جنوب السودان: استئناف المفاوضات واستبعاد الوصول لاتفاق

04 اغسطس 2014
من الاحتفالات بذكرى استقلال جنوب السودان الشهر الماضي(شارلز لومودونغ/Getty)
+ الخط -

تستأنف، اليوم الاثنين، المفاوضات في دولة جنوب السودان، بين الحكومة والمتمردين، بقيادة نائب رئيس الجمهورية، رياك مشار، بهدف الوصول لاتفاق سلام لإنهاء الحرب المشتعلة بالبلاد، منذ ديسمبر/ كانون الأول، العام الماضي.

وتأتي المفاوضات في ظل تباعد المواقف بين جوبا والمعارضة المسلحة بشأن الأجندة، إذ ترفض الأولى مبدأ نقاش أي قضايا حول حكومة انتقالية، دون أن يكون الرئيس الجنوبي، سلفاكير ميارديت، على رأسها، إلى جانب مناقشة قضية نظام الحكم، بينما تتمسك المعارضة بنقاشها كأولوية للوصول إلى اتفاق سلام.

وكان من المقرر أن تستأنف المفاوضات، يوم الجمعة الماضي، على أن تستمر لمدة عشرة أيام، حسب المهلة التي حددتها وساطة منظمة "إيقاد" (الهيئة الحكومية للتنمية في دول شرق أفريقيا) للطرفين، بغية الوصول لاتفاق لوقف إطلاق نار دائم، وتسهيل عملية إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب، إلا أن تأخر وصول الوفد الحكومي لمقر المفاوضات، في العاصمة الأثيوبية أديس بابا، أدى إلى تأجيل الوساطة لليوم الاثنين.

وفي أديس أبابا، اكتمل حضور الوفود المفاوضة، الأحد، بما في ذلك أصحاب المصلحة من منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية، بعدما نجحت "إيقاد" في حسم الجدل بشأن مشاركتهم، بعد اتهام المتمردين للحكومة بحشد مناصريها والزج بهم تحت مظلة المجتمع المدني.

وقال المتحدث الرسمي باسم وفد "الحركة الشعبية" المعارضة، حسين مارنوت، لـ"العربي الجديد"، إن وفده لديه تفويض كامل للوصول والتوقيع على اتفاق سلام دائم، لإنهاء الحرب المشتعلة بالدولة الفتية منذ سبعة أشهر، قاطعاً بأن لديهم إرادة حقيقة لتحقيق سلام عادل في الجنوب، ومؤكداً على أنهم سيركزون، لدى مناقشة الترتيبات الأمنية مع جوبا، على انسحاب الجيش الأوغندي.

وذكر مارنوت أن أجندة المفاوضات ستتطرق لقضايا وقف إطلاق نار دائم، فضلاً عن الشؤون الإنسانية، مشيراً إلى تمسكهم بمناقشة قضية نظام الحكم في الدولة الجديدة، إضافة لمناقشة تكوين حكومة وحدة وطنية انتقالية، لا يكون الرئيس سلفاكير على رأسها، باعتباره فقد الأهلية، إضافة إلى قضايا الإصلاحات المطلوبة في هيكل الدولة، والدستور الدائم، والمصالحة الوطنية، وأضاف: "هذه قضايا طويلة، لكن إذا استأنف التفاوض، وأظهرت جوبا إرادة حقيقة، يمكن أن تحدث الجولة الحالية اختراقاً".

بدوره، أكد المستشار الصحافي للرئيس سلفاكير، اتينج ويك، على أن تأخر الوفد بالوصول إلى أديس أبابا، يوم الخميس الماضي، حصل لأسباب تتعلق بمشاورات الوفد مع سلفاكير، وأخذ تفويض كامل منه، معرباً عن استعداد الحكومة للوصول إلى اتفاق سلام مع المتمردين اليوم قبل الغد، على حد تعبيره.

وجدّد ويك رفض الحكومة القاطع لمناقشة قضية نظام الحكم، باعتباره أمراً يقرره الشعب، إلى جانب مناقشة مسألة الحكومة الانتقالية، في غياب الرئيس سلفاكير عن السلطة، وأضاف: "كل الأنظمة التي تنشد الديمقراطية تتجه نحو صناديق الانتخابات".

ومن المرجح أن يفضي تباعد المواقف بين الحكومة والمتمردين، وغياب ضغط المجتمع الدولي عليهما، وانشغاله بما يجري في قطاع غزة والعراق، إلى عدم حدوث اختراق في الجولة الحالية.

كما أنه بات من الواضح أن "ايقاد" استنفدت كافة "كروت" الضغط على الطرفين، باستثناء العقوبات، التي ربما تفشل في تنفيذها، في ظل تأرجح حيادية المنظمة، ودخول بعض دولها كلاعب أساسي في الأزمة الجنوبية ـ الجنوبية.