بعد أكثر من عام على وصول إدارة دونالد ترامب إلى الحكم في الولايات المتحدة، توجّهت أنظارها إلى القارة الأفريقية، التي وصلها وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أمس الأربعاء، في زيارة تستمر أسبوعاً بدأها من إثيوبيا، لشرح سياسة بلاده تجاه المنطقة ومحاولة تعزيز التحالفات الأمنية في قارة يزداد تقاربها التجاري مع الصين بشكل كبير.
تيلرسون، وهو أرفع مسؤول أميركي يزور أفريقيا منذ تولي ترامب الرئاسة، يقوم بجولته هذه فيما لم ينسَ الكثير من المسؤولين الأفارقة ما تردد عن وصف ترامب لدولها بأنها "حثالة" في يناير/كانون الثاني الماضي، الأمر الذي أثار ردوداً أفريقية قاسية، قبل أن ينفي ترامب لاحقاً أنه أطلق هذا الوصف. ولم تُبدِ إدارة ترامب منذ توليها مهامها، اهتماماً كبيراً بأفريقيا، بعكس الرئيس السابق باراك أوباما، الذي قام بعد أقل من ستة أشهر على توليه مهامه، بزيارة إلى غانا حاملاً رسالة قوية إلى الأفارقة تدعوهم إلى تولي أمر مصيرهم بأنفسهم.
وبدأ تيلرسون جولته أمس من إثيوبيا التي تمر بظروف غير مستقرة بعد استقالة رئيس وزرائها هايله ميريام ديسالين وإعلان حالة طوارئ وسط احتجاجات مناهضة للسلطات، وسيلتقي في عاصمتها أديس أبابا قادة مفوضية الاتحاد الأفريقي. ثم يزور جيبوتي مقر القاعدة العسكرية الأميركية الوحيدة في القرن الأفريقي. كما تشمل جولته بعد ذلك كينيا التي خرجت للتو من محطة انتخابية مضطربة، وتشاد حيث سيقوم بأول زيارة لوزير خارجية أميركي في هذه المستعمرة الفرنسية السابقة. وسيختتم جولته الأفريقية في نيجيريا.
وقال مسؤولون أميركيون إن تيلرسون سيركز على سبل مكافحة الإرهاب، في ظل استمرار تحدي مواجهة جماعة "بوكو حرام" وحركة "الشباب"، إضافة إلى تعزيز الاستقرار والتجارة والاستثمار خلال جولته. وأفاد مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، كما نقلت عنه وكالة "فرانس برس"، بأن الرحلة "ستشكل بداية وحواراً وعلينا العمل مع شركائنا الأفارقة لتؤتي ثمارها".
اقــرأ أيضاً
واستبق الوزير الأميركي وصوله إلى إثيوبيا، بالتحذير في كلمة له أمام جامعة جورج ميسون في فرجينيا الثلاثاء، من أن "تفشي الإرهاب يهدد بسرقة مستقبل عدد لا حصر له من الناس". وأضاف أن هجمات المتشددين في أفريقيا ارتفعت إلى أكثر من 1500 هجوم سنوياً من حوالي 300 هجوم عام 2009. وقال "إذا تركنا هذا العدد المتزايد من الشبان دون عمل ولا أمل في المستقبل فسنفتح سبلاً جديدة أمام الإرهابيين لاستغلال الجيل الجديد وتبديد الاستقرار وتحويل الحكومات الديمقراطية عن مسارها". وأعلن تيلرسون عن مساعدة إنسانية أميركية تزيد على 530 مليون دولار لمكافحة الجوع وغياب الأمن الغذائي في القرن الأفريقي وكل حوض بحيرة تشاد.
وسيكون ملف منافسة بكين لواشنطن في الساحة الأفريقية حاضراً في هذه الزيارة، خصوصاً بعدما تقدّمت الصين على الولايات المتحدة لتصبح أكبر شريك تجاري لأفريقيا. هذا الملف أشار إليه تيلرسون قبيل زيارته، قائلاً في كلمته الثلاثاء إن "الولايات المتحدة تريد تشجيع نمو دائم يعزز المؤسسات ودولة القانون ويسمح للدول الأفريقية بالاكتفاء الذاتي"، مضيفاً أن "هذا يأتي بعكس المقاربة الصينية التي تشجع التبعية عبر عقود غامضة وقروض توقع الدول في المديونية".
