نظّمت المعارضة المصرية، اليوم الجمعة، فعاليات جمعة "الحرية لمصر"، التي دعا إليها "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب"، مطالبة بإطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات في السجون والرافضة لتولي الرئيس المصري الجديد، عبد الفتاح السيسي، رئاسة الجمهورية. وفيما اعتدت قوات الأمن على عدد من المسيرات، مدعومة بالبلطجية، أعلنت وزارة الداخلية مقتل ضابط خلال تفريق مسيرة معارضة في المعادي من دون كشف ملابسات الحادث.
وكانت المسيرة انطلقت بعد صلاة الجمعة من مسجد الرحمن، وتعرضت للهجوم من سيارات للشرطة ومدرعاتها. وتمت مطاردة المتظاهرين في الشوارع الجانبية قبل أن تنتهي المسيرة. وقال شهود عيان إن هناك اصابات بالخرطوش.
كذلك، طاردت قوات فض الشغب، مدعومة بأشخاص بزي مدني، المشاركين في مسيرة في منطقة الوراق في الجيزة في الشوارع الجانبية، وتم الاعتداء على المسيرة الحاشدة.
وفي مدينة العياط في جنوب محافظة الجيزة، التي كانت قد شهدت مقتل ثلاثة من المعارضين خلال تظاهرات الجمعة الماضية، خرج الآلاف من المعارضين غير مكترثين بالتهديدات التي نقلها لهم بعض المخبرين بأن هناك حملة أمنية كبيرة من مديرية أمن الجيزة لملاحقة المتظاهرين.
في المقابل، حاصر عدد من المعارضين، نائب رئيس الدعوة السلفية ياسر برهامي، في أحد مساجد العمرانية في محافظة الجيزة، أثناء مشاركته في عقد قران لأحد أبناء الدعوة السلفية. واتهم حزب النور، في بيان رسمي، جماعة الإخوان بمحاصرة برهامي، مؤكداً أنه لم يخطب الجمعة.
وقال الحزب، إنه أثناء إلقاء برهامي كلمة تهنئة للعروسين قام أحد عناصر الإخوان بسب برهامي والدعوة السلفية. وأضاف: "بمجرد علم أعضاء الإخوان بوجود برهامي في المسجد تجمعوا حول المسجد وحاصروه، وسط ترديد الهتافات المعادية لبرهامي وللدعوة السلفية".
في هذه الأثناء، شهدت مناطق شرق القاهرة، انطلاق تسع مسيرات منددة بما وصفته بـ"الحكم العسكري، ورافضة للانقلاب على الرئيس المعزول محمد مرسي".
وفي مفاجأة غير متوقعة، تجمع المتظاهرون لأول مرة منذ فض اعتصام رابعة العدوية أمام مسجد المصطفى بشارع صلاح سالم في مقابل نادي الحرس الجمهوري في مدينة نصر. وهو المكان الذي شهد أول مجزرة نفّذت بعد الانقلاب.
وكانت مدرعات الشرطة قد حاصرت مسجد السلام في الحي العاشر في مدينة نصر، ومنعت خروج أي مسيرات منه.
كذلك استمر حي عين شمس في صدارة المشهد، اذ انطلقت منه ثلاث مسيرات. وفي حي المطرية، قامت قوات الشرطة بإطلاق الرصاص الحي والخرطوش والغاز المسيل للدموع في ختام مسيرات معارضة، مما تسبب في وقوع بعض الإصابات في صفوف المتظاهرين.
كذلك، هاجمت قوات الشرطة مدعومة بالبلطجية مسيرتين خرجتا من المرج والسلام وأطلقت الخرطوش على المحتجين الذين التقوا في مسيرة واحدة.
وفي مدينة أكتوبر، رفعت صور ضخمة لكل من مراسلي قناة "الجزيرة مباشر مصر" عبد الله الشامي، ومحمد سلطان، في التظاهرة التي خرجت عقب صلاة الجمعة. وعبرت والدة الشامي، التي شاركت في المسيرة عن تضامنها مع إضرابهما عن الطعام بتدوين عبارة "نموت لنحيا" على صورتيهما.
