جولة تمهيدية لمفاوضات نيويورك النووية بلا نتائج

12 سبتمبر 2014
عراقجي يصف المحادثات بأنها بنّاءة (عطا كيناري/فرانس برس/Getty)
+ الخط -
انتهى الاجتماع الذي عقد في فيينا بين الوفد الإيراني ووفود كل من بريطانيا، ألمانيا وفرنسا، حول برنامج إيران النووي، الخميس، دون نتائج حاسمة ومعلنة.

وناقش الاجتماع، الذي عقد على مستوى نواب وزراء الخارجية، التحضيرات لجولة المفاوضات النووية المقبلة بين إيران والدول الست الكبرى التي ستعقد في نيويورك في 18 من شهر سبتمبر/ أيلول الحالي.

وحاول المجتمعون تقريب المسافات وتسليط الضوء على الملفات الخلافية والتي لا زالت عالقة بين إيران والدول الغربية خلال الاجتماع الذي استمر لخمس ساعات، ولكن صعوبة الاتفاق لا تزال تلوح في الأفق، وفق ما نقلت وكالات الأنباء الإيرانية.

وقال نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الذي ترأس الوفد الإيراني في حوار فيينا، إن المحادثات كانت بنّاءة ومفيدة، مع تأكيده على أن الخلاف على بعض النقاط لا يزال قائماً.

ونقلت وكالة أنباء "مهر" الإيرانية عن عراقجي قوله إن "هذه المفاوضات تستطيع التوصل لتوافق نهائي بوقت أقل، ولكن هذا الأمر يبقى مشروطاً بأن تطرح الدول الغربية حلولاً منطقية تتقبّلها طهران".

وكانت إيران قد بدأت بالتحضير لجولة الحوار منذ أسابيع مضت، فقد قام وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، بجولة أوروبية بدأها بزيارة بروكسل والتقى فيها منسّقة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون.

كما اجتمع مساعدا ظريف، عباس عراقجي ومجيد تخت روانجي، في جنيف قبل أيام مع الوفد الأميركي برئاسة مساعد وزير الخارجية، وليام بيرنز، ومنسقة الشؤون السياسية للخارجية الأميركية، ويندي شيرمان.

ولم تختلف التصريحات الإيرانية، خلال هذه التحضيرات، كثيراً عمّا نقله عراقجي، فرغم التصريحات التي نقلت التفاؤل الإيراني بالتوصل لاتفاق بحلول نوفمبر/ تشرين الثاني، إلا أن الجميع يؤكدون صعوبة هذه المحادثات.

وكانت الملفات العالقة قد أخّرت التوصل لاتفاق بين إيران والسداسية الدولية في جولة فيينا في شهر يوليو/ تموز الماضي، والتي كان من المفترض أن تكون الأخيرة، إلا أن الخلافات أدت حينها إلى التمديد لأربعة أشهر أخرى لاتفاق جنيف الموقع بين هذه الأطراف في نوفمبر من العام الماضي.

ونقلت التصريحات الرسمية أن الخلاف يدور حول عدد أجهزة الطرد المركزي التي تمتلكها إيران والبالغ عددها عشرين ألف جهاز، فالغرب يريد من إيران أن تخفض هذا العدد تخوّفاً من تخصيب اليورانيوم بكميات كبيرة وهو ما سيساعدها على إنتاج سلاح نووي، فيما ترفض طهران الأمر بالمطلق، مبررة بأن نشاطها النووي سلمي ويجري تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

فضلاً عن خلاف آخر يتعلق بالإصرار الإيراني على إلغاء العقوبات بالكامل ودفعة واحدة، بينما يصرّ الغرب، ولا سيما الولايات المتحدة، على الإبقاء على بعض العقوبات للضغط على طهران، بالإضافة إلى القلق المتعلق بمفاعل آراك الذي يعمل بالماء الثقيل، وهو المفاعل الذي ينتج البلوتونيوم، ما يعني أن كميات قليلة منه تساعد إيران على امتلاك أسلحة نووية.

ولكن إيران أعلنت أخيراً، على لسان رئيس مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، أنها بدأت بالفعل بإعادة تصميم قلب مفاعل آراك، ما قد يعني أنها ستطرح على طاولة الحوار المقبلة مقترحاً يقضي بأن يعمل المفاعل بالماء الخفيف، وهو ما سيمنح إيران بموجب هذا الأمر تعهدات معينة، وربما يسمح بالتوصل لاتفاق حول النقاط الأخرى.

من جهته، حمّل عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، حسين نقوي حسيني، المسؤولية لواشنطن عن عدم التوصل لاتفاق نهائي بين إيران والغرب، واعتبر أن "واشنطن تضع العراقيل أمام إيران وتطالب بالمقابل بتعهدات من العيار الثقيل في الوقت الذي لا تلتزم فيه بتعهداتها إزاء طهران".

وأوضح حسيني أنه على السداسية الدولية أن تكون واضحة في جلسة المفاوضات المقبلة، وتبدأ بإثبات حسن نواياها إزاء إيران في الوقت الذي جلست فيه بلاده إلى طاولة الحوار وقدمت كل الملفات المطلوبة بوضوح للغرب.

من جهة أخرى، قالت المتحدثة باسم الخارجية الباكستانية، تسنيم أسلم، إن سفارة بلادها في طهران تتواصل مع الخارجية الإيرانية لمعرفة مصير المعتقلين الباكستانيين الذين ألقت قوات الأمن الإيرانية القبض عليهم وهم يحاولون التسلّل إلى العراق للانضمام لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، "إرنا"، عن أسلم قولها إن الخارجية الباكستانية اطلعت على الملفات المتعلقة بهذا الموضوع، وإن إسلام آباد ما زالت تنتظر المزيد من المعلومات والتفاصيل بعد تواصلها مع الخارجية في إيران.

وكان وزير الداخلية الإيراني، عبد الرضا رحماني فضلي، قد أكد، الاثنين الماضي، إلقاء القبض على أفراد من حاملي الجنسيتين الأفغانية والباكستانية، كانوا يحاولون عبور إيران للوصول إلى العراق والانضمام لتنظيم (داعش)، مشيراً إلى أن تنظيم "داعش" يحاول جذب بعض الإيرانيين للانضمام إليه.

المساهمون