نادراً ما ارتبط إقليم هونغ كونغ بشخصية محددة، لأكثر من سبب تحديداً لطبيعته كمركز للحراك المالي في بحر الصين الجنوبي. وحتى وقت قريب كان بروس لي، الذي تحوّل إلى نموذج يُحتذى في الغرب، في الألعاب القتالية، هو الاسم الأكثر تجذراً وارتباطاً في وجدان منطقة الـ1104 كيلومترات مربّعة. لكن في السنوات الأخيرة، تحديداً بدءاً من ثورة المظلات عام 2014، بدأ يبرز اسم شاب محدد، جوشوا وونغ (22 عاماً)، الذي تحوّل إلى رمزٍ شبابي لمواطني هونغ كونغ التي انتقلت من السيادة البريطانية إلى الصينية في عام 1997، وتعيش أزمات سياسية متلاحقة لا يتوقع أن تتوقف حتى عام 2047، تاريخ انتهاء العمل بنظام "بلد واحد، نظامان مختلفان" الذي يضمن لهونغ كونغ حتى ذلك التاريخ شبه حكم ذاتي وحريات غير موجودة في الصين. ويرجح بعدها أن هونغ كونغ ستطالب بالاستقلال الناجز، خصوصاً بسبب التطورات التي تتراكم في السنوات الأخيرة بدءاً من ثورة المظلات عام 2014، ثم الانتخابات الرئاسية 2017، وصولاً إلى الجدل الدائر حول قانون تسليم مطلوبين من الإقليم إلى بكين.
في مراحل المراهقة، لم يكن وونغ (المولود في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 1996) يوحي بكونه سيصبح أحد أكثر المؤثرين في تاريخ هونغ كونغ، لمعاناته من "عسر القراءة"، غير أنه تخطى ذلك، عبر تأسيس حركة طلابية ناضلت ضد محاولة فرض منهج تعليمي في الإقليم، "يمجّد" الشيوعية الصينية والنظام الصيني، ويحارب الديمقراطية والمفاهيم الجمهورية، وذلك في عام 2012.
بعدها، اتخذت الأوضاع في هونغ كونغ مساراً أكثر حدة، مع محاولة الصين فرض رئيس للإقليم، من بين 3 مرشحين تختارهم هي حصراً. أدى ذلك إلى بروز "ثورة المظلات" عام 2014، التي كانت الأضخم في تاريخ هونغ كونغ ما بعد عام 1997. بات وونغ، بعمر الـ17، مشاركاً أساسياً في التجمّعات المرافقة لهذه الثورة، وتمّ توقيفه مراراً على خلفيها، بفعل دعواته لاحتلال الساحة العامة في الإقليم، حيث الثقل المالي، فضلاً عن إغلاق الطرق الرئيسية في هونغ كونغ لمدة 79 يوماً.
بقيت قضية وونغ، الذي عرف بـ"بطل ثورة المظلات"، تنتقل من محكمة إلى أخرى، قبل أن يتمّ توقيفه في شهر مايو/ أيار الماضي، بعد فشله في محاولة للطعن بحكم صادر بالسجن بحقه، مرتبطاً باحتلال الساحة العامة. وأمس، الاثنين، وفي صدفة جاءت في الوقت المناسب، أُطلق سراح وونغ، الذي تعهّد بالانضمام إلى حركة الاحتجاج الحاشدة المطالبة باستقالة الرئيسة التنفيذية لهونغ كونغ، كاري لام، المدعومة من بكين. وقال إثر خروجه: "سأنضم للمعركة ضد هذا القانون الشرير"، أي قانون تسليم المطلوبين للصين، والذي علّقته لام يوم السبت الماضي. وأضاف "أعتقد أن هذا هو الوقت كي تستقيل كاري لام الكاذبة". وفي سياق دعوته للتظاهرات الجديدة، أبدى وونغ، الذي اشتهر بقدرته على الحشد، اعتقاده بأن "ليس مليون شخص أو مليونان سيشاركون في الاحتجاج بل أكثر من ذلك سيشاركون في القتال". وأضاف "بعد مغادرتي السجن، أريد أيضاً أن أناضل مع كل سكان هونغ كونغ ضد مشروع القانون المتعلق بتسليم مطلوبين إلى الصين". وأكد في حديث لشبكة "سي أن أن" أن المواطنين في هونغ كونغ لن يستمروا صامتين. وأشار إلى أن الحشود المليونية التي خرجت في الفترة الأخيرة رد على الادعاءات التي كانت تقول إنه بعد "ثورة المظلات" لن تكون هناك عودة إلى الشوارع. ولفت إلى أن ما يجري هو إشارة إلى أن المواطنين يدركون أن المعركة طويلة في القتال من أجل الديمقراطية والحرية. وشدد على أن كل ما يجري يثبت أن نظام "بلد واحد، نظامان مختلفان" يمثل فشلاً تاماً.
