جهاز حكومي: الأمطار تهدد 200 ألف منزل شمال مصر

10 نوفمبر 2015
غرق المنازل والأراضي الزراعية في البحيرة (العربي الجديد)
+ الخط -

كشف جهاز بناء القرية في وزارة التنمية المحلية المصرية، أن أكثر من 200 ألف منزل في عدد من القرى بمحافظات الوجه البحري، مهددة بالانهيار على رأس قاطنيها.

والمنازل المهددة بالانهيار من المنازل ذات الأسقف البدائية الضعيفة، بسبب بنائها بالطوب اللبن، إلى جانب أن معظمها قديمة ومتهالكة، ويسكنها عدد كبير من الفقراء، بحسب الجهاز الحكومي.

وقال الجهاز إن "كثرة الأمطار والسيول التي غزت عددا من القرى، خلال الأيام الماضية، في محافظات البحيرة والدقهلية والإسكندرية وسيناء، وأيضاً في عدد من قرى محافظة الجيزة، من الممكن أن تؤدي إلى كوارث في الأرواح، خاصة بعد تحذيرات الأرصاد الجوية بأن الأمطار قد تكون شديدة خلال هذا الشتاء على محافظات الوجه البحري بصفة خاصة".

وأكد مسؤول في جهاز بناء القرية أن تقريرا مفصلا تم عرضه على وزير التنمية المحلية، أحمد زكي بدر، للتحرك الفعال مع المحافظين لإنقاذ أهالي تلك القرى، قبل أن يموتوا تحت الأنقاض بسبب الأمطار، خاصة بعدما تم رصد أمطار دخلت منازل بعض الأهالي في محافظة البحيرة التي وصلت الأوضاع فيها إلى درجة السيول.

وأشار المسؤول لـ"العربي الجديد" إلى أن الإمكانات المالية المحدودة للدولة حالت دون وجود بدائل لأصحاب تلك القرى لنقلهم خارج المحافظة، في ظل عدم وجود مساكن جاهزة تقوم بتسليمها لهم الدولة، كما أن معظم سكان تلك القرى من المزارعين المرتبطين بزراعاتهم، منوهاً إلى أن جهاز بناء القرية أخلى مسؤوليته، بعدما طلب توفير خيام جماعية لهم وهدم تلك المنازل.

وكان عدد كبير من أهالي قرى محافظات الوجه البحري تركوا منازلهم وخرجوا إلى الشوارع عقب السيول التي أصابت عددا من المحافظات، بسبب تصدع منازلهم المبنية بالطوب اللبن وانهيار أجزاء منها، كما أدت السيول في تلك القرى إلى نفوق العشرات من الماشية، وموت الآلاف من الطيور المنزلية، وتوقف العديد من المدارس والمستشفيات عن العمل، وانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، ما أدى إلى فساد مأكولاتهم، إضافة إلى إغراق آلاف الأفدنة الزراعية.
وأمام تلك الكوارث، لم يجد الأهالي سوى المبيت في المساجد أو الدواوين الخاصة بالعائلات، خوفاً على حياتهم وحياة أولادهم من الطقس السيئ، ومنهم من قام بإقامة خيام بجوار محال إقامتهم.
وكشف عدد من الأهالي أن سيارات الشفط التي دفعت بها الحكومة المصرية إلى عدد من القرى، لم تستطع أن تقوم بدورها، بسبب ارتفاع نسبة "الطين" في الأرض بسبب الأمطار، كون القرى يغلب عليها الأرض الطينية على عكس المدينة، ما أدى إلى تعطل سيارات الكسح، وقام الأهالي باستخدام الأدوات البدائية لكسح المياه عن طريق "سبط النخيل".

وشهدتت ما يقرب من 15 قرية في محافظة الدقهلية "إحدى محافظات الدلتا" أمطارا غزيرة مصحوبة برعد وبرق وسقوط كرات من الثلج وهبوب رياح خفيفة على أنحاء متفرقة من القرى، وأدى ذلك إلى تخوف الأهالي على حياتهم، وقام عدد منهم بترك منازلهم لكونها قديمة، وسحب الماشية الخاصة بهم، فيما نفق عدد منها بسبب الطقس السيئ وعدم وجود غطاء يحميها.
بينما خشي عدد كبير من أهالي قرى البحيرة من أن يتكرر سيناريو قرية "العفونة" المنكوبة بعدما دمرت الأمطار القرية وأدت إلى إصابة ومصرع العشرات من الأهالي، حيث ترك الأهالي منازلهم وفضلوا المبيت في الشوارع بدون أي نظرة رحمة من قبل المسؤولين في المحافظة.

وتسببت السيول التي شهدتها محافظة كفر الشيخ في غرق نحو 35 ألف فدان من زراعات القمح والموالح، وتشريد مئات الأسر بسبب انهيار منازلهم، واقتحام المياه منازل أخرى، وسخر الأهالي من تصريحات الحكومة بصرف تعويضات لهم، والتي لم تظهر إلا في وسائل الإعلام دون أثر لها في الواقع.
وأمام الكوارث التي شهدتها قرى محافظات الوجه البحري بصفة خاصة، وعدم إنقاذ الحكومة لهم، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي التي قام روادها بتدشين حملات تطالب بإنقاذ الضحايا بـ"بطانية"، أو أموال وطعام وأدوية وملابس للنساء والأطفال، وتعويض الناس بعدما هدمت البيوت بسبب السيول.
وقام عدد من الشباب بتأجير سيارات للمرور على عدد من القرى والمدن لطلب الغوث عن طريق مكبرات الصوت، خاصة في محافظة البحيرة، حيث طالبت الأهالي بسرعة التبرع لإنقاذ من ضربتهم الأمطار.

غرق المنازل والأراضي الزراعية بالبحيرة 


اقرأ أيضا:مصر: ارتفاع عدد ضحايا أمطار البحيرة إلى 24 شخصاً
دلالات