وتُعد بلدة أبي صيدا من أكثر البلدات توترا في محافظة ديالى، إذ إنّها تشهد اشتباكات مستمرة بين فصائل المليشيات التي تختلف على منصب إدارة البلدة، والذي انتزعته مليشيا "بدر" بقوة السلاح.
وقال مصدر محلّي في البلدة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "اشتباكات مسلّحة لم تُعرف طبيعتها اندلعت، ظهر اليوم، داخل البلدة، واستُخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة"، مبينا أنّ "مسلّحين ملثّمين هاجموا القوات الأمنية القريبة من مبنى إدارة البلدة، الذين اشتبكوا بدورهم مع المسلحين".
وأضاف أنّ "الاشتباكات أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى، واستمرت لأكثر من ساعة، ما دفع إدارة المحافظة إلى إرسال تعزيزات عسكرية من أفواج الطوارئ وقوات من مليشيا بدر للسيطرة على الموقف"، مبينا أنّ "المسلحين انسحبوا عند وصول التعزيزات".
وأشار إلى أنّ أعمدة الدخان شوهدت تتصاعد قرب مبنى إدارة البلدة، بينما لم يُعرف حجم الخسائر والأضرار فيها، مؤكدا أنّ "القوات الأمنية فرضت حالة الإنذار القصوى في عموم البلدة، وأغلقت مداخلها ومخارجها، وبدأت بحملة تفتيش بحثا عن المنفذين".
وأكد أنّ "هذه الحالة تسببت في استياء لدى الأهالي، الذين يخشون أن يتم اعتقالهم خلال عمليات التفتيش العشوائية".
من جهته، أكد عضو في مجلس محافظة ديالى، أنّ "المسلّحين يشتبه بأنّهم من المليشيات التابعة لمدير البلدة السابق حارث الربيعي، والذي تصادم عدّة مرات مع مليشيا بدر التي انتزعت المنصب منه".
وقال المسؤول، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "الخلاف على إدارة بلدة أبي صيدا لم ينته بعد، وأنّ مديرها السابق يحاول الثأر لنفسه مستغلّا أي فرصة سانحة"، مبينا أنّ "الهجوم اليوم يحمل دلالات ثأرية، خصوصا أنّ مليشيا بدر دفعت بأعداد كبيرة من عناصرها للسيطرة على الموقف، وأنّها ستُبقي على تلك الأعداد في المنطقة حتى انتهاء الخطر وتأمينها بشكل كامل".
وأكد أنّ "هذه الخلافات تسببت في ارتباك أمني وحالة فوضى داخل البلدة، وأنّ الأهالي يعيشون حالة رعب، خصوصا أنّهم قريبون على خط المواجهة بين الجانبين، الأمر الذي يستدعي فرض السيطرة الحكومية على البلدة".