الأردني جمال محمود لـ"العربي الجديد": هذا هو السبب الحقيقي لرحيلي عن الوحدات

23 نوفمبر 2018
المدرب جمال محمود (العربي الجديد)
+ الخط -
أكد جمال محمود، المدير الفني السابق لنادي الوحدات الأردني والمنتخب الفلسطيني، عزمه على العودة إلى مهمة التدريب خلال فترة التوقف بين مرحلتي الذهاب والإياب، "البيات الشتوي"، لافتاً إلى تلقيه العديد من العروض الخارجية عبر وكلاء اللاعبين.

وأوضح المدرب البالغ من العمر 45 عاماً، في حوار مع "العربي الجديد"، أنه راض تماماً عن الإنجازات والأرقام القياسية التي حققها مع نادي الوحدات وكذلك المنتخب الفلسطيني.
وهنا نص الحوار:

كيف تقيّم تجربتك الأخيرة في عالم التدريب مع الوحدات؟

تدريب نادي الوحدات يُعد مكسباً لأي مدرب. لقد كانت تجربتي مع الوحدات ناجحة بكافة المقاييس، سواء على مستوى الخبرة التي اكتسبتها أو حتى النتائج، ذلك أن الأرقام التي حققناها لم تكن مسبوقة في تاريخ النادي، من حيث معدل الحضور الجماهيري وهو الأهم، بالإضافة إلى عدد النقاط والأهداف المسجلة والمقبولة. هُناك أرقام تاريخية بالنسبة لي تحققت مع الوحدات، وبفضل الله عز وجل كانت تجربة ناجحة بكل المقاييس، ولا شك أن كل عمل فيه الصح والخطأ، لكن بالمجمل أعتقد أنها تجربة ثرية وحققت خلالها المطلوب.


توليت تدريب الوحدات وسط "حرب الانتخابات"، هل أثّر ذلك على شكل الفريق خلال توليك المهمة؟

رغم أننا خسرنا العديد من النقاط، سواء بوجود جمال محمود أو المدرب الحالي التونسي قيس اليعقوبي، إلا أن الوحدات يقدم أفضل المستويات من حيث المستوى، لكن الحظ في التسجيل خذله، والجانب الآخر باعتراف الغالبية من إداريي الوحدات، فإن حرب الانتخابات بدأت مبكراً (تعتبر انتخابات الوحدات الأضخم من بين الأندية الأردنية)، رغم أن اللاعبين لا يتدخلون بالانتخابات، لكن هناك تأثيرا غير مباشر، بمعنى أن هناك تأثيرا من الحملات الانتخابية على المدرجات انعكست على الملعب، فأصبح هناك ضغط نفسي على اللاعبين والجهاز الفني، سواء تأخر الهدف أو لم يُوفّق الفريق في التسجيل، وأصبح هناك تأثير وهجمة موجهة على الفريق، حسب اعتراف بعض أعضاء الإدارة الذين خرجوا على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، لكن ما أنا متأكد منه هو أنه لا علاقة للاعبين بحرب الانتخابات.


في حال تلقيت عرضاً للعودة إلى الوحدات.. هل ستعود؟

عودتي إلى نادي الوحدات؟!.. أنا ابن نادي الوحدات وأتيت في أصعب الظروف لنادي الوحدات، لا يمكن لأي أحد أن يمنعني عن بيتي، لكن في الفترة الحالية لن أعود، في قادم الأيام إذا ما احتاجني الوحدات فسوف أقوم بتلبية النداء، كما لبّيته في أصعب الظروف. لم أخرج من الفريق ورأسي في الأرض، وإنما خرجت محملاً بالبطولات. كان حُلمي الآسيوية (كأس الاتحاد الآسيوي) ولكن الله لم يكتبها لنا.

