جنود الدنمارك لحراسة الحدود والمؤسسات اليهودية

29 سبتمبر 2017
هذه الخطوة تخفف العبء على الشرطة (العربي الجديد)
+ الخط -
تنتشر عناصر من الجيش الدنماركي، بدءا من اليوم الجمعة، بلباسها وعتادها الحربي، على الحدود الدنماركية الألمانية، وحول مبان تابعة للجالية اليهودية في كوبنهاغن. وجاءت عملية نشر الجنود في سياق اتفاق مع الشرطة الدنماركية بمسمى "تخفيف أعباء الشرطة" للقيام بمهام أخرى داخل البلد.

ومنذ عام 2015، تشتكي شرطة الدنمارك من "زيادة في الأعباء" المترافقة مع إنذارات بوقوع هجمات، كتلك التي قام بها شاب دنماركي من أصول عربية، يدعى عمر عبد الحميد، في فبراير/شباط من نفس العام. فقد اضطرت الشرطة لنشر عناصرها لحراسة المعبد اليهودي وعدد من المؤسسات الأخرى، وجاء قرار فرض رقابة حدودية مع ألمانيا في خريف نفس العام إثر التدفق الكبير للاجئين ليزيد من تحديات الأمن الدنماركي.

أعمال الجيش الدنماركي على الحدود الألمانية ستكون بالتعاون الوثيق مع الشرطة. ويتبين من الاتفاق بأنه يحق للجيش القيام بما يسمى "اعتقال مدني لمن يشتبه عبوره الحدود بدون هدف محدد أو بدون تأشيرة" ليتم تسليمه للشرطة المحلية في الجنوب لتباشر التحقيق. ويذكر أن "الاعتقال المدني" يمكن القيام به من قبل مواطنين عاديين بحق معتد أو مشتبه به بانتظار قدوم الشرطة.

وكانت وزارة العدل في كوبنهاغن تقدمت بمقترحها لنشر أفراد من الجيش الدنماركي مع بداية شهر سبتمبر/أيلول، قبل التوصل إلى اتفاق سريع لتفعيله بعد أن تزايدت بشكل ملحوظ شكاوى المواطنين، من تأخر الشرطة في تلبية نداءاتهم بسبب مهام أخرى يقومون بها في حراسة حدودية وداخل العاصمة لأهم المباني والمعالم.

ويعتبر الخوف من "هجمات إرهابية"، وخصوصا الدهس بالسيارات، أحد أهم مسببات تغير حياة الدنماركيين اليومية. فيلاحظ مع انتشار الكتل الإسمنتية لإعاقة قيادة السيارات في شوارع المشاة وفي نقاط التكدس البشري حالة الحذر التي يبديها المواطنون مع ارتفاع صوت محرك السيارة بجانب تلك الأماكن. وكان الدنماركيون يرفضون سابقا "مشهد الجنود" بلباسهم العسكري ورشاشاتهم القتالية في الحياة اليومية، بيد أن تلك التغيرات فرضت ما يشبه "التطبيع" والتعود.

وكان وزير العدل الدنماركي، سورن بابي، من الحزب الليبرالي المحافظ، قد أكد لتخفيف معارضة البعض لهذا المشهد بأن "الانتشار سيكون بتعاون وثيق وتحت إمرة الشرطة وسيحمل الجنود رذاذ الفلفل وقيودا بلاستيكية". في حين وصفت محافظة "فلانسبورغ" الحدودية الألمانية، سيمونا لانغ، نشر جنود على حدود بلدها مع الدنمارك بـ"الكارثة".

وكان موقف رئيس نقابة الشرطيين الدنماركيين، كلاوس أوكسفيلت، اعتبر أن "نشر عناصر جيش مسلحين ويرتدون لباسهم العسكري في أوقات السلم ليس تصرفا دنماركيا". وعادة لا يشاهد الجنود الدنماركيون، باستثناء الدفاع المدني المرتدون لبزاتهم عسكرية، إلا في حالات كوارث نادرة.

كتل إسمنتية ومخاوف أمنية في كوبنهاغن (ناصر السهلي/ العربي الجديد)


وعبّر اليهود الدنماركيون بلسان رئيس الجالية، دان روسنبيرغ أسومسن، عن رضاهم معتبرين أن "انتشار الجنود حول الأماكن الحساسة، بما فيها المعبد اليهودي وباقي مؤسساتهم، سوف يخيف العناصر الشريرة".

وتسعى الحكومة الدنماركية لافتتاح مدرسة شرطة جديدة لتخريج المزيد من الكوادر الذين تحتاجهم البلد مع تزايد أعمال العصابات. وقد عبرت قطاعات شرطية عن رضاها باعتبار "التخفيف من أعباء المهمات عبر الجيش سوف يساعد الشرطة في التركيز على ملاحقة العصابات في ضواحي كوبنهاغن"، وهي من المهام التي يرى فيها الشارع الدنماركي أولوية مع تزايد "حرب العصابات" وحوادث إطلاق النار المستمرة منذ صيف هذا العام، وخصوصا في منطقة "نوربرو" بكوبنهاغن.

تزايد حرب العصابات والضغط على الشرطة (ناصر السهلي/العربي الجديد)

 

دلالات