جوزيف عطية (العربي الجديد)
24 يوليو 2020
+ الخط -

على الرغم من حالة الركود العام التي تشهدها الساحة الفنية اللبنانية حالياً، بفعل الأزمة الاقتصادية والقيود الصارمة التي فرضها فيروس كورونا، مثل تعليق المهرجانات الكبرى، وتأجيل معظم الإصدارات الغنائية، إلا أن روزنامة الفنان اللبناني جوزيف عطية تزدحم بسلسلةٍ من الإصدارات الغنائية الجديدة التي سيصدرها تباعاً، وتتنوّع ما بين اللهجات الخليجية والمصرية واللبنانية، إضافة إلى مواصلته العمل على ألبومه الجديد، الذي يكشف بعضاً من تفاصيله في حوار خاص أجرته "العربي الجديد"، وأكّد خلاله تمسّكه بالأمل وبالروح الإيجابية، بالرغم من كل الظروف الصعبة، موضحاً في الوقت نفسه موقفه من ظاهرة الهجرة التي تنتشر مؤخراً بين اللبنانيين.  

مضى على بداية مشوار عطية الفنّي نحو خمسة عشر عاماً، قدّم خلالها مجموعة من الألبومات الناجحة والأغنيات الرائجة، ولا سيّما باللهجتين اللبنانية والمصرية، كما طرح مؤخراً أغنيته الخليجية الأولى بعنوان "خط أحمر"، من كتابة فراس الحبيب، وألحان بسام مهدي، وتوزيع عمر صبّاغ. 

وعن سبب تأخّره بتقديم أغنية باللهجة الخليحية، يقول النجم اللبناني: "كنت أنتظر الوقت المناسب الذي أتمكّن فيه من إتقان اللهجة بنحوٍ صحيح، خصوصاً أنها المرة الأولى التي أقدّم عملاً كهذا، ولكي يكون عملاً كاملاً إذ لا تحب تقديم خطوات ناقصة". 
يضيف: "الملحّن بسّام مهدي هو من أسمعني هذه الأغنية، وفور استماعي إليها شعرت بضرورة غنائها، وأنّه حان الوقت لكي أؤدّي هذا اللون، لأنّ الأغنية تشبهني كثيراً وقريبة من "الستايل" الذي أقدّمه. وبعد انتظار دام لفترة طويلة، قبل أن أقدّم أغنية خليجية، نجحت في إيصال هذه الأغنية إلى الناس بطريقة جميلة جداً وحصدت أصداء رائعة عنها".


صاحب أغنية "حُب ومكتَّر" الذي يستعدّ حالياً لسلسلة إصدارات غنائية جديدة، يقول: "الأغنية الأولى التي سأصدرها قريباً هي أغنية مصرية إيقاعية راقصة أتعاون فيها مع الـ Dj Rodge، كما أنني أستعدّ لطرح أغنيتين خليجيتين من النوع الرومانسي، إحداهما من ألحان جان صليبا والثانية من كلمات وألحان رامي شلهوب، وجوّ الأغنيتين يُشبهني وقريب من أغنية "خط أحمر"، رغم أنّه سيكون مختلفا لجهة أنّه رومانسي وليس ايقاعياً سريعاً. كذلك سأقدّم أغنيات أخرى لبنانية من أعمال علي المولى ووسيم بستاني وإميل فهد". 

يشير عطية إلى أنه استفاد من فترة الحجر المنزلي في تخصيص مزيد من الوقت لتكثيف تدريباته الصوتية وعزفه على الآلات الموسيقية، إضافة إلى عمله على إعداد أغنيات جديدة. 
وعطيّة الذي سبق أن قدّم مجموعة من الأغنيات من كتابته وألحانه في ألبوماته السابقة، يؤكّد: "لا أقدّم نفسي شاعراً وملحناً، بل أكتب أحياناً ما أشعر به وأحبّ أن أؤدّيه وأقدّمه إلى الناس، ومن المُفترض أن يضمّ ألبومي المقبل أغنيات من كلماتي وألحاني، وآمل في أن ينال إعجاب الناس".   
وعن تأثّره بتعليق الحفلات الفنية، ولا سيّما أنه من الأسماء التي تشارك في عدد من المهرجانات الصيفية في مختلف المناطق اللبنانية، يقول: "من الطبيعي أنّ تتأثّر المهرجانات كثيراً سواء بالوضع الذي أرساه فيروس كورونا، أو بالوضع الاقتصادي عموماً، وتأثرت بدوري مثل الجميع، فلا حفلات أو مهرجانات هذا العام في لبنان، على أمل أن تكون الأيام المقبلة أفضل، وأن تنتهي كلّ الأزمات في لبنان والعالم العربي عموماً، وأن نعود إلى إحياء الحفلات والمهرجانات، وأن نرى الناس مباشرةً". 

وعلى رغم تأييده لمفهوم الحفلات أونلاين التي تشهد حالياً طفرةً بين صفوف الفنانين، إلا انه يؤكّد أنها "بديل جيّد للحفلات المباشرة حالياً حيث لا خيار آخر في الظروف الراهنة، لكنني أجد أنّها غير كافية، فللقاء المباشر مع الناس طعم وطابع آخران".  


سجّل عطية، في الموسم الرمضاني الماضي، حضوراً لافتاً على صعيد أداء الشارات الدرامية. في هذا السياق، يقول: "لعبت دوراً جميلاً جداً في الموسم الرمضاني الأخير من خلال أغنيتَي "حافظَك عن غايب" و"الناس بْواب"، اللتين أدّيتهما كشارتي البداية والنهاية لمسلسل "الساحر". أصداء هاتين الأغنيتين كانت جيدة جداً. إنها تجربتي الأولى في مجال الشارات الدرامية، وأتمنى أن تكون لي أنواع مشاركات كهذه مستقبلاً، وأن تحصد النجاح أيضاً"، معتبراً أن "النجمة المصرية شيرين عبد الوهاب هي أفضل من قدّم تترات المسلسلات على الصعيد العربي". 

قبل عقدٍ من الزمن، أطلق عطيّة أغنية "لبنان رح يرجع" التي نالت شهرةً واسعة. اليوم، يؤكّد الفنان أنه ما زال يؤمن بكلمات أغنيته التي تبثّ الأمل على الرغم من كل الصعاب. ويقول: "لن يتراجع حبّي لبلدي في أيّ لحظة، ولن أعطي في أيّ يوم صورة مغايرة عن لبنان حتى في كلّ الأزمات. ومهما حصل في البلد، سأبقى محافظاً على هذه الصورة ومُتَمسِّكاً بكلمات أغنيتي".
وعن موقفه من هجرة الفنانين والإعلاميين الذي أثار جدلاً كبيراً على السوشال ميديا في الفترة الأخيرة، يقول: "مسألة الهجرة نسبية، ولكلّ شخص كامل الحرية في قراره الشخصي بالهجرة أو بالبقاء في بلده، فهو من يعرف مدى قدرته على التأقلم، خصوصاً إذا كان في حاجة ماسّة إلى الهجرة نظراً لغياب فرص العمل نهائياً في لبنان. ولست ضدّ هجرة أيّ شخص إذا كان هذا الأمر سيجلب له الفرح والسعادة. الذي يريد أن يهاجر، فهذا أمر يخصّه وحده، إذ ربما يمرّ في ظروف صعبة ولا يستطيع إعالة عائلته".

دلالات
المساهمون