وانطلقت الجولة من يافا القديمة، بإرشاد سامي أبو شحادة المختص بتاريخ يافا، ومشاركة العشرات من المهتمين، وركّزت على التعريف بيافا كمدينة متطوّرة حديثة عصرية تجارية، اشتهرت ببرتقالها وتصديرها له إلى الأسواق العالمية.
عاش في يافا 120 ألف فلسطيني، وبعد النكبة والتهجير والتطهير العرقي بقي فيها قرابة 3900 نسمة، جرى تجميعهم في حي العجمي وبناء جدار شائك حديدي، ومكثوا هناك تحت الحكم العسكري الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي.
وقال المرشد والمختص بتاريخ يافا سامي أبو شحادة: "كان هناك 40 مسجداً في يافا والقرى المحيطة بها، وتوجد ستة مساجد تم فتحها بعد النكبة، منها مسجد البحر الذي سمي بذلك بسبب قربه من البحر عام 1730، وهو مسجد عثماني تم استعماله بعد النكبة متحفاً للفنانين".
وأضاف أبو شحادة لـ"العربي الجديد": "طالبنا بإرجاعه جامعاً وتوجهنا إلى المحكمة، فقال لنا الحاكم آنذاك إنها دولة يهودية وديمقراطية، ولا يوجد مسلمون في المنطقة، وعندكم المسجد الكبير بجانب دوار الساعة، فماذا تريدون بهذا المسجد".
أما البلدة القديمة بيافا، فقد حوّلها الاحتلال إلى قرية فنانين في سنوات الستينيات، وفي عام الثورة 1936 حتى 1939 كان هناك خمسة آلاف شهيد بفلسطين وعشرات آلاف الجرحى، وفي سنوات الثلاثينيات كانت هجرة اليهود إلى فلسطين كبيرة، بحسب أبو شحادة.
وأكد المتحدث أن شرطة الإنكليز لم تستطع سنة 1937 إدخال قواتها إلى البلدة القديمة بيافا، لأن الثوار كانوا يدخلون إلى البلدة ويقفزون من سقف إلى آخر ثم يختفون. أرادوا أن يحلوا المشكلة ويضعوا خطة تطوير، فوزعوا مناشير للناس بيافا تدعي أن الوضع غير صحي لأن البيوت لا يدخلها هواء ولا شمس، "الخطة العسكرية كان اسمها خطة المرسى وتم تهديم البيوت القديمة".
أما حي المنشية، فقد سكنه عشرة آلاف نسمة، لكنه دمّر جزئياً عام النكبة خلال المعارك، وتم هدم الحي بالكامل في الستينيات.
وقال محمد كيال، من المنظمين في جمعية المهجرين: "نحن عادة ننظم زيارات إلى القرى المهجّرة، واليوم في يافا العاصمة الثقافية لفلسطين، لنظهر لأبناء شعبنا ونطلعهم أنه كانت في فلسطين مدن متطورة، فيها حياة ثقافية سياسية اجتماعية وفيها رياضة وصناعة وتجارة".
وأضاف: "سمعنا اليوم أن يافا من أكبر المدن التجارية في فلسطين، كانت تصدر منتوجاتها إلى فلسطين والعالم العربي وأوروبا وحتى لأميركا. ونؤكد مرة أخرى بطلان الرواية الصهيونية، بكون المجتمع الفلسطيني كان مجتمع فلاحين أو بدو بدون حضارة ولا ثقافة".
حيدر من رام الله، قال لـ"العربي الجديد": "أنا أدّعي أنني أعرف يافا القديمة، لكن هذه أول مرة أسمع فيها التفاصيل عن تاريخها واقتصادها وثقافتها، وعن جريمة التطهير العرقي وإفراغها من سكانها الفلسطينيين، والقتل الجماعي من طرف العصابات الصهيونية لتسريع عملية النزوح، على الرغم من كل ذلك بقي في المدينة 3900 شخص من العرب حافظوا على وجودهم".
أما همسة طه من كفر قاسم فقد قالت: "لقد جئنا، سبع نساء، من البلدة لنشارك في الجولة المفيدة، جميع المعلومات جديدة تماماً، أكثر شيء أثر فينا هو قصص التطهير العرقي والنكبة وتشريد العائلات".