كشفت منظمة أهلية في جنوب السودان، الثلاثاء، أن 12 مريضًا بـ"الإيدز" توفوا منذ مايو/أيار الماضي، لإحجامهم عن تناول العقاقير الطبية، احتجاجا على عدم حصولهم على الغذاء الكافي.
وأوضحت مديرة منظمة "صابرين" لرعاية مرضى نقص المناعة المكتسبة "الإيدز"، كارميلا أركانجلو، أن "معظم المتوفين كانوا موجودين بمعسكر حماية المدنيين التابع للأمم المتحدة في مدينة واو شمال غربي البلاد".
وقالت إن "مستشفى المدينة بات يستقبل يوميًا 5 حالات من مرضى الإيدز الذين امتنعوا عن تناول الأدوية احتجاجا على قلة الطعام"، حيث يقول المرضى المحتجون إن الدواء لا يكون فعالا إذا لم يتناولوا وجبات كافية.
والتغذية الجيدة ضرورية للمصابين بـ"الإيدز"، وتعد إلى جانب العلاج الطبي الوسيلة الوحيدة للتعافي ومواصلة الحياة، كما يمكن أن تساهم في تأخير الانتقال من مرحلة الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية إلى مرحلة الإصابة بالأمراض المرتبطة بوباء الإيدز.
وناشدت أركانجلو "برنامج الغذاء العالمي لاستئناف عملية توزيع المساعدات الغذائية على المواطنين حتى يتمكن مرضى الإيدز من الحصول على الغذاء الذي يساعدهم على تناول الأدوية".
وفي مايو/أيار الماضي، اندلعت أعمال عنف في مدينة واو، بين قوات الحكومة وقوات المعارضة المسلحة الموالية لنائب الرئيس السابق ريك مشار، الأمر الذي دفع مئات المدنيين للفرار إلى قاعدة تابعة للأمم المتحدة في المدينة طلبًا للحماية، رافضين العودة إلى منازلهم خشية تجدد العنف.
ومنذ ذلك التاريخ توقف برنامج الأغذية العالمي عن توزيع المساعدات الغذائية بمدينة واو، خوفا على حياة موظفيه من أعمال العنف.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية فإن أعداد المصابين بفيروس الإيدز في دولة جنوب السودان وصل إلى 180 ألف شخص، تمكن 20 ألفاً منهم من الحصول على العقاقير الطبية الضرورية.
ومنظمة "صابرين" هي منظمة مدنية مستقلة تهتم برعاية مرضى "الإيدز"، وتنظم حملات للتوعية والإرشاد النفسي للأشخاص المتعايشين مع المرض بمدينة واو.
وتعاني دولة "الجنوب"، التي انفصلت عن السودان عبر استفتاء شعبي في 2011، من حرب أهلية بين القوات الحكومية وقوات المعارضة، اتخذت بعدًا قبليًّا، وخلّفت آلاف القتلى وشردت مئات الآلاف، ولم يفلح اتفاق سلام أبرم في أغسطس/آب 2015، في إنهائها.
(الأناضول)