول، كونه اليوم الذي صدر فيه قرار الجمعية العامة رقم 3190 (28) في 1973، وقررت الجمعية العامة بموجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية، ولغات العمل في الأمم المتحدة.
هي لغة القرآن الكريم، وإحدى اللغات السامية التي انتشرت في العالم. وتتمتع بقاعدة قوية من المستخدمين، المتمثلة في أنها لغة رسمية في أكثر من عشرين دولة، واللغة الأولى لأكثر من 290 مليون نسمة، يعيشون في المنطقة الجغرافية من جنوب غرب آسيا إلى شمال غرب أفريقيا. وهي أيضا لغة دينية لأكثر من مليار ونصف مليار مسلم في العالم، يستعملونها في الأذان والصلاة والحج وغيرها من الشعائر الدينية.
وهنا حقائق مهمة تكشف مدى اعتبار اللغة العربية، واستخدامها في أعمال منظمة الأمم المتحدة وأجهزتها الفرعية في ضوء المستندات والمنصات الإعلامية الرسمية الرقمية وغيرها: انعدام المساواة بين اللغة العربية واللغات الرسمية الأخرى بشكل جلي في شبكات الأمم المتحدة، لتوفير المعلومات والمستندات المترجمة. عمق انعدام المساواة بنظرة عامة على المنصات الإعلامية الخاصة بالمنظمة. تعتبر قدرة المجتمعات للوصول إلى المعرفة والمعلومات من أهم مقومات التنمية والتقدم في العصر الحديث. وهذا العنصر المهم يستوجب آليات فعالة للإعلام في اللغة التي تصل إلى أكبر عدد ممكن من الشعوب. هناك حالات كثيرة على مجالات مختلفة لإثبات هذه القضية، وتاليا أمثلة لهذه الحقيقة المؤسفة.
لا تتوفر في الموقع الرسمي لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية المعلومات في اللغة العربية، مع أنه مؤتمر يعمل على زيادة فرص التجارة والاستثمار والتنمية المتاحة للبلدان النامية إلى أقصى حد ممكن، ومساعدتها فيما تبذله من جهود، من أجل الاندماج بصورة مفيدة في الاقتصاد العالمي. وفي الوقت نفسه، تتوفر المعلومات في اللغات الرسمية الأخرى. وليست هناك باللغة العربية المعلومات والرسائل الخاصة وعلى المنصات الإعلامية الرقمية، في الأجهزة الفرعية مثل صندوق الأمم المتحدة للسكان، هيئة الأمم المتحدة للمرأة التي أسست في سنة 2014، لتمكين المرأة، وللقضاء على التمييز ضد المرأة والفتيات، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، المُنظمة الدوليّة للهجرة، منظمة السياحة العالمية، مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة. وفي الوقت نفسه، هي متاحة في معظم اللغات الرسمية الأخرى. وتقصر هذه الظاهرة نطاق وصول المعلومات والرسائل إلى الشعوب الناطقين باللغة العربية، وتؤثر سلبا على النتائج المرجوة من الرسائل والسياسات التي تروّج منظمة الأمم المتحدة وأجهزتها الفرعية. جميع الأجهزة فيها تحمل رسالة للعالم، وتعمل من أجل تحقيق أهداف محددة.
تعتبر المواقع الإلكترونية مصادر مبدئية للمعرفة عن أي كيان أو منظمة في عصرنا هذا. وإذا لا تملك المنظمات القدرة الإعلامية للوصول إلى الشعوب، فسوف تفشل في إنجاز أهدافها، ولن تعرفها إلا مجتمعاتٌ قليلة، لأن الفرد يحاول أن يستفيد مما هو معروف لديه من الأعمال والأفكار الإجتماعية والاقتصادية، ولا يقدر الاستفادة من غيرها. وليست حالة المعلومات على منصات التواصل الاجتماعي مختلفة كثيرا مع قدرة المعلومات عليها على الوصول إلى عمق المجتمعات والشعوب. وفي الحقيقة، ينتظر معظم الناس العاديين أن تصل المعلومات إليهم بلغتهم، ولا يبحثون عنها كثيرا في لغاتٍ غير معروفة لديهم.
تتمتع اللغات، الفرنسية والإنكليزية والإسبانية، بوضع ممتاز داخل منظومة الأمم المتحدة وأجهزتها الفرعية، ومعظم الوثائق الخاصة بها والمواقع الإلكترونية متوفرة باللغة الفرنسة، على الرغم من أنها اللغة الأولى فقط لـ 75 مليون نسمة تقريبا، فيما عدد المتكلمين بالعربية أكثر من 290 مليون نسمة تقريبا. وليس الفرق بين عدد المتكلمين في اللغتين بسيطا، لكن وضع اللغة العربية في المنظمة متخلف جدا عن وضع اللغة الفرنسية، وهما تتمتعان بصفة "اللغة الرسمية" في الوقت نفسه.
وقد اشتمل تقرير وحدة التفتيش المشتركة للأمم المتحدة في عامي 2002 و2011 على انعدام المساواة بين اللغات الرسمية، لكن السؤال هو هل تم تنفيذ إستراتيجيات فعالة حسب مقترحات هذه الوحدة؟ ولا بد أن تركز الأمم المتحدة على إزالة عدم التوازن الذي تعيشه اللغات الرسمية، لأن الإعلام والاتصالات من أساسيات عملية التنمية المستدامة. وتتطلب إجراءات إضافية، منها تخصيص ميزانية خاصة، وحث الدول العربية على المشاركة في تعزيز وضع لغتهم في منظمة الأمم المتحدة.
ولا نقول إن اللغة العربية تحتاج إلى اهتمام إضافي بمجرد كثرة الناطقين بها، بل قد تعاظمت أهميتها في السنوات الأخيرة، نظرا إلى التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية الجارية في البلدان العربية، وقضايا كثيرة فيها تتصدر أولويات الأمم المتحدة، بسبب انعكاساتها العميقة.
وبمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، على الأمم المتحدة التأمل والنظر الانتقادي إلى آلياتها ومنصاتها الإعلامية المتجهة نحو البلدان العربية بشكل خاص، وتعزيز فكرة اليوم العالمي للغة العربية، عبر مشاركة الحكومات والهيئات المعنية بهذه اللغة، لترويج رسالتها خارج الحدود الإقليمية والثقافية.
دلالات