تدور أحداث الرواية في مكان ناء بكثافة سكانية قليلة، في مقاطعة ليتريم، وبالقرب من الحدود في مقاطعة إنيسكيلن شمال أيرلندا، حيث تتوزع بيوت قليلة بجانب بحيرة في بلدة صغيرة فيها حانتان ودير ومقبرة للراهبات.
كثير من المراجعات النقدية ترى أن الرواية تصوّر عودة الكاتب نفسه إلى الريف الذي نشأ فيه ثم خرج منه، حيث إن قوام القصة حول عودة الزوجين (يهدي الكاتب روايته إلى زوجته) كيت وروتلج، من صخب لندن، تاركين حياتهما العملية، إلى الاستقرار في مزرعة في هذه البلدة، "جو" حياتهما تمشي ببطء وبإيقاع هادئ، تملأ حياتهما اليومية تفاصيل صغيرة سرعان ما يجعلان منها حكاية مثل زيارة جارهما أو صديقهما الفضولي جامسي، أو زيارة يقومان بها خارج البلدة لشراء الحاجيات.
يتدفق السرد من دون أي فصول أو نهايات صغيرة داخل العمل، الحكاية تظل مستمرة وتتطور ببطء شديد وتبدو أحياناً كما لو كانت تدور في دائرة مكررة، وهذا ليس غريباً على ابن تيار الوعي، صاحب "بين النساء" الذي يقول: "إنني أرى أن كل وظيفة الكتابة التي تقوم على دوران الصور أنها تحاول التقاط تلك الصورة التي تبرق وتترك علامة، التي يمكن أن تتحول إلى دراما، أو تجلب إلى الضوء حقيقة الحدث".
من الصعب وضع الرواية ضمن إطار زمني معين، لا يحدد الكاتب السنوات التي تقع فيها الأحداث، ولولا بضعة وقائع تاريخية معروفة لظل القارئ يتخبط في الفترة التي يكتب حولها صاحب "الظلام"، من ذلك رحيل السياسي الأيرلندي إيمون دو فاليرا عام 1975، أو التفجير الذي وقع في إنيسكيلن عام 1987، إذن يمكن حصر زمن الرواية بين منتصف السبعينيات ونهاية الثمانينيات، رغم حركة الكاتب المستمرة في الزمن حيث يكون في الحاضر وينتقل فجأة إلى الماضي وبالعكس.
لا يحضر العالم خارج هذه البلدة إلا في ما ندر، فكرة الرواية تقوم على أن المجتمع الصغير هذا هو كل شيء، وكأن العالم يختفي، أو أن هذه القرية تختفي من بال العالم، حيث قامت التغيرات والهجرة منها بتنحيتها عن خريطة الأحداث والحضور، فازداد نأيها الجغرافي من خلال بعدها عن الراهن السياسي والتغيرات الجذرية في أيرلندا.