ومن نفس المدينة، انطلقت تظاهرة أخرى من مسجد عماد راغب. وأعلن المشاركون في المسيرتين عزمهم مواصلة التظاهر، بفعالية أخرى، في مكان لم يعلنوا عنه خشية الملاحقات الأمنية.
وفي المعادي، جنوبي القاهرة، انطلقت مسيرة نسائية حاشدة، احتجاجاً على ما تعرّضت له طالبات جامعة الأزهر، من ضرب وانتهاك داخل سجن القناطر، في القليوبية، خلال اليومين الماضيين. ورددت المتظاهرات هتافات مطالبة بالإفراج عن كافة المعتقلين ومنددة بالانقلاب، منها "الحرية للحرائر.. مكملين"، و"الشعب يريد إسقاط النظام"، و"يسقط يسقط حكم العسكر".
كذلك انطلقت مسيرات حاشدة في مدن عدة في محافظة بني سويف، جنوبي مصر، عقب صلاة الجمعة، إذ خرج الآلاف في مدينة الواسطى شمال المحافظة.
وردد المتظاهرون الهتافات الرافضة لتولي السيسي الرئاسة، والمؤيدة لمرسي. وكان من بين الهتافات "اضرب نار اضرب حي يا سيسي دورك جاي"، و"ومرسي هو الشرعية".
وفي مدينة الميمون، خرج نحو ثلاثة آلاف من أبناء المدينة في مسيرة حاشدة رافعين صور مرسي ومطالبين بعودته للسلطة والقصاص للضحايا.
كما شهدت مدن ناصر، أشمنت، ببا سمسطا، الفشن، تظاهرات وفعاليات صباحية حاشدة، أكد خلالها المشاركون على عدم اعترافهم بالسيسي رئيساً للجمهورية، هاتفين "رئيسنا مرسي". ورفعوا لافتات ضخمة تحمل شارة رابعة العدوية، تأكيداً للتمسك بحقوق الضحايا والقصاص لهم.
أما في محافظة دمياط، نظمت "حركة طلاب ضد الانقلاب"، سلاسل بشرية عدة، ومسيرات للتنديد بانقلاب 3 يوليو/تموز.
وفي مدينة قطور، في محافظة الغربية، شمال غرب مصر، نظّمت المعارضة مسيرات احتجاجية في مدن مصرية عدة، وارتفعت هتافات أعضاء حركة "أولتراس نهضاوي"، الذين طالبوا بالقصاص من السيسي، الذي "قتل أشقاءهم ورفاقهم في المذابح التي تلت الانقلاب"، بحسب قولهم.
وفي مدينة السنطة، نظّمت المعارضة مسيرة بالدراجات البخارية، وردد أنصارها هتافات مطالبة مندّدة بالسيسي، ودعوا إلى "إطلاق سراح 41 ألف معتقل في السجون".
في محافظة الإسكندرية، تواصلت المسيرات والتظاهرات الرافضة لتنصيب السيسي. وطافت التظاهرات كافة الشوارع والميادين. ورفع المشاركون في مناطق العامرية، الدخيلة، الهانوفيل، الحضرة، الرمل، المنتزه وسيدي بشر، صور مرسي وشارات رابعة، مطالبين بـ"إعدام السيسي، على ما ارتكبه من مجازر في حق رافضي الانقلاب".
وخرجت ثلاث مسيرات صباحية في مناطق المنتزه، الورديان، وبرج العرب رفع المشاركون فيها صور مرسي وشارات رابعة، منددين باعتداء قوات الأمن على الأطفال المحتجزين في كوم الدكة والمعتقلات في سجن القناطر. كما قاموا بحرق أعلام الولايات المتحدة واسرائيل وعدد من الدول الداعمة للسيسي. وفي الفيوم، جنوب غربي مصر، نظّم المعارضون ست تظاهرات حاشدة.
كذلك اعتدى بلطجية تدعمهم قوات الأمن، على مسيرة معارضة في محافظة بورسعيد (شمال شرق مصر).
ونظم التحالف الوطني في محافظة الإسماعيلية (شمال شرق مصر)، سلسلة بشرية رفضاً لتنصيب السيسي، وتنديداً بما حدث لمعتقلات الأزهر داخل سجن القناطر، مطالبين بالإفراج الفوري عن المعتقلين.