هل تلقيت عروضاً للعودة إلى مهنة التدريب بشكل عام؟

حتى هذه اللحظة تلقيت عرضاً من نادٍ محلي، وهناك بعض العروض الخارجية عبر وكلاء اللاعبين، لكنها حتى اللحظة لم تصل إلى المستوى الرسمي بالمعنى الحقيقي. أشعر أنني بحاجة إلى قسط من الراحة بعد موسم ونصف مع الضغط الجماهيري والعمل الشاق، وإذا كان لي نصيب بالتدريب سيكون بين مرحلتي الذهاب والإياب.

بالحديث عن الارتباط، هل سيكون العقد مع ناد أم منتخب؟

لا يوجد أي شيء رسمي حتى الآن، لكن جميع العروض التي تلقيتها تخص أندية ولا تخص منتخبات، لكن أنا أرحب بالعمل مع المنتخبات، لأنه شيء يعزز من السيرة الذاتية لأي مدرب.

سبق لك الإشراف على تدريب منتخب فلسطين، هل أنت راضٍ عن التجربة؟

نعم الحمد لله، أحرزنا نتائج وأرقاما قياسية ملفتة، لا سيما أنها توّجت بأهم إنجاز في تاريخ فلسطين، وهو وصولنا إلى نهائيات آسيا في نسختها السابقة التي جرت في أستراليا عام 2015، والتي كان فيها نظام التأهل أصعب بكثير من نسختها الحالية، حيث عدد المنتخبات المشاركة أقل من الفترة الحالية، وكانت تجربة ثرية بكل المقاييس، وحققنا نتائج كانت على مستوى كبير وعال جداً في التصفيات، وكذلك خلال وجودي مع "الفدائي"، الحمد لله خرجت وكلي رضا عما قدمت مع منتخب فلسطين.




كيف تنظر إلى اللاعبين العرب، هل أثبتوا حضورهم في أوروبا؟

دعنا نتكلم بكل مصداقية، ما زال ينقصنا الكثير على مستوى اللاعب الآسيوي العربي حتى نُثبت إمكانياتنا في ملاعب بحجم ملاعب القارة الأوروبية العجوز المليئة بالنجوم والمحترفين؛ لكن اللاعب الأفريقي العربي أثبت جدارته على المستوى الأوروبي، ولا سيما أن هناك أكثر من لاعب من جنسيات مختلفة، على غرار النجم المصري محمد صلاح والجزائري رياض محرز والمغاربة وهم كثر مثل المهدي بنعطية وحكيم زياش وغيرهم يتواجدون في الدوريات الأوروبية، بينما على المستوى القارة الصفراء فلا تزال هناك مشكلة، اللاعب بحاجة إلى إعادة تقييم لرفع ثقافته وتحسين نوعية التدريب من أجل رفع مستواه عالياً، ما يعني أنه ينقصنا عمل كبير من أجل تحقيق ذلك، لكن بشكل عام أنا غير راضٍ عن تجربة اللاعب العربي الآسيوي في أوروبا.

القارة السمراء دائماً ما تقدم مواهب للاحتراف بأوروبا.. هل هي مسألة إمكانيات فحسب؟

أعتقد أن الفوارق في الإمكانيات والبنية التحتية، والموقع الجغرافي لها دور كبير، بمعنى تأثر المنطقة بثقافة الدول المجاورة، الكل يعلم أن المغرب مثلاً قريب جداً من إسبانيا ودول أوروبا، وبالتالي الثقافة تتغير، أيضا على مستوى تسويق اللاعب، هُناك عاتق كبير على مستوى وكلاء اللاعبين، حيث هُناك تطور كبير بمستوى وكلاء اللاعبين على مستوى منطقة أفريقيا أكثر منه في قارة آسيا، وخاصة في ما يتعلق باللاعب العربي الآسيوي.

