جنيف 3 تنطلق رسمياً بلا سقف زمني

06 مايو 2015
أعلن دي ميستورا أن اقتراح حلب سقط (فرانس برس)
+ الخط -


أطلق المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، أمس الثلاثاء، مشاورات جنيف السورية رسمياً، في ظلّ تسارع الوتيرة السياسية المرافقة له. وعلمت "العربي الجديد"، في السياق، أن "الائتلاف الوطني المعارض سينتظم في اجتماعات متتالية لثلاثة أيام، لاختيار 12 عضواً لتمثيله في جنيف". وكان دي ميستورا قد أعلن في مؤتمر صحافي أنه "لا وجود لأي سقف زمني لانتهاء المشاورات، التي من الممكن أن تستمر لأسابيع".

وأضاف أن "هناك أكثر من 40 مجموعة بالإضافة لممثلين عن النظام السوري ودول إقليمية، ودول الجوار السوري". وذكر بأن "عسكريين وسيدات سوريات وقادة دينيين يشاركون في المشاورات"، لافتاً إلى أنه "من الممكن إضافة العديد من الأطراف للمشاورات، على أن تُجرى عملية تقييم في نهاية يوليو/تموز للنتائج التي سنتوصّل إليها". وكشف دي ميستورا أنه "ليس هناك بيان متفق عليه، وما نعمل عليه هو التوصل لحلّ يحقق السلام لسورية، والمشاورات ليست مباحثات سلام". وأوضح أن "مجلس الأمن عبّر لي، وبالإجماع، أن أي محاولة أخرى لأي حل سياسي، حتى لو كانت فرصه ضعيفة يجب أن تتم"، مضيفاً أن "ضحايا النزاع السوري تحوّلوا إلى مجرد إحصاءات، علينا مضاعفة الجهود للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية".

كما أعلن دي ميستورا أن "اقتراح وقف إطلاق النار في حي صلاح الدين بمدينة حلب لم ينجح، ولكنه لا يزال مطروحاً في حلب أو غيرها". وعلمت "العربي الجديد" من جنيف، أن "ممثل النظام السوري في جنيف، المندوب السوري لدى الأمم المتحدة في جنيف، حسان الدين آلا، ورئيس اللجنة القانونية هيثم المالح كمندوب عن الائتلاف المعارض، بالإضافة لممثلين عن قوى المعارضة وعن الدول الإقليمية حضروا اليوم الأول من المشاورات". وكشفت مصادر داخل المعارضة السورية لـ "العربي الجديد"، أن "رئيس الائتلاف الوطني السوري خالد خوجة، وجّه رسالة إلى فريق المبعوث الدولي إلى سورية، أعلمهم فيها أن وفد الائتلاف في جنيف سيكون مؤلفاً من 12 شخصاً، وسيحضر في 11 مايو/أيار وسيشارك في الجلسات المخصصة له أيام 12 و13 و14 مايو".

اقرأ أيضاً ما بعد إدلب: المنطقة العازلة واحتواء "النصرة" أو شقّها

ويأتي قرار الائتلاف، عقب كشف مصدر آخر لـ "العربي الجديد"، أن "الائتلاف سيعقد اجتماعات متتالية للهيئة العامة في الائتلاف أيام 8 و9 و10 مايو من أجل اختيار أعضاء الوفد المشارك في مشاورات جنيف". ولفت المصدر إلى أن "الوفد سيضم ممثلين عن كافة الكتل السياسية في الائتلاف، بالإضافة إلى رياض سيف وميشيل كيلو اللذين تم توجيه دعوات لهما بشكل منفرد من فريق دي ميستورا". وأوضحت نائبة رئيس "الائتلاف" نغم غادري، في تصريحاتٍ إلى "العربي الجديد"، أن "الائتلاف سيقدم لوفد دي ميستورا وثيقة المبادئ الأساسية للتسوية السياسية التي أقرتها الهيئة العامة، وتم التوافق عليها بين العديد من أطراف المعارضة السورية، بالإضافة إلى التزام الائتلاف ببيان جنيف والقرارات الدولية ذات الصلة".

ولفتت غادري إلى أنّ "موافقة الائتلاف على الذهاب إلى جنيف والمشاركة في اللقاءات الثنائية التشاورية، لم تكن خطوة فردية، فقد اجتمع الائتلاف مع عدد كبير من ممثلي الفصائل العسكرية ومنظمات المجتمع المدني والقوى الثورية، وتم التوافق على عدد من النقاط للحديث عنها أثناء المشاورات". وشددت أن "الائتلاف لن يقبل بأي وجود لـ(الرئيس السوري بشار) الأسد في أي مرحلة انتقالية"، معربة عن أملها بأن "تفضي المشاورات إلى تفعيل بيان جنيف وإقامة هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات، لا وجود للأسد فيها". وكان مصدر مسؤول من داخل "الائتلاف" قد كشف بأن "التسريبات التي وصلت إليهم، عن طبيعة المشاورات الثنائية في جنيف، تؤكّد أن المبعوث الدولي إلى سورية يهدف، من خلال المشاورات إلى إحراج المعارضة السورية، وكشف عدم امتلاكها أي تصور للمرحلة المقبلة، بهدف إجبارها على خفض مستوى المطالب والقبول بالهدن المحلية". وأضاف المصدر، أن "دي ميستورا سيطرح على المعارضة السورية أسئلة دقيقة ومحرجة حول تصورات المرحلة الانتقالية ومؤسسات الدولة من الجيش والوزارات، بالإضافة إلى الشخصيات المقبولة لديهم من نظام بشار الأسد". وأوضح المصدر أن "الأسئلة المحرجة، التي لا تمتلك المعارضة أجوبة عليها، تأتي مرافقة لدعوة دي ميستورا إلى 40 جهة للمشاورات الثنائية في جنيف، معظمها من المعارضة، وهذا ما يوحي بتشرذم المعارضة وعدم وجود جهة حقيقية تمثلها".

اقرأ أيضاً المعارضة السورية بجنيف: استثمار الانتصارات العسكرية
المساهمون