ويأتي إطلاق سراح جوشوا وونغ في الوقت الذي دخلت فيه الأزمة السياسية في هونغ كونغ أسبوعها الثاني، وسط تزايد الغموض بشأن مستقبل لام ومشروع قانون تسليم المتهمين إلى الصين الذي علقته، بعدما أثار واحدة من أعنف الاحتجاجات منذ عقود.
بعدها، اتخذت الأوضاع في هونغ كونغ مساراً أكثر حدة، مع محاولة الصين فرض رئيس للإقليم، من بين 3 مرشحين تختارهم هي حصراً. أدى ذلك إلى بروز "ثورة المظلات" عام 2014، التي كانت الأضخم في تاريخ هونغ كونغ ما بعد عام 1997. بات وونغ، بعمر الـ17، مشاركاً أساسياً في التجمّعات المرافقة لهذه الثورة، وتمّ توقيفه مراراً على خلفيها، بفعل دعواته لاحتلال الساحة العامة في الإقليم، حيث الثقل المالي، فضلاً عن إغلاق الطرق الرئيسية في هونغ كونغ لمدة 79 يوماً.
ويأتي إطلاق سراح جوشوا وونغ في الوقت الذي دخلت فيه الأزمة السياسية في هونغ كونغ أسبوعها الثاني، وسط تزايد الغموض بشأن مستقبل لام ومشروع قانون تسليم المتهمين إلى الصين الذي علقته، بعدما أثار واحدة من أعنف الاحتجاجات منذ عقود.
وقال منظمو الاحتجاجات إن نحو مليوني شخص شاركوا في الاحتجاجات، يوم الأحد، للمطالبة باستقالة لام، في أكبر تحد لعلاقة الصين مع هونغ كونغ منذ 22 عاماً. وكان سكان هونغ كونغ ينددون منذ سنوات بتدخل متزايد للصين في شؤونهم الداخلية بما ينتهك مبدأ "بلد واحد، ونظامان" الذي يضمن لهونغ كونغ حتى 2047 شبه حكم ذاتي وحريات غير موجودة في الصين. من جهتها، أكدت الصين أنها "تدعم الرئيسة التنفيذية لهونغ كونغ كاري لام"، حسبما ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لو كانغ، في إفادة صحافية أخيراً.
وبالنسبة إلى لام، فقد كشف العضو في المجلس التنفيذي لهونغ كونغ، لام تشينغ تشوي، أمس، أن "الزعيمة تعتزم الاعتذار مرة أخرى بسبب تعاملها مع مشروع قانون تسليم المجرمين". وأضاف أن "لام تأسف بشدة على سوء إدارتها لهذه القضية، التي دفعت ما يقدر بمليوني شخص للنزول إلى الشوارع احتجاجاً على مشروع القانون". وذكر أن "الرقم يروي القصة. لا يعتقد الكثير من أهالي هونغ كونغ أن الحكومة تفكر بجدية في القضايا الحالية". ولفت إلى أن "قادة هونغ كونغ ارتكبوا خطأً كبيراً بعدم استشارة الجمهور قبل اقتراح مشروع القانون. أعتقد أن كاري ستنقل اعتذاراتها للجمهور في المستقبل القريب".
(رويترز، فرانس برس)