لماذا نجد اللاعب الأردني عملة مفقودة أو نادرة على صعيد الاحتراف الأوروبي؟

لا شك أن ثقافتنا ما زالت بعيدة اليوم بشكل عام عن الاحتراف، الاحتراف بحاجة إلى إعادة صياغة، فهو بحاجة إلى احتراف إداري حقيقي للاعب وللمدرب، فاليوم نجد لاعباً أو مدرباً لديه أكثر من عمل، والرياضة تحصيل حاصل بالنسبة إليه، وبالتالي هُناك مشكلة في معنى الاحتراف، لذلك كان هناك تراجع كبير للاعب الأردني، وهذه نقطة تُسجل ضده، لأننا بحثنا عن القيمة المالية أولاً بعيداً عن القيمة الفنية، فقد ذهبنا لنلعب بأندية لا تتواجد بدوري محترفين وإنما درجة أولى أو ثانية، والمهم هو أن يكون المردود المالي أكبر، وهذا ما أثّر على مستوى اللاعب الأردني سلباً من حيث الاحتراف.

كأس العالم في قطر 2022، هل سنشاهد الأردن في "مونديال العرب"؟

في البداية أنا لا أحب التشاؤم، لكن عطفاً على الوضع الحالي، أعتقد أننا نعاني ونمر بحالة عدم توازن في كرة القدم الأردنية، قد يكون السبب تغيير جيل أو إعادة هيكلة للمنتخب، لكن بكل أمانة وبعيدا عن العواطف، نحن لا نمر بأفضل حالاتنا، لذلك أمورنا ليست بالسهلة إطلاقاً، نحن بحاجة إلى عمل كبير جدا، لكن لا يوجد مستحيل، وأتمنى أن نصل إلى تصفيات كأس العالم القادمة، والتي تؤهلنا للتواجد في نهائيات قطر ونحن بأفضل الأحوال.

كيف ترى استعدادات قطر لاستضافة أهم حدث في العالم بعد 4 سنوات؟

لا أشك بقدرات دولة قطر في استضافة حدث تاريخي كبير مثل كأس العالم، فالبنية التحتية والمنشآت هناك غاية في الروعة، وسبق أن شاهدت ذلك خلال زياراتي إلى الدوحة بين الفترة والأخرى. كأس العالم 2022 أعتقد أنه سيكون مبهراً للغاية، سواء على مستوى الاستضافة أو على مستوى التنظيم والمشاركة المرتقبة للمنتخبات والمنافسات، بل أراه فرصة لتواجد أكبر عدد من منتخبات العرب لعلنا نشاهد إنجازات رياضية جديدة فيه على مستوى الكرة العربية إن شاء الله، وربما يصل أكثر من منتخب للدور الثاني أو أبعد من ذلك، لمَ لا؟

النشامى قادمون .. هل يكون شعار المنتخب في نهائيات كأس آسيا؟

هناك نقاط مهمة في نهائيات آسيا، وهي أن هُناك مباريات تعتمد على مجريات اللقاء، بمعنى أن هناك فوارق بين المنتخب الأردني والمنتخب الأسترالي على سبيل المثال خلال الفترة الحالية، لكن إذا ما خدمت ظروف المباراة "النشامى"، فإنه من الممكن أن نُحقق نتيجة إيجابية، بمعنى أدق أنه وخلال النهائيات تلعب المباريات على أنها نهائيات كؤوس، ومن الممكن أن نتجاوز الفوارق. أما على مستوى الورق والحسابات الحالية، فبعيداً عن العواطف سيكون الترتيب أستراليا وسورية ثم الأردن وفلسطين في مجموعتنا.

ولكنني أراهن أن لاعبينا في المباريات الكبيرة يكون تركيزهم وأداؤهم عاليا جداً، وظهر ذلك في المباراة الأخيرة أمام كرواتيا، لذلك من الممكن أن نظهر، وخاصة أننا نمتلك مواهب عالية جداً يتقدمهم موسى التعمري، فهذا يدل على أننا نمتلك نوعية لاعبين، لكن تبقى الظروف التي نتمنى أن تخدم اللاعبين.
دلالات
المساهمون