جوبا تتأهب لتوقيع اتفاق تاريخي بين الحكومة السودانية ومتمردين

31 اغسطس 2020
سيتم التوقيع على الاتفاق تحت رعاية رئيس جنوب السودان وبحضور القيادات السودانية (فرانس برس)
+ الخط -

تتأهب مدينة جوبا، عاصمة جنوب السودان، اليوم الإثنين، لرعاية حدث تاريخي للسودانيين بتوقيع الحكومة الانتقالية على اتفاق سلام شامل مع عدد من الحركات المتمردة.
ويُعد الاتفاق المنتظر أول اتفاق سلام منذ سقوط نظام الرئيس المعزول عمر البشير، بعد نجاح الثورة وتشكيل السلطة الانتقالية الحالية. لكن فرحة السودانيين بالاتفاق الجديد، ستكون ناقصة نتيجة غياب اثنتين من أبرز حركات التمرد عن لحظة التوقيع، هما الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو، والتي تسيطر على أجزاء واسعة في منطقة جنوب كردفان، وحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور، المتمركزة في منطقة جبال مرة، والتي تحظى بثقل شعبي نسبي خاصة في معسكرات النزوح في إقليم دارفور.

وتؤكد حكومة جنوب السودان التي توسّطت في المفاوضات التي استمرت قرابة عام، اكتمال استعداداتها لتنظيم حفل توقيع الأطراف السودانية على الاتفاق، الذي يتضمن 8 ملفات رئيسة، أبرزها قسمة السلطة والثروة وتحقيق العدالة الانتقالية، ومنح منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق حكماً ذاتياً. كما يضع الاتفاق قواعد لملكية الأرض والحواكير في دارفور، ويعطي المتضررين من الحرب في الإقليم حق الحصول على تعويضات، ويُسهّل عملية إعادة النازحين واللاجئين إلى مناطقهم الأصلية.

يُعد الاتفاق المنتظر أول اتفاق سلام منذ سقوط نظام الرئيس المعزول عمر البشير، بعد نجاح الثورة وتشكيل السلطة الانتقالية

كما يتضمن الاتفاق ملفاً خاصاً بالترتيبات الأمنية لما بعد التوقيع، أهم ما فيه هو دمج قوات الحركات المسلحة وتسريحها في غضون 39 شهراً، وتُشكّل بموجب الاتفاق قوات مشتركة بين الجيش والحركات المسلحة والدعم السريع والشرطة، مهمتها حفظ الأمن في مناطق النزاع.

وبموجب الاتفاق المنتظر توقيعه اليوم، ستشارك الحركات المسلحة في السلطة الانتقالية بواقع 3 أعضاء بمجلس السيادة، و5 مقاعد بمجلس الوزراء، و75 مقعداً في البرلمان القومي، إضافة إلى مناصب في الحكومات الولائية والمفوضيات المستقلة.
وسيوقع على الاتفاق كلٌّ من الحركة الشعبية فصيل مالك عقار، وحركة العدل والمساواة، وحركة تحرير السودان فصيل ميناوي، والتحالف السوداني، وحركة تحرير السودان المجلس الانتقالي، وقوى تحرير السودان.

وأكد توت قلواك رئيس لجنة الوساطة الجنوبية، أن التوقيع على الاتفاق سيتم تحت رعاية الرئيس سلفاكير ميارديت رئيس جمهورية جنوب السودان، وبحضور القيادة السودانية على مستوى مجلسي السيادة والوزراء.

ستشارك الحركات المسلحة في السلطة الانتقالية بموجب الاتفاق، وستنال حصصاً في مجلس السيادة ومجلس الوزراء والبرلمان وغيرها

وقال قلواك في تصريحات صحافية، إن تحقيق السلام في السودان، والذي كان يعد حلماً مستحيلاً أصبح الآن حقيقة وواقعاً ملموساً، وهنّأ توت الشعب السوداني بتحقيق السلام، مشيراً إلى أن البلدين تربطهما علائق مشتركة على المستويات كافة، وتداخل قبلي، وأواصر أخوة راسخة الجذور. وأضاف أن الرئيس سلفاكير يقدم هذا الاتفاق هدية لقيادة السودان وشعبه، تقديراً وعرفاناً لما قدماه في ملف سلام جنوب السودان.
وأوضح رئيس لجنة الوساطة الجنوبية، أنه لم يتبقَ في مسيرة السلام الشامل في السودان سوى ملف الحركة الشعبية شمال، بقيادة عبد العزيز آدم الحلو، مشيراً إلى أن وفد الحركة ما زال موجوداً بجوبا، وأن القيادة في دولة جنوب السودان ستواصل جهودها ومساعيها مع قيادة الحركة، من أجل الوصول إلى اتفاق سلام شامل ودائم مع الحكومة السودانية.

ومن المنتظر أن يلقي رئيس الجنوب سلفاكير ميارديت كلمة في حفل التوقيع، إضافة لرئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وقادة الحركات المسلحة.

وكان إقليم دارفور، غربي البلاد قد شهد منذ العام 2003 حرباً أهلية عقب اندلاع تمرد فيها قادته حركتا تحرير السودان والعدل والمساواة، اللتان انقسمتا بعد ذلك إلى عشرات الفصائل، بينما شهدت منطقتا جنوب كردفان والنيل الأزرق تمرداً في العام 2011 قادته الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال، التي انشقت في السنوات الأخيرة إلى فصيلين.

المساهمون