خاضت إدارة نادي أتلتيكو مدريد الإسباني مفاوضات صعبة قبل انطلاق سوق الانتقالات الصيفية الماضية مع نظيرتها في بنفيكا، حتى تحصل على عقد النجم البرتغالي الشاب جواو فيليكس، بعدما تأكد للروخيبلانكوس رغبة الفرنسي أنطوان غريزمان في الرحيل صوب برشلونة.
وأصبح صاحب (19 عاماً) لاعباً رسمياً لنادي أتلتيكو مدريد، في الرابع من شهر يوليو/تموز الماضي، ليصبح الوريث الشرعي للنجم الفرنسي أنطوان غريزمان، الذي انتقل إلى برشلونة، وتتفوق إدارة الروخيبلانكوس على منافسيها الرئيسيين ريال مدريد ومانشستر سيتي، اللذين دخلا في مفاوضات مع بنفيكا لخطف الجوهرة البرتغالية الشابة.
ودفعت إدارة أتلتيكو مدريد 127 مليون يورو لشراء عقد فيليكس من بنفيكا، في صفقة من العيار الثقيل في سوق الانتقالات الماضية، خاصة أن الفريق الإسباني لم يكن معتاداً على دفع مثل هذا الكم الهائل من الأموال في سبيل الحصول على خدمات أي لاعب خلال السنوات الماضية.
ولم يستغرق البرتغالي وقتاً طويلاً في الانسجام مع رفاقه في أتلتيكو مدريد، بعدما لفت الأنظار إليه خلال الموسم التحضيري للفريق، نتيجة تسجيله أحد أهداف السباعية الشهيرة في شباك ريال مدريد في المباراة التي جرت في مدينة نيوجيرس الأميركية، وإعطائه تمريرتين حاسمتين لزميله دييغو كوستا، بالإضافة إلى إظهار ما يمتلكه من مواهب فنية كبيرة في اللقاء الآخر أمام يوفنتوس الإيطالي.
لكن مع انطلاق منافسات الدوري الإسباني وبطولة دوري أبطال أوروبا، لم يظهر جواو فيليكس الأداء المنتظر منه، خاصة في المباراة الأولى في المسابقة القارية أمام يوفنتوس، وديربي العاصمة الإسبانية مدريد أمام الجار اللدود، ما جعل الجماهير تتساءل عن سبب تراجع مستواه المفاجئ.
وبحسب صحيفة "ماركا" الإسبانية، فإنه بعد 100 يومٍ من انضمام البرتغالي إلى صفوف أتلتيكو مدريد، قام المدرب دييغو سيميوني باستبدال فيليكس في العديد من المواجهات التي لعبها مع الفريق، لذلك نجده غادر 10 مباريات خاضها مع الروخيبلانكوس حتى الآن، وفشل في إنهاء 90 دقيقة.
وظهر بشكل واضح، أن جواو يعاني من نقص اللياقة البدنية التي يتطلبها نادي أتلتيكو مدريد، لذلك يجب عليه العمل على تغيير بعض الأمور، لأنه سيلعب في الليغا والأبطال بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة، والمدرب الأرجنتيني يعرف جيداً أن مهاجمه الشباب ليس مستعداً حتى الآن لتحمّل لعب 90 دقيقة كاملة.
وتبقى المباراة الوحيدة التي لفت فيها البرتغالي الأنظار إليه في الموسم الحالي، عندما سافر مع فريقه إلى روسيا لمواجهة لوكوموتيف موسكو في دور المجموعات ببطولة دوري أبطال أوروبا، بعدما أبان المهاجم المهاجم الشاب عن مواهبه الفنية التي يمتلكها، نتيجة تسجيله للهدف الأول لأتلتيكو مدريد، كأصغر لاعبٍ في تاريخ النادي يهز شباك خصومه في المسابقة القارية.
ويعاني فيليكس، صاحب الرقم 7، من ضعف التفاهم مع شركائه في الهجوم، سواء لعب على اليسار أو اليمين أو كمهاجم ثانٍ، لأن دييغو كوستا وألفارو موراتا يفضلان اللعب على الجهة اليمنى في الملعب، ما يجعل صاحب الـ19 عاماً بعيداً عن مساعدة رفاقه في أتلتيكو مدريد، لذلك على دييغو سيميوني إيجاد التوليفة الناجحة، ليظهر المهارات الفنية الكبيرة التي يتمتع بها لاعبه الشاب في المباريات، ويعود لرسم الابتسامة على وجوه الجماهير، كما كان يفعل مع فريقه السابق بنفيكا.
ورغم كل شيء، تعلم جماهير نادي أتلتيكو مدريد جيداً أن المهاجم البرتغالي هو مشروع طويل الأمد للفريق، خاصة أنه أفضل هداف متواجد لديهم، بعدما هز شباك خصومه في ثلاث مناسبات، وهو أمر مفاجئ، بالنظر إلى امتلاك سيميوني الثنائي كوستا وموراتا في الأمام، لكن الأيام المائة للجوهرة فيليكس شهدت بعض فترات الظلام وغيرها المشرق، وسيرى الجميع ما سيقدمه خلال الفترة المقبلة في البطولات المحلية والقارية.