وهناك قصة لا يعرفها إلا قليل عن هذا الحارس الإيراني علي رضا بيرانفاند الذي يتألق حالياً مع منتخب بلاده، ويعتبر أحد الحراس المميزين في مونديال روسيا الحالي، إذ لم تهتز شباكه سوى بهدف وحيد، جاء عن طريق المهاجم الإسباني دييغو كوستا، وأحرزه بصعوبة بالغة.
بدأت قصة الحارس الشاب صاحب الـ26 عاماً، باعتباره لاجئاً لعائلة كردية من مقاطعة لوريستان الإيرانية التي كانت تعاني من مشاكل جمة، ما دفع والده إلى النزوح بعيداً من قريته نحو المدن الآمنة في إيران، حتى وفر ملاذاً آمناً للعائلة التي تعمل برعاية "الماشية".
واستهوت لعبة كرة القدم الطفل الكردي علي رضا بيرانفاند، وأخذ يمارسها ولكن بطريقة أخرى تدعى "دال باران" وهي لعبة تقذف بها الحجارة إلى مسافات طويلة، ولكن حاجة الأسرة إليه دفعته إلى البحث عن العمل، نظراً لشح ما تقدمه المواشي التي يمتلكها والده.
ووجد علي رضا بيرانفاند عملاً في مصنع للملابس، ولكن قلة الأجر الذي كان يأخذه من المعمل، جعلته يبحث عن عمل إضافي آخر حتى يتمكن من الوقوف إلى جانب عائلته الفقيرة، وفعلاً تمكن علي من الحصول على عمل في غسيل السيارات، وتنظيف الشوارع كعامل نظافة.
ولم ينس علي رضا بيرانفاند حبه وولعه في كرة القدم، فأكمل ممارستها ولكن سراً بعيداً من أعين والديه اللذين كانا يمنعانه دائماً، بحجة أن الكرة ليست عملاً حقيقياً، وقام والده بحرق ملابسه الرياضية وقفازيه أكثر من مرة، ما دفعه للعب بيديه العاريتين، بحسب ما ذكره علي لصحيفة "الغارديان" البريطانية.
ولفت علي رضا بيرانفاند أنظار كشافة نادي نفط طهران، أثناء لعبه باللعبة التقليدية "دال باران"، نظراً إلى قدرته الهائلة في رمي الأحجار من مسافات بعيدة، ما دفعهم إلى تقديمهم عرضا لعلي، يقضي بالانضمام إلى ناديهم.
وبدأ علي رضا بيرانفاند مسيرته الاحترافية عام 2011، عندما كان في الـ19 من عمره، وأثبت نفسه في النادي، ولعل أبرز ما فعله مع ناديه هو رميه الكرة لمسافة 70 ياردة، ما مكن مهاجمي النادي من تسجيل هدف الفوز لفريقهم.
ونظراً لتألقه الملفت مع نادي نفط طهران في الدوري الإيراني لكرة القدم، قامت إدارة نادي بیرسبولیس الإيراني والذي يعرف بـ"الجيش الأحمر"، ويعد أحد أشهر الأندية الإيرانية في البلاد بضم علي رضا بيرانفاند في عام 2016.
وتعتمد الجماهير الإيرانية على لاعبي بلادها بشكل عام وعلى حارسها علي رضا بيرانفاند بشكل خاص، في تقديم مباراة قوية ضد المنتخب البرتغالي في الـ25 يونيو/حزيران الحالي على ملعب "موردافيا أرينا" في مدينة سارانسك الروسية ضمن منافسات الجولة الأخيرة في المجموعة الثانية في مونديال روسيا الحالي.