وفي السياق نفسه، قال مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية، دون ياماموتو، للصحافيين يوم الإثنين الماضي، إن الدبلوماسيين الأميركيين قلقون من حجم الديون التي تراكمت على بعض الدول للصين. وأشار إلى أن "الولايات المتحدة قلقة من بعض القروض الصينية التي تعيد الديون الثقيلة إلى الدول بعد فترة ليست بالطويلة من تلقيها إعفاءات من المؤسسات المالية الدولية"، مضيفاً: "نرى دولاً لديها ديون بنسبة 50 في المائة و100 في المائة وفي إحدى الحالات 200 في المائة من إجمالي الناتج المحلي بسبب قروض ميسرة من الصين".
(فرانس برس، رويترز)
تيلرسون، وهو أرفع مسؤول أميركي يزور أفريقيا منذ تولي ترامب الرئاسة، يقوم بجولته هذه فيما لم ينسَ الكثير من المسؤولين الأفارقة ما تردد عن وصف ترامب لدولها بأنها "حثالة" في يناير/كانون الثاني الماضي، الأمر الذي أثار ردوداً أفريقية قاسية، قبل أن ينفي ترامب لاحقاً أنه أطلق هذا الوصف. ولم تُبدِ إدارة ترامب منذ توليها مهامها، اهتماماً كبيراً بأفريقيا، بعكس الرئيس السابق باراك أوباما، الذي قام بعد أقل من ستة أشهر على توليه مهامه، بزيارة إلى غانا حاملاً رسالة قوية إلى الأفارقة تدعوهم إلى تولي أمر مصيرهم بأنفسهم.
وقال مسؤولون أميركيون إن تيلرسون سيركز على سبل مكافحة الإرهاب، في ظل استمرار تحدي مواجهة جماعة "بوكو حرام" وحركة "الشباب"، إضافة إلى تعزيز الاستقرار والتجارة والاستثمار خلال جولته. وأفاد مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، كما نقلت عنه وكالة "فرانس برس"، بأن الرحلة "ستشكل بداية وحواراً وعلينا العمل مع شركائنا الأفارقة لتؤتي ثمارها".
واستبق الوزير الأميركي وصوله إلى إثيوبيا، بالتحذير في كلمة له أمام جامعة جورج ميسون في فرجينيا الثلاثاء، من أن "تفشي الإرهاب يهدد بسرقة مستقبل عدد لا حصر له من الناس". وأضاف أن هجمات المتشددين في أفريقيا ارتفعت إلى أكثر من 1500 هجوم سنوياً من حوالي 300 هجوم عام 2009. وقال "إذا تركنا هذا العدد المتزايد من الشبان دون عمل ولا أمل في المستقبل فسنفتح سبلاً جديدة أمام الإرهابيين لاستغلال الجيل الجديد وتبديد الاستقرار وتحويل الحكومات الديمقراطية عن مسارها". وأعلن تيلرسون عن مساعدة إنسانية أميركية تزيد على 530 مليون دولار لمكافحة الجوع وغياب الأمن الغذائي في القرن الأفريقي وكل حوض بحيرة تشاد.
وفي السياق نفسه، قال مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية، دون ياماموتو، للصحافيين يوم الإثنين الماضي، إن الدبلوماسيين الأميركيين قلقون من حجم الديون التي تراكمت على بعض الدول للصين. وأشار إلى أن "الولايات المتحدة قلقة من بعض القروض الصينية التي تعيد الديون الثقيلة إلى الدول بعد فترة ليست بالطويلة من تلقيها إعفاءات من المؤسسات المالية الدولية"، مضيفاً: "نرى دولاً لديها ديون بنسبة 50 في المائة و100 في المائة وفي إحدى الحالات 200 في المائة من إجمالي الناتج المحلي بسبب قروض ميسرة من الصين".
(فرانس برس، رويترز)