جواكين دي ألميدا نجم التمثيل البرتغالي

22 أكتوبر 2015
وُلد دي ألميدا عام 1957، في العاصمة البرتغالية لشبونة(Getty)
+ الخط -

جواكين دي ألميدا (Joaquim De Almeida) سطع نجمه في سماء الفن، من خلال أدوار قدمها ما زالت في ذاكرة جمهوره الكبير. فقد استحوذ على قلوب الملايين من المشاهدين داخل البرتغال وخارجها، واستطاع أن يتربع على عرش النجوم في السينما البرتغالية والعالمية، وبهذا دخل إلى عالم هوليوود.

ما أن تتحدث عن السينما البرتغالية، إلا وتجده ضمن قائمة النجوم الأوائل، ممثل فذ في تقمصه للأدوار التي تسند إليه، ما أن يراه المشاهد إلا ويظن أن ذلك الممثل هو الشخص نفسه في الحقيقة.

وُلد دي ألميدا عام 1957، في العاصمة البرتغالية لشبونة. وقتها كان حكم الدكتاتور سالازار قاسياً على البرتغال، فلا صوت يعلو على صوته. وفي تلك الحقبة، تلقى جواكين تعليمه الابتدائي كباقي أبناء البرتغال، فراوده حلم بأن يصبح ممثلاً.

ولج المعهد الوطني للفن في لشبونة لكي يحقق حلمه فيه. لكنه أصيب بخيبة أمل كبيرة، إذ لم يجد ما كان يصبو إليه، فقد كان يريد ورشات تطبيقية للتمثيل. فكان لهذا الحدث تأثير كبير على دي ألميدا، فقرر السفر بعيداً، وبالضبط إلى الولايات المتحدة الأميركية، عام 1976 في سن التاسعة عشرة. وكان ذلك قرارا حاسما في أن يبتعد عن أهله، وأن يفارق لشبونة.

ستكتب لجواكين حياة جديدة في الولايات المتحدة، إلى جانب حلمه في التمثيل، إذ سافر من أجل متابعة دراسته في أميركا. فكما هو معلوم بأن الدراسة في بلد أجنبي تلزمها مصاريف، لكن جواكين لم تكن له القدرة على تغطية مصاريف الدراسة، خاصة مصاريف إيجار السكن.

فاضطر إلى العمل نادلا في المقهى، كانت تلك لحظات تعيسة في حياة جواكين. فالولايات المتحدة لم تكن في بدايات حياته بجنة الفردوس، بل كانت مثل جهنم، رأى ما لا يستطيع المرء رؤيته من معاناة وقسوة. ظل متشبثا بالحلم الذي يراوده هو أن يصبح نجماً. اتخذ من الإرادة عنواناً له في الكفاح والصبر، وانتظر الفرصة التي ستغير حياته من لا شيء إلى نجم عالمي.

لعب الحظ دورا كبيرا في حياة دي ألميدا، تزامنا مع عمله نادلا في المقهى، ولج جواكين المسرح فأخذ يتدرّب هناك، رأت مديرة للإنتاج آنذاك ألميدا يوما يتدرب في المسرح وعرضت عليه فكرة التمثيل.

لبى جواكين الطلب سريعاً، وظهر في أول فيلم بعنوان "o soldado" (الجندي) في عام 1982. تفاجأت مديرة الإنتاج بالقدرات التي يتمتع بها جواكين، منذ ذلك الفيلم فتحت له أبواب الشهرة، فعُرض عليه فيلم آخر بعنوان "consul homoario" في عام 1983. سيعطيه هذا الفيلم شهرة واسعة داخل الولايات المتحدة.

كل فيلم يمثله جواكين دي ألميدا يكون أحسن من سابقه، سيضاف كذلك فيلم آخر وهو "perigo imediato" أبدع فيه بطريقة فاقت توقعات الجماهير. فوصلت أفلامه إلى تسعين فيلماً.

شارك إلى جانب نجوم كبار من البرتغال والولايات المتحدة وكذلك أميركا اللاتينية، من بينهم الممثل "أنطونيو بنديراس"، إلى جانب التمثيل في الأفلام، شارك أيضا بأعماله التلفزيونية مثل vendetta عام 1999، هناك أيضا عمل تلفزيوني آخر وهو rosa fogo عام 2011.

ولا ننسى أنه مثل أدواره في العديد من الدول، أبرزها وأميركا، والبرتغال، والبرازيل، والمكسيك، والأرجنتين.

يتقن جواكين لغات عديدة، من بينها: الإنجليزية، الإسبانية، الفرنسية، بالإضافة إلى البرتغالية لغته الأم.

من خلال مشاهدتنا للأفلام التي مثل فيها جواكين، لفت انتباهنا طريقته الدرامية في التمثيل. ينطبع إحساس لدينا بأنه واقعي في كلامه وقسمات وجهه، خاصة أن أغلبية الأفلام التي مثلها هي أفلام الأكشن، التي تلزم صاحبها بالحركات السريعة. أعجبنا من خلال فيلمه المعنون بـ"desperado trailer" عام 1995، يعد هذا الفيلم أحد أهم أفلامه لأنه يجسد الدراما، فقد مثل إلى جانب أنطونيو بنديراس وسلمى حايك.

حصل جواكين على العديد من الجوائز، لعل أهمها: جائزة أحسن ممثل عن فيلم Tentaçao، وحصل أيضا على جائزة أحسن ممثل في فيلم adao e eva. وفاز كذلك بجائزة globos de ouro البرتغالية.

بدأ جواكين بفكرة وهي طموح أن يصبح نجما عالميا في التمثيل، طموح وصل إليه بفضل إرادته الصلبة وصبره، حيث نال لقب نجم الممثلين، فأصبح بذلك نجما عالميا داخل البرتغال وخارجها.

(المغرب)

المساهمون