لا يختلف الأمر في جيوش الخليج، التي لم تتمكن من خوض معركة وحيدة لوحدها والانتصار فيها، رغم ذلك يبدو الجيش العراقي ما بعد صدام مثالاً صارخاً للخيبة العسكرية للجيوش العربية رغم الجهود التي بُذلت في بنائه وتسليحه. انهار بشكل مفاجئ أمام عصابة تنظيم "داعش" خلال ساعات حتى كادت أن تسقط بغداد، لتبدو معركة الموصل الأخيرة ضد التنظيم، والتي على الرغم من تلقي داعش ضربة قوية فيها، فاشلة بكل المعايير من النواحي العسكرية.
استمرت معركة الموصل حوالى 265 يوماً. وبحسب التقارير فقد خسرت القوات الخاصة العراقية التي هاجمت الدواعش في المدينة ما يقارب الأربعين في المائة من عناصرها المدعمة بأحدث الأسلحة، إضافة لتدمير شبه كامل لثمانين في المائة من الساحل الغربي من المدينة، بما في ذلك المدينة الأثرية التي تعتبر واحدة من أقدم مدن الشرق الأوسط والعالم وحتى معالمها التاريخية كالمئذنة الحدباء. كما قُتل الآلاف من المدنيين، وتشرد مئات الآلاف في العراء بعد أن تدمرت منازلهم. وفوق كل ذلك، يخرج رئيس الوزراء والمسؤولون العراقيون للاحتفال بالنصر.