جيوش فاشلة ومعركة خاسرة

10 يوليو 2017
من الاحتفالات بعد الإعلان عن تحرير الموصل(أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -
لا يختلف باحثان عربيان على أن الجيوش العربية في تاريخها المعاصر لم تكن سوى جيوش فاشلة، وأنه على الرغم من التسليح المتطور لبعضها لم تفلح سوى في قمع شعوبها، فلم تتمكن هذه الجيوش بتاريخ المعارك التي خاضتها من تحقيق أي من أهدافها العسكرية والحفاظ عليها ولا حتى من الدفاع عن البلاد، بدءاً من الجيش المصري الذي هُزم في حربين وفشل عملياً حتى من الحفاظ على الأهداف العسكرية التي حققها في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 في أيامها الأولى، مروراً بالجيش العراقي الذي خاض حرباً لثماني سنوات مع إيران، وافق في نهايتها للعودة إلى حدود ما قبل الحرب، وانتهاءً بالجيش السوري الذي تراجع بعد أيام فقط من بدء حرب تشرين حتى بات الجيش الإسرائيلي على بعد كيلومترات من العاصمة السورية دمشق، فلم يفلح في تاريخه إلا بتدمير المدن السورية.

لا يختلف الأمر في جيوش الخليج، التي لم تتمكن من خوض معركة وحيدة لوحدها والانتصار فيها، رغم ذلك يبدو الجيش العراقي ما بعد صدام مثالاً صارخاً للخيبة العسكرية للجيوش العربية رغم الجهود التي بُذلت في بنائه وتسليحه. انهار بشكل مفاجئ أمام عصابة تنظيم "داعش" خلال ساعات حتى كادت أن تسقط بغداد، لتبدو معركة الموصل الأخيرة ضد التنظيم، والتي على الرغم من تلقي داعش ضربة قوية فيها، فاشلة بكل المعايير من النواحي العسكرية.

استمرت معركة الموصل حوالى 265 يوماً. وبحسب التقارير فقد خسرت القوات الخاصة العراقية التي هاجمت الدواعش في المدينة ما يقارب الأربعين في المائة من عناصرها المدعمة بأحدث الأسلحة، إضافة لتدمير شبه كامل لثمانين في المائة من الساحل الغربي من المدينة، بما في ذلك المدينة الأثرية التي تعتبر واحدة من أقدم مدن الشرق الأوسط والعالم وحتى معالمها التاريخية كالمئذنة الحدباء. كما قُتل الآلاف من المدنيين، وتشرد مئات الآلاف في العراء بعد أن تدمرت منازلهم. وفوق كل ذلك، يخرج رئيس الوزراء والمسؤولون العراقيون للاحتفال بالنصر.

المساهمون