جونسون يعارض الرفع المبكر لإجراءات الإغلاق في بريطانيا

20 ابريل 2020
يتخوّف جونسون من ذروة ثانية للفيروس (Getty)
+ الخط -
استبعد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون تخفيف إجراءات الإغلاق القائمة خوفاً من احتمال عودة جائحة "كوفيد 19" إلى الذروة مرة أخرى.

وقال جونسون لعدد من وزرائه ومستشاريه، في مقر نقاهته في قصر تشيكرز، إن أولويته تكمن في مساعدة بريطانيا على التعافي والعودة إلى "حياة طبيعية جديدة" بعد تجاوز ذروة الجائحة. وأشار إلى أن رفع القيود الحالية على عجل قد يؤدي إلى "ذروة ثانية"، وبالتالي إلى إغلاق آخر يُضرّ بالخدمات الصحية وبالاقتصاد.

ونقلت صحيفة "ذا تايمز"، اليوم الإثنين، عن مصدر حكومي قوله: "لا تُعد فكرة الإسراع في رفع المعايير الحالية نقطة يمكننا الانطلاق منها. إذا ارتفع معدل العدوى جداً، فسيكون علينا فرض إغلاق تام أشدّ مرة أخرى". وأضاف "الأمر يتعلق بمدى قدرتنا على تحمل انتشار الفيروس في البلاد. الجميع متفقون على ضرورة أن يكون معدل العدوى دون 1 (أي أن ينقل الشخص الواحد العدوى لشخص آخر فقط)، ولكن الخلاف يدور حول مدى الحد الأدنى المطلوب".


أما صحيفة "ذا ديلي تلغراف"، فنقلت عن وزير في حكومة جونسون قوله إنه "لا توجد خطة حالية للخروج من الإغلاق، لأننا لن نقوم بأي شيء قبل أن يوافق عليه رئيس الوزراء". وأضاف المصدر أن الحكومة "تنتظر أن يعدل الجمهور عن رأيه. لم نرغب بسلوك هذا الطريق في المقام الأول. لقد دفعنا ضغط الشارع والإعلام لتطبيق الإغلاق التام، بينما رغبنا في اتباع طريق العلم". وتابع قائلاً إنه "سيتم التخفيف من إجراءات الإغلاق الحالية عندما يرغب الشارع بذلك، وليس الوزراء".

ويختلف رأي جونسون عن رأي وزير مكتب الحكومة مايكل غوف، ووزير المالية ريشي سوناك، اللذين يطالبان برفع إجراءات الإغلاق تدريجياً، فور تجاوز ذروة الجائحة، وتراجع مستويات العدوى. أما وزير الصحة مات هانكوك، فيرى أنه على الحكومة تمديد إجراءات العزل حتى تنخفض مستويات العدوى بشكل كبير.

ويُنتظر من بوريس جونسون أن يعود تدريجياً لتولي مهامه بعد إصابته بكوفيد 19 ودخوله العناية المشددة لبضعة ليالٍ، بينما كان نائبه ووزير الخارجية دومينيك راب يطلعانه باستمرار على تطورات الأزمة؛ إلا أنه من المستبعد أن يعود جونسون إلى "داوننغ ستريت" في الوقت الحالي، بانتظار توصية أطبائه.

ويقوم راب بمهام إدارة الاجتماعات التي يرأسها رئيس الوزراء، ويلتزم حالياً بتوصيات جونسون، إلا أنه من المتوقع أن ينضم راب إلى المطالبين بتخفيف قيود الإغلاق فور عودة جونسون إلى داوننغ ستريت.

وكانت الحكومة البريطانية قد مددت الإغلاق التام لثلاثة أسابيع حتى 7 مايو/ أيار المقبل، حيث إنها ملزمة قانوناً بإعادة النظر في جدوى إجراءاتها كل 3 أسابيع، وتقييم تمديد الإغلاق بناء على نتائجها. وعلى الرغم من ذلك، لا يُتوقع أن تعود المدارس لفتح أبوابها أمام الطلاب حتى نهاية مايو/ أيار، بينما تدور نقاشات حول فتح الحدائق العامة المغلقة أمام المواطنين مع نهاية فترة الاغلاق الحالية.

وحذر كبير مستشاري الحكومة البريطانية في المجال العلمي، باتريك فالانس، من التفاؤل بالوصول إلى لقاح ضد كوفيد 19 في القريب العاجل.
وكان الباحثون في جامعة أكسفورد قد أعلنوا بدء التجارب السريرية على عدد من المرضى الأسبوع الجاري، في مسعى لاختبار مدى فاعلية اللقاح الذي تم تطويره في مختبراتها. إلا أن فالانس حذر من عدم معرفة التبعات طويلة الأمد للقاح، حتى وإن أبدى نجاعة في مقاومة الإصابة بالفيروس.

وقال فالانس، في مؤتمر صحافي يوم أمس الأحد: "إن جميع اللقاحات التي يتم تطويرها حالياً هي محاولات بعيدة الأمد. وبعضها فقط سينتهي به الأمر بالنجاح". وأضاف "لن يكون حال فيروس كورونا مختلفاً، ونواجه تحديات جديدة في تطوير لقاح خاص به. وذلك سيستغرق وقتاً".

ويتطلع الباحثون في جامعة أكسفورد لأن تسمح لهم الحكومة، التي تمتلك سلطات طوارئ للتعامل مع أزمة الفيروس، بتقديم اللقاح للفئات ذات الخطورة المرتفعة لالتقاط العدوى، مثل العاملين في الخدمات الصحية، وذلك قبل حصوله على الترخيص التام.

وكانت بريطانيا قد سجلت، يوم أمس الأحد، أدنى معدل وفيات منذ أسبوعين، حيث تم تسجيل وفاة 596 شخصاً بسبب فيروس كورونا، ليرتفع الإجمالي إلى 16060.
